القاهرة: أحمد إبراهيم
لم ينتظر الجمهور من رواد ال «سوشيال ميديا» انتهاء موسم الدراما خلال شهر رمضان، لإبداء آرائهم في الأعمال المعروضة خلاله، وراحوا مع الحلقات الأولى يرصدون الأخطاء التي يلاحظونها خلال بعض الأعمال الدرامية أولاً بأول، وبدا خلالها أن الجمهور يكون في أغلب الأوقات أشد تركيزاً وانتقاداً من النقاد أنفسهم.
البداية كانت مع المسلسل التاريخي «سره الباتع»، المأخوذ عن قصة الأديب يوسف إدريس، معالجة درامية وسيناريو وحوار وإخراج خالد يوسف؛ حيث حصد المسلسل انتقادات واسعة من الجمهور، حول الأخطاء التي وقع فيها المخرج باعتباره الكاتب أيضاً، لأول تجربة إخراجية له في الدراما التلفزيونية، كما واجه هو وفريق العمل اتهامات بالتسرع، وعدم دراسة العديد من التفاصيل التاريخية، لا سيما أنه يقدم عملاً يتناول فترة المقاومة الشعبية في إحدى قرى الريف، خلال الحملة الفرنسية على مصر.
من بين هذه الأخطاء، ظهور عربة «بعجلات من المطاط»، وهي ما لم تكن موجودة في تلك الحقبة الزمنية، فالعربات التي تجرها الخيول لم تعرفها مصر إلا بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر، كذلك لاحظوا، عبر توثيق اللقطة بالصور، انتعال أحد جنود المماليك حذاء رياضياً لإحدى الماركات العالمية، كما أخذ عليه البعض استخدام «الطماطم» في أغلب أطعمة الفلاحين بالقرية، في حين أن مصر لم تتعرف إلى «الطماطم» سوى قبل 100 عام فقط؛ أي بعد الحرب العالمية الأولى، أثناء الاحتلال البريطاني لمصر، وكان يتم التعامل معها في البداية باعتبارها فاكهة.
وكان من ضمن الأخطاء أيضاً في المسلسل ارتداء المصريين ملابس مصنوعة من القطن، على الرغم من أن مصر لم تعرف زراعة القطن إلا في عهد محمد علي، أي بعد رحيل الحملة الفرنسية بعدة سنوات، كذلك الإشارة في أحد المشاهد إلى ضرورة خروج الحملة الفرنسية من مصر، كما حدث مع المماليك والأتراك وخروجهم، على الرغم من أن الأتراك لم يدخلوا مصر إلا بعد الحملة الفرنسية، إضافة إلى الاستعانة بأحد الهتافات التي استخدمت خلال ثورة 30 يونيو 2013 بمصر، وهو «دم الشهدا عالي عالي.. دم الشهدا المجد العالي»، في مشهد لشباب القرية يتظاهرون بعد جنازة صابر، الذي قام بدوره هشام الجخ، في أول تجاربه التمثيلية، مطالبين الجنرال بتسليم قاتل صابر، ليس هذا فحسب؛ بل ملامح الشخصيات التي تجسد دور الجنود الفرنسيين؛ حيث ظهروا بملامح مصرية أصيلة، بعيدة كل البعد عن الملامح الفرنسية.
«رسالة الإمام»
كان للمسلسل التاريخي «رسالة الإمام»، الذي يتناول جانباً مهماً من حياة الإمام الشافعي، نصيبه من انتقادات الجمهور، مؤكدين أنه تضمن أخطاء تاريخية كارثية، من بينها نسب أبيات شعرية للإمام الشافعي، وهي في حقيقة الأمر للشاعر السوري حذيفة العرجي، التي كتبها قبل 10 سنوات، إضافة إلى واقعة لقاء الإمام الشافعي مع الخليفة المأمون، وهو لم يحدث إطلاقاً في الحقيقة، كذلك عرض زوجة الشافعي في مرضها على طبيب «راهب» من أقباط مصر، وهي واقعة لم تحدث مطلقاً، ناهيك عن استخدام العامية المصرية؛ إذ إن الشافعي والمصريين في تلك الحقبة لم يتحدثوا سوى العربية الفصحى، ما دفع الشركة المنتجة لإصدار تنويه رسمي في الحلقة السادسة بأن هذا العمل رؤية درامية مستوحاة من أحداث تاريخية.. وأن بعض حكايات وشخصيات العمل، هي من وحي خيال المؤلف للضرورة الدرامية، فضلاً عن وجود أخطاء إملائية ونحوية عديدة، تم تداركها في الحلقات التالية، خصوصاً أن العمل ما زال في التصوير.
«ابتسامة هوليوود»
امتدت ملاحظات وانتقادات الجمهور إلى بعض التفاصيل الشخصية في بعض الأعمال الأخرى، على رأسها «ابتسامة هوليوود» الواضحة على أسنان جمال سليمان ونيللي كريم، في مسلسل «عملة نادرة» على الرغم من أن أحداث العمل تدور في إحدى قرى الصعيد، تصويره كذلك الحال مع مسلسل «ستهم»، وظهور روجينا بطلة العمل بابتسامة هوليوود، على الرغم من إنها تجسد شخصية سيدة صعيدية فقيرة اضطرت لارتداء ملابس الرجال للعمل بعد رحيل زوجها لإعالة أسرتها، وهو ما يتنافى تماماً مع الشخصية التي تقدمها، وهو ما ظهر أيضاً على بعض نجمات المسلسل التاريخي «سوق الكانتو»، الذي تدور أحداثه في عشرينات القرن الماضي، أي قبل 100 عام، وسلمى أبو ضيف في مسلسل «المداح»، وأحمد فهمي في مسلسل «سره الباتع»، ما يتنافى مع طبقته الشعبية البسيطة، ليتكرر خطأ «ابتسامة هوليوود» مع عدد كبير من النجمات في بعض الأعمال، خصوصاً التي تدور أحدثها بين أسر فقيرة في أحياء شعبية.
«رشيد»
لاحظ جمهور ال«سوشيال ميديا» أيضاً خلال مسلسل «رشيد»، وقوع خطأ واضح، وهو ظهور منتج غذائي على إحدى اللافتات، ضمن أحداث كانت تدور في عام 2009 بالمسلسل، في حين أن المنتج لم يظهر إلا في 2022.
