عادي
أكبر مساجدها وأجمل شوارعها سميت باسمه

العين.. مدينة أحبها خليفة وأحبته

00:06 صباحا
قراءة 6 دقائق

ترتبط مدينة العين ارتباطاً معنوياً فريداً مع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فهي المدينة التي شهدت ولادته وتعليمه وانطلاقته نحو حياته المهنية، ويحمل أهلها الكثير من الحب والتقدير والامتنان لقائد يعشق تلك المدينة التي تضم أكبر المساجد وأجمل الشوارع التي تحمل اسم خليفة بن زايد، كما يستذكر شبابها دعمه اللامحدود لناديهم العيناوي، أسطورة الرياضة البنفسجي الذي نال كل الرعاية والدعم منه.

عندما انتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس 1966، عين نجله الشيخ خليفة، الذي كان عمره 18 عاماً في ذلك الوقت، ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، واعتبر هذا التفويض دليلاً على ثقة الوالد المؤسس

مشاريع تنموية

سار الشيخ خليفة، رحمه الله، على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة، وكان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى.

خلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى، ومنها بدأت مسيرته وصولاً إلى رئاسة الدولة.

كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» محباً لنادي العين، وأطلق عليه تسمية «العيناوي الأول»، ويملك النادي ملعباً يحمل اسم استاد خليفة بن زايد.

قصة البدايات

البدايات وقصة الارتباط العاطفي بمدينة العين بدأت مبكراً بمنطقة المويجعي في العين، ثمة قصر أثري قديم يحمل بين جدرانه ذكريات وسجلات تاريخية ارتبطت بتاريخ الإمارات، كان مركز الحكم الأول لمؤسس وقلب الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمكان الذي ولد فيه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وشهد نشأته الأولى.

يربض قصر المويجعي في وسط مدينة العين، وهو بناء ملفت سهِر على أمن الواحة لأكثر من قرن مضى. بُني القصر في أوائل القرن العشرين بصفته ديواناً ومكاناً لالتقاء أفراد المجتمع، حيث اتّسم ببساطة غير متكلفة ومعالم أخاذة في آن واحد، شهد مرحلة مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل بناؤه نموذجاً راقياً لفن العمارة التي كانت تعتمد على البناء بالطوب اللَّبِن مطلع القرن العشرين.

قصر المويجعي

وفي عام 1946، انتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للإقامة في قصر المويجعي، عندما تولى مهامه كممثل لحاكم أبوظبي في منطقة العين، وبعد انتقاله بعامين، تشرّف قصر المويجعي بولادة ابنه البكر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث أمضى الشيخ خليفة أكثر أيام الصِبَا في هذا القصر ينهل من فكر والده ورؤيته الثاقبة، ويتعلم منه الحكمة والقيادة السليمة.

رغم بساطة مبنى القلعة، فإنه يبقى ملفتاً للنظر، إذ ترى فناءً داخلياً متسع المساحة يطوقه هيكل المبنى مربع الشكل، مع أبراج بارزة في أركانه، وبوابة ضخمة، كما كان يُستخدم كديوان (مجلس أو مقر الحكم) ومقصداً لاجتماع الناس، وقد أدخل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكثير من الإضافات إلى القلعة، الأمر الذي أكد أهميتها المتزايدة كمقر رئيسي للحكم في المنطقة ومجلس للمناقشات، ومكان لاستقبال الزوّار، ومركز للشورى واتخاذ القرار.

وعندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966، انتقل مع ابنه الشيخ خليفة بن زايد إلى أبوظبي، وفي مطلع سبعينات القرن العشرين، خضع هذا الصرح لمراحل ترميم مختلفة، تُوجت بمشروع تجديد ضخم ساهم في عودة قصر المويجعي إلى سابق عهده كمقصد عام للزوار في العين.

درة معمارية

عيون أهل العين وزوارها لا تكاد تفارق الدرة المعمارية الأبرز والأولى في المدينة، متطلعين لزيارته والصلاة فيه، حيث القبة الأضخم بآيات قرآنية تزينها تغطي كامل القاعة الرئيسية للصلاة في مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي بات يمثل علامة تميز العين بتصميمه المتفرد وموقعه الذي يجاور أقدم مسجد تم اكتشافه ويعود تاريخه إلى 1000عام، ويعد أقدم مسجد في الدولة.

ويمثل مشروع مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان واحداً من أبرز الصروح المعمارية ذات الطابع الإسلامي المميز، ليس في مدينة العين فحسب، بل على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة بأسرها، من حيث تعبيره عن روح العمارة الإسلامية وتراثها الفني الفريد، ودلالته الرمزية لثقافة الدولة وموروثاتها الحضارية ولخصوصية مدينة العين.

ويعد مسجد الشيخ خليفة تحفة معمارية إسلامية متفردة، حيث يضم تفاصيل معمارية هندسية مبهرة، وتتميز القبة التي يبلغ قطرها الخارجي 86 متراً، بالنقوش وآيات القرآن الكريم بخط الثلث العربي، مشكِّلة لوحة تعبق بالطابع الإسلامي، ويتميز المسجد بفخامة الفرش الداخلي وأسواره الخارجية، ومساحات تجميلية ومسطحات خضراء تزين محيطه لتشغل مساحة قدرها 75 ألفاً و390 متراً مربعاً، وأحواض مائية مندمجة لتكوِّن لوحة جمالية تنضم إلى سلسلة المعالم البارزة في مدينة العين، مع مواقف للسيارات وأماكن للوضوء، ومبنى للخدمات.

يقع المسجد بحي المعهد في مدينة العين، ويشغل مساحة كلية قدرها 256 ألفاً و680 متراً مربعاً بينما تبلغ المساحة المبنية 15 ألفاً و684 متراً مربعاً، ويتألف من الحرم الرئيسي للمسجد «القبة» ومساحته 4 آلاف و417 متراً مربعاً، وأربع مآذن تشمخ في أركان القبة والصحن بارتفاع ستين متراً، وهي مستمدة من طراز مآذن الجامع الكبير في سامراء بطرح حديث، وهناك رواق صمم على الطراز الأموي الأندلسي، ويربط مكونات المشروع المختلفة، ويؤطر الصحن الذي تبلغ مساحته 7 آلاف و660 متراً مربعاً.

شارع خليفة

في العين، يحتل شارع خليفة مكانة غالية وحيوية، ويعتبر الرئة التجارية للمنطقة، والشارع الأشهر الذي كان نواة للأنشطة التجارية والتوسعات التي تلت ذلك في المدينة التي نالت اهتمامه وعنايته.

كما نالت مدينة العين الجائزة الفضية في جائزة المدن الحيوية عام 2010 حيث تنافست مع سبع مدن عالمية أخرى على المراكز الثلاثة الأولى عن فئة المدن المتكاملة، التي تحتوي على عدد سكان يفوق 400 ألف نسمة، واشتملت الجائزة على ستة معايير متنوعة وهي: تحسين المناظر الطبيعية والمناظر المشيدة، الفنون والثقافة والتراث، أفضل الممارسات البيئية، إسهام الجماعة السكانية ومدها بالصلاحية، طراز الحياة الصحي، واستراتيجية التخطيط. كما فازت مدينة العين بالمركز الأول ضمن جوائز منظمة المدن العربية عن فئة التخضير في دورتها الحادية عشرة نظراً للجهود التي بذلتها في مجال التخضير وبسط الرقعة الخضراء في كافة أنحاء المدينة، حيث تبلغ مساحة الرقعة الخضراء فيها حوالي 11 مليوناً و700 ألف متر مربع، يبلغ نصيب الفرد منها حوالي 32 متراً مربعاً.

نادي العين

منذ لحظة انطلاق النادي رسمياً عام 1968، كان دعم الشيخ خليفة للفريق البنفسجي واضحاً، وعاملاً مؤثراً في النهضة التي شهدها النادي على جميع المستويات، ومقدراً من الجمهور العيناوي وأهل العين، ومنذ اللحظة الأولى لقيام النادي منح المغفور له أول مقر رسمي للمؤسسين، وتواصل الدعم إلى أن أصبح نادي العين من أكبر أندية المنطقة العربية والقارة الآسيوية من ناحية المباني والملاعب والمنشآت.

ويعتبر استاد خليفة بن زايد أحد ملاعب نادي العين الرياضي الثقافي، وهو المقر الرئيسي لتدريبات الفريق الأول لكرة القدم والمقر الرئيسي لنادي العين للألعاب الرياضية، واستضاف منذ افتتاحه عام 1971 عدداً من البطولات العالمية التي شهدتها مدينة العين، وقد خضع في عام 2002 إلى عملية إعادة بناء اعتمدت أحدث التصاميم الفنية المعمارية، ليصبح علامة مميزة تتماشى مع التطور العمراني الرياضي في الدولة، وبات المبنى الجديد يشمل المقصورة الرئيسة، والمكاتب والقاعات وغرف الملابس والعيادة ووحدة العلاج الطبيعي. وتم تزويد المدرجات بمقاعد جديدة للجمهور وذلك لاستيعاب 12 ألف متفرج.

مسجد خليفة

الصورة

يجسد مسجد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في مدينة العين قيمة معنوية كبيرة لأهالي المدينة التي شهدت ولادته عام 1948 في قلعة المويجعي التي لا تبعد كثيراً عن المسجد، الذي يمثل أيقونة معمارية متفردة تشكل القلب النابض للمدينة التي أحبها الراحل، حيث تلقى تعليمه المدرسي في المدينة نفسها بالمدرسة النهيانية التي أنشأها المغفور له الشيخ زايد وقضى معظم طفولته في واحات العين والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.

في تلك الأثناء، حرص المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتيّ العين والبريمي، حيث كان للواحتين أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة، وظل الشيخ خليفة ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مهمته الصعبة لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.

ولازم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42yhc627

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"