المشاكل التي تحدث

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

البعض يتحدث عن مشاكل تحدث في المجتمع أو داخل الأسر، أو حتى بين الصحب والأصدقاء والزملاء، ويعتبر أن طبيعة الحياة الحديثة، تؤدي لمثل هذه المشاكل البينية التي تحدث في كل جزء من زوايا حياتنا الاجتماعية، والحقيقة أن المشكلة بحد ذاتها، وبغض النظر عن موضوعها وصفتها وسببها، متواجدة منذ الأزل في تاريخ البشرية، وليست طارئة أو حديثة النشأة والتواجد، بل إن كل زمن وحقبة زمنية، تميزت بالاهتمامات والزخم والاندفاع والحماسة، ومعها تنمو بعض المشاكل والعقبات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار الحياة المعاصرة مختلفة عما سبقها من أزمان وظروف مرت بالمجتمعات البشرية بصفة عامة، أو حتى على المستوى الفردي لكل إنسان.

المشكلة، تقع ما دام هناك تفاعل واحتكاك وتعامل بين الناس، وهي نتاج العمل والجهد والتطلع والأمل والسعي، واختلاف التوجهات والآراء والأولويات، والكثير من المشاكل التي قد نراها شراً أو نراها سلوكاً غير مرغوب به قد تكون خيراً وفائدة.

الخطأ ليس في وقوع المشكلة؛ لأن وقوعها بديهي ومتوقع، وإنما الخطأ في كيفية النظر لها، عندما ينظر للمشكلة كونها فعلاً عدوانياً ضدنا، وهي لا تحتمل هذه النظرة، هنا تصبح مشكلة حقيقية، ولكن كثيراً مما نفسره مشكلة، لا يتجاوز كونه اختلافاً في الآراء، أو اختلافاً في الأولويات، أو اختلافاً في الرغبات، أو اختلافاً في الطريقة والمنهج، وجميع تلك الاختلافات، قد تكون ذات فائدة؛ لأنها تنمّي التجربة البشرية، وتزيد من الخبرات والمعارف.

هذا لا يعني عدم وقوع المشاكل العظيمة والمستفحلة، ولا يعني عدم وجود مشاكل نتيجة لسلبية البعض، وما يحملونه من مشاعر من الحقد أو الأنانية، أو الضيق من الآخر، ونحوها. لكن معظم مشاكلنا هي مشاكل صغيرة ومتواضعة، ويمكن حلها بتوفر النية الطيبة، والفهم، والتفهم، وأيضاً بالتجاهل.

داخل الأسر، وفي مختلف تفاصيل حياتنا الاجتماعية، من المتوقع أن تقع الاختلافات، وتنمو مشكلة ما، نتيجة لسوء فهم، أو لاختلاف الآراء، أو لتعدد وجهات النظر، أو بسبب الرغبات والأولويات، وهذه جميعها ليست مدعاة للعداوة أو للبغضاء والتشاحن.

فكرة المشكلة نفسها، يجب وضعها في إطار مقنّن ومحدود ومؤطر، ولا نسمح بأن تتجاوزه، أو تنمو وتكبر، إذا عملنا جميعاً على محاولة تصغير المشكلة، وتحجيمها للدرجة الصغرى، فإننا سنعيش في وئام وتفاهم، والأهم في صحة نفسية.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36j3akx8

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"