عادي

من هو خطيب الأنصار؟

16:27 مساء
قراءة دقيقتين
الصّحابي ثابت بن قيس بن شمّاس كان من الأنصار من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، ويُكنى بأبي محمّد، وكان صاحب صوت جهور، ولسان بليغ، وخطيباً مفوَّهاً، ولقب بخطيب الأنصار وخطيب رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وعن فصاحته وخطابته جاء في كتب التاريخ أنّه عندما جاء وفد من بني تميم إلى النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- وافتخر خطيبهم، فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- لثابت بن قيس: (قم فأجب خطيبهم)، فقام ثابت بن قيس فحمد الله - تعالى- وأبلغ في كلامه، حتى سُرَّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة - رضي الله عنهم- من كلامه.
وكان ثابت بن قيس شديد الحبّ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان يجهر بصوته المرتفع في الخُطَب بين يدي النبي، وحين أنزل الله سبحانه وتعالى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)، ظنّ ثابت أنّها إنّما نزلت به، فاعتزل في بيته يبكي، وعندما افتقده النبيّ وسأل عنه، قالوا له إنّه في بيته يبكي خشية أن يكون المقصود من الآية، فبشّره النبيّ أنه من أهل الجنّة، يروي ثابت ذلك ويقول: (أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ، ولقَدْ عَلِمْتُمْ أنِّي مِن أرْفَعِكُمْ صَوْتاً علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأنا مِن أهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذلكَ سَعْدٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ هو مِن أهْلِ الجَنَّةِ)، وآخى النبي بينه وبين عمار بن ياسر.
وكان له ثلاثة أولاد هم: محمد ويحيى وعبد الله، وثلاثتهم قُتلوا يوم الحَرَّة، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، كل المعارك بعد بدر، كما شارك في حروب الردة، وجعله الخليفة أبو بكر الصدّيق أميراً على الأنصار مع خالد بن الوليد في معركة اليمامة في السنة 12 للهجرة واستشهد فيها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycyj7ars

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"