عادي
ينظّمه «النادي» من 23 إلى 29 أغسطس القادم

«أبوظبي للصيد» منصّة عالمية لتلبية احتياجات الصقّارين المُتزايدة

19:31 مساء
قراءة 4 دقائق

أبوظبي:«الخليج»

شكّل «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، فرصة مثالية للترويج للصيد المُستدام، ولشركات إكثار الصقور الإماراتية والدولية، بوجود آلاف الزوار من الصقّارين الإماراتيين، والقادمين من منطقة دول مجلس التعاون، ومختلف أنحاء العالم، لاقتناء نخبة من الصقور المكاثرة في الأسر في مزارع محلية ودولية.

ويحرص المعرض الذي انطلق عام 2003، على تعزيز صناعة مزارع إنتاج الصقور في العالم. وإليه يُرجع الكثير من الصقّارين والخبراء، الفضل في نجاح جهود استخدام الصقور المنتجة في الأسر في ممارسة الصقارة، والتزايد الملحوظ في عدد مراكز إنتاجها وتطوّر صناعتها.

وشهدت الدورة التاسعة عشرة من المعرض (أبوظبي 2022) بيع أغلى صقر في تاريخ دوراته السابقة، حيث بيع «بيور جير- إلترا وايت» أمريكي الإنتاج، بمليون درهم (275 ألف دولار)، في مزاد الصقور الذي يُقام سنوياً ضمن فعاليات المعرض.

ويُنظّم «نادي صقّاري الإمارات» فعاليات الدورة العشرين، من 23 ولغاية 29 أغسطس القادم، برعاية هيئة البيئة - أبوظبي، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض حيث يُقام الحدث، شريك القطاع «كراكال»، وشركاء الصناعة: الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، والمؤسسة الأوروبية للصقارة والمحافظة على الطبيعة، واتحاد الإمارات للفروسية والسباق، ومعرض دبي الدولي للخيل، ومعرض The Game Fair في فرنسا، ومعرض JAGD & HUND بألمانيا، وشريك صناعة السيارات ARB الإمارات، وشركاء تعزيز تجربة الزوار «مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء»، ومركز السلوقي العربي بأبوظبي.

وتحوّل المعرض، منصّةً عالميةً رائدةً تستعرض أجود أنواع الصقور المكاثرة في الأسر في أبوظبي، بعد أن كان صقّارو الإمارات والمنطقة، يُسافرون إلى للخارج لشراء الصقور من مزارع خاصة في أوروبا وأمريكا. حيث بات المعرض يُوفّر لهم في أبوظبي منصّة مثالية دولية لبيع وشراء أجود الصقور المنتجة من أفضل مزارع إكثار الصقور في العالم.

ويُشكّل النجاح الكبير للمزاد في الدورة الماضية، خطوة مُهمّة لما هو قادم من مفاجآت وإضافات جديدة في عالم مزادات الصقور والمزاين، بحسب اللجنة العليا المنظمة للمعرض التي تُكثّف استعداداتها للدورة القادمة. ومزاد الصقور أحد أكثر الفعاليات جذباً للصقارين والمهتمين في المعرض الذي يُعدّ فرصة نجاح ثمينة للشركات العاملة في قطاع الصقارة، ولمالكي مزارع ومراكز إكثار الصقور التي تُنتج أجود أنواع الصقور وأفضلها أداءً.

وتشهد صناعة إنتاج الصقور ومُستلزماتها نُموّاً ملحوظاً، للإقبال الكبير من صقّاري منطقة الخليج العربي على اقتناء أفضل الصقور المكاثرة في الأسر، لممارسة هوايتهم والتحضير للمُشاركة في أهم البطولات والحصول على مراكز مُتقدّمة.

يُذكر أنّه في عام 1989، وجّه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بالاستفادة من إكثار الصقور في الأسر من أجل الاستخدام المُستدام لها، وتخفيف الضغط على الصقور البرية المُهدّدة بالانقراض. وأنشأت أبوظبي بعدها بسنوات الكثير من المشاريع داخل الإمارات وخارجها، نجحت في إنتاج الآلاف من الصقور المُكاثرة في الأسر، بما في ذلك مزارع الصقور في المملكة المتحدة، وعدد من الدول الأوروبية، وطوّرت فرق مُتخصصة طرائق مناسبة لتدريبها على الصيد.

وتدعم أبوظبي، الأبحاث والدراسات الجينية للصقور، وقد تمكنت بالتعاون مع مجموعة الاستشارية للحياة البرية و«جامعة كارديف» و«معهد بكين للدراسات الجينية»، من تحديد التركيبة الجينية لصقور الحر الأوراسية، وصقر الشاهين، وتحديد الجينات ذات العالقة بتحديد ألوان الريش في صقور الجير، واستخدام خصائص الحمض النووي DNA، لاختيار أفراد من صقور الحر، ودراسة مقدرتها على البقاء في منغوليا، واكتشاف الخريطة الكلية لجينوم الصقر الحر وصقر الشاهين.

ومثّل إكثار الصقور في الأسر، ثورة حقيقية في رياضة الصيد بالصقور، وفي استدامة هذا التراث الأصيل.

وقد أسهم استخدام الصقور المكاثرة في الأسر، لممارسة الصقارة في تخفيف الضغط عن الصقور البرية في الطبيعة، وتعزيز أعدادها. وأسهمت جهود أبوظبي البحثية والعلمية في تحسين أنواع الصقور المنتجة، بحيث أصبحت ذات مناعة أكثر للفطريات والأمراض. كما عملت على إنتاج أنواع منتخبة تمتاز بصفاتها المميزة في الصيد، وبصفاتها الجمالية.

ونجح المعرض، في تعزيز فكرة أنّ الصقور البديلة المكاثرة في الأسر أثبتت مقدرتها العالية في الصيد، وأنها لا تقل كفاءة وتميزاً عن الصقور البرية في الطبيعه، في حال الاعتناء بها وتدريبها وفق أسس سليمة. وكان بعض مُربّي الصقور يبحثون عن الطيور التي تصاد في الطبيعة، بدل تلك التي تُكاثر وتُربّى في الأسر، بفعل الاعتقاد الخطأ، بأنها تتمتع بقدرات أفضل في الصيد، رغم عدم وجود أي أدلة علمية تعزز هذا الاقتناع.

وأدّى المعرض دوراً رئيساً في تحوّل صقّاري المنطقة للاستخدام شبه الكامل للصقور المُكاثرة في الأسر، في رياضة الصقارة المتجذرة في عمق تراث دولة الإمارات، والتوسّع في إنشاء مزارع الصقور في العالم، لتلبية الاحتياجات المُتزايدة لممارسة الصقارة.

وأسهم كأس الاتحاد لسباقات الصقور، بتنظيم اتحاد الإمارات للصقور، في تحفيز مشاريع مزارع إكثار الصقور، وتطوير ابتكاراتها وإنتاجها من الصقور المكاثرة في الأسر، لتلبية احتياجات الصقّارين والمُشترين المُتزايد، الذين يبحث أغلبهم عن أفضل الصقور في عمر أقل من سنة، لتدريبها والمُشاركة في سباقات السرعة والحصول على الجوائز القيّمة، واستخدامها في ممارسة الصقارة بعد تدريبها ومنحها كفاءة وقُدرات أكبر.

كما أسس العام الماضي الاتحاد الدولي، لتشجيع ممارسة الصقارة عالمياً بما يُسهم بالحفاظ على هذه الرياضة العريقة واستدامتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cnuw59sm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"