عادي
عجمي لـ«بلومبيرغ»: استفدنا من جزء كبير من استثمارات «سوفت بنك»

رئيس وحدة الشركات الناشئة في «مبادلة»: عصر حصن رأس المال انتهى

17:25 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي: خنساء الزبير
وسط أزمة التمويل والتباطؤ الاقتصادي يتجه أصحاب رؤوس الأموال والمؤسسون بشكل متزايد إلى الشرق الأوسط، وفي قلب هذا الاهتمام المتزايد ينصبّ التركيز على «مبادلة كابيتال فنتشرز»، أحد داعمي صندوق رؤية الذي أطلقه «سوفت بنك» في عام 2017 بقيمة 100 مليار دولار، ومن داعميه أيضاً صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية.
وفي ذات العام افتتحت «مبادلة» مكاتبها الأولى في الولايات المتحدة؛ حيث تتطلع إلى الاستثمار مع مؤسسي «وادي السيليكون».
والفرق الآن هو أن المؤسسين والمستثمرين لا يحتاجون إلى شركات مثل «مبادلة» للحضور إليهم، بل هم يسافرون إلى الخارج لإجراء المحادثات وجمع الأموال، في ظل ندرة رأس المال في الوقت الحالي.
وبحسب «بلومبيرغ» فإن شركة «مبادلة» أصبحت تحظى بشعبية كبيرة، في بيئة تشهد تراجعاً حاداً في الإنفاق على المشاريع؛ حيث تحافظ الشركة على وتيرة ثابتة.
فقد قامت «مبادلة كابيتال فنتشرز»، الذراع الاستثمارية لشركة «مبادلة للاستثمار»، بخمسة استثمارات جديدة في عام 2023 حتى إبريل/نيسان، مقارنة بـ 14 استثماراً في العام الماضي بأكمله.
وبشكل عام استثمرت 800 مليون دولار في السوق الأمريكية منذ إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2017 و358 مليون دولار في أوروبا منذ أن بدأت هناك في عام 2019. وتشمل رهانات هذا العام علم الأعصاب الدقيق وغيره من المجالات العلمية. وهذا جزء صغير من 284 مليار دولار تمتلكها شركة «مبادلة للاستثمار» في ميزانيتها العمومية.
  • حوار مثمر
أجرت بلومبيرغ حواراً مع إبراهيم عجمي في مقر «مبادلة» في سان فرانسيسكو؛ وبحسب الموقع الإلكتروني لشركة «مبادلة للاستثمار» يشغل عجمي وظيفة رئيس وحدة الشركات الناشئة التابعة لقطاع الاستثمارات غير التقليدية للشركة، وبحكم منصبه يتولى مسؤولية إدارة استثماراتها في شركات التكنولوجيا عالية النمو، وتوظيف إمكانات شركة «مبادلة» ومواردها لدعم الشركات والمؤسسات الريادية لبناء أعمال واستثمارات مستدامة.
وبسؤاله عن رأيه في التوجه العالمي المفاجئ نحو مستثمري الشرق الأوسط والحصول على تمويل من «مبادلة» ومصادر أخرى بالمنطقة، أجاب بأن هناك استثماراً في رأس المال الاستثماري وتحديداً من قبل منطقة الخليج والشرق الأوسط؛ وهذا يحدث منذ 10 إلى 15 عاماً.
وقال من الواضح أنهم في «مبادلة» كانوا في طليعة ذلك، ولكن هناك أيضاً مؤسسات أخرى مثل الكويت وجهاز أبوظبي للاستثمار، ومؤخراً السعودية. ورأس المال هذا يبحث منذ وقت طويل عن مديرين ومستثمرين استثنائيين وليس مجرد مديري رأس مال أو مؤسسين. وأشار إلى أن مستوى الاختيار عالٍ للغاية، ولديهم القدرة على اختيار ما يستثمرون فيه في الوقت الحالي وقال: «نحن فقط أكثر انتقائية، ونستخدم رأس المال الذي يتماشى مع استراتيجيتنا».
وضرب مثلاً الرعاية الصحية والتكنولوجيا الصحية التي أصبحت جزءاً أساسياً من استراتيجية «مبادلة»؛ لذلك يعملون مع الكثير من المديرين، ويلتقون العديد من المديرين الجدد، وتحديداً في مجال الرعاية الصحية.
  • زيادة الكفاءة
وتم سؤاله عن كيفية رؤيته لعلاقاته مع مؤسسي الشركات الناشئة. وشرح قائلاً: «أنت تدخل في عقد التزام مع المؤسس، وإذا تم تنفيذ الأعمال وبناء شركة كبيرة فسوف تكون هناك كمزود لرأس المال وكشريك طويل الأجل معه».
وقال، إنهم أجروا الكثير من المحادثات الصعبة، ولفت إلى أننا نعيش الآن في عالم يتّسم بتقليل الإنفاق وإطالة فترة التشغيل؛ لذلك لديهم الكثير من المحادثات حول طرق زيادة الكفاءة وكيفية العودة إلى الأساسيات. ومنها محادثات الآن مع الشركات حول الدمج والبيع لتصبح شركات أكبر، وللتفكير على المدى الطويل.
  • رؤية المخاطرة
ورداً على سؤال حول الشركات التي لم يتم الاستحواذ عليها والتي أرادت الصمود حتى يتم طرحها في اكتتاب عام أولي، هل تخبرونهم بالتفكير في عملية استحواذ؟ أجاب: «قطعاً. لأنه من المحتمل أن تكون هذه المنصة جزءاً من منصة أكبر قد تصبح يوماً ما شركة ذات قيمة كبيرة للغاية».
وعن إجراء مثل هذه المحادثات قبل عامين مع مؤسسين، قال، إن السوق يتطور بطبيعة الحال، وتمّ إغلاق أسواق الاكتتاب، وهناك انكماش اقتصادي، كما تغيرت رؤية المخاطرة في الاستثمار، وأيضاً كيفية القيام بإدارة نشاط تجاري. وقال: «أعتقد أن عصر رأس المال كحصن قد انتهى».
وطرح مثالاً قائلاً: «فقط نمنح هذه الشركة 5 مليارات دولار، ومن خلال منحها هذا المبلغ فإنها ستتفوق على جميع المنافسين، وستحصل على أعظم منتج ومن ثم ستكون الشركة الفائزة».
ودحض هذه الفكرة السائدة بإعطاء مثال بشركتي «أوبر» و«دورداش»، وكلتاهما مدعومة بصندوق رؤية، وقال إن كلتيهما كانت لديها الكثير من رأس المال، ولكن لكل واحدة منهما استراتيجيات مختلفة حول كيفية التعامل مع الأسواق. لذا فإن الوضوح والاستراتيجية، وفي النهاية التنفيذ، أمر مهم.
وقال، إن رأس المال مهم لكنه ليس أهم عامل تمييز، ولم يعد في عالمنا أنك عندما تضع تمويلاً أكبر فأنت الأفضل.
وأكد عجمي قائلاً: «بالضبط، وهو مثير للاهتمام أيضاً؛ لأنه يأتي منا كصندوق ثروة سيادي يمتلك قدراً كبيراً من رأس المال». والرسالة التي نحاول إيصالها هي أننا ننتقل إلى عالم يصبح فيه الوضوح والدقة في الاستراتيجية وجلاء عدسة المخاطرة عوامل مفاضلة مهمة للغاية كمدير للأموال.
  • أكثر استثمارات كارثية
بلومبيرغ: هل ترى أن «وي وورك» (أكثر استثمارات كارثية لصندوق رؤية) آخر أكبر الأمثلة على استراتيجية رأس المال كحصن؟
عجمي: إنها بالفعل كانت واحدة منها؛ كانت واحدة من عصر المقياس الأساسي، لذلك من الجيد التعلم. وأعتقد أن استثمارهم في صندوق رؤية سيكون في النهاية استثماراً جيداً، نظراً لكيفية هيكلة التزام الصندوق.
ويُشار هنا إلى أن التزام مبادلة بقيمة 15 مليار دولار في عام 2017 يتضمن أوراقاً مالية يدفع «سوفت بنك» مقابلها قسيمة بنسبة 7% سنوياً على مدار 12 عاماً، مما يعني عوائد أكثر سلاسة.
وعلق عجمي قائلاً بأنه رغم كل هذا لا يزال الكثيرون يعتقدون أن «مبادلة» هي منفق كبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى علاقاتها مع «سوفت بنك»
وبسؤاله هل أضرّ بها هذا الارتباط؟ أجاب بأن المجال تجاوز بعض الأشياء التي حدثت في 2017 و2018، قائلاً أولاً وقبل كل شيء استفدنا جزءاً كبيراً من استثمارات «سوفت بنك»، على عكس ما يتم سماعه. وهناك الكثير مما يجب العلم به؛ حيث تم بناء بعض الشركات المهمة.
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أنه رغم خيبات الأمل الكبيرة، مثل «وي وورك» على سبيل المثال، فقد دعم صندوق رؤية أيضاً شركات أخرى مثل «آرم» و«فليكسبورت»، و«سلاك» و«أوبر».
  • الاستثمارات في الصين
وطرحت بلومبيرغ سؤالاً على عجمي عما إذا كان هنالك مجال ما لن يستثمر فيه، وأجاب: التبغ والكحول. وعن نية الحكومة الأمريكية فرض قيود على الاستثمارات في الصين، كان جوابه بأن لديهم برنامجاً استثمارياً نشطاً في الصين (من مبادلة كابيتال انفستمنت)، لكنه ليس جزءاً من منصة المشروع هذه.
وقال، إنهم ينظرون إلى الصين وجنوب شرق آسيا كفرصة نمو مهمة في العالم، وهناك الكثير من الابتكارات التكنولوجية وشركات التكنولوجيا المثيرة التي يتم بناؤها، وهذا جزء مهم من خطتهم طويلة المدى.
وأثارت بلومبيرغ كيفية تأثير الاستثمار في مشروع في مرحلة مبكرة على «مبادلة» بشكل عام؛ لأنه من خلال صندوق قيمته 284 مليار دولار سيكون عليه تحقيق الكثير من العوائد الضخمة، حتى يحقق فرقاً بنقاط مئوية قليلة.
وكان رد عجمي بأن هدفهم هو أن بعض الشركات التي يستثمرون فيها اليوم يجب أن تبلغ قيمتها مئة مليار في غضون 10 سنوات. وهذه شركات تقنية مهمة للغاية تعمل على تشكيل الصناعات.
ورأس المال الاستثماري ليس الاستراتيجية الوحيدة لمبادلة، لكن التكنولوجيا تدعم الكثير من القطاعات الأخرى التي نشارك فيها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37tkrbnk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"