عادي

ضعف الثقة والعنف والإهمال تدفع الأطفال إلى العزلة

19:58 مساء
قراءة 3 دقائق
التنمية الأسرية

أبوظبي: ميثاء الكتبي

أكدت مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، أن هناك 8 أسباب تؤدي إلى ميل بعض الأطفال للعزلة، وتجنب التفاعل مع الآخرين وقضاء معظم وقتهم وحيدين، مشيرة إلى أن هناك 10 طرق للأبوين، لمساعدة أطفالهما على تجاوز هذه العزلة.

وقالت وفاء محمد آل علي، مديرة إدارة الإرشاد والاستشارات الأسرية بالمؤسسة ل «الخليج»: إن الطفل قد يلجأ إلى فترة قصيرة في تفضيل اللعب لوحده أو ربما مراجعة مع ذاته، لقيامه ببعض السلوكات، وهذا أمر طبيعي، لكن عندما ينعزل ويقضي كل وقته بعيداً فهو أمر غير طبيعي، لافتة إلى أن سلوك العزلة يعد سلوكاً مكتسباً أي يتم تعلمه، ويتطور لأسباب مرتبطة بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطفل.

وعددت أسباب العزلة؛ وهي: ضعف الثقة بالنفس، والحماية الزائدة، والعنف والإهمال والحرمان والدلال الزائد، والتفكك الأسري، والفقدان، والخجل، وإدمان الأجهزة الإلكترونية، والانتقال من مرحلة عمرية لأخرى.

وأوضحت أن النظرة الدونية للذات في الطفل الذي يرى نفسه أقل من أقرانه ربما لقصور في القدرات أو المهارات أو الشكل، أو وجود إعاقة جسدية، تجعله يميل إلى العزلة، وأيضاً خوف الوالدين عليه يجعله مرتبكاً وقلقاً، كما أن العنف يجعل الطفل ضعيفاً لا يستطيع الدفاع عن نفسه، والإهمال لحاجاته الأساسية والعاطفية، يخلق الشعور بالدونية والميل للانطواء، وأيضاً الحرمان يعزز شعور النقص لدى الطفل سواء كان عن طريق حرمان تربوي أو نفسي أو عاطفي، وكذلك الدلال الزائد.

وأضافت أن فقدان الطفل لأحد الوالدين يترك صدمة ومشاعر حزن عميقة، ولا يجد تفريغاً لها، فيلجأ إلى العزلة، وأن سلوك الخجل يتلازم مع سلوك العزلة، والطفل الخجول يخشى التواصل مع الآخرين، ولا يستطيع التواصل البصري معهم، وكذلك نتيجة للتطور الهائل في عالم التكنولوجيا، فقد حل العالم الافتراضي محل العالم الحقيقي، ما أدى إلى حرمان الطفل من أساسيات التواصل الاجتماعي، وبالتالي أدى إلى عزلته، وإن التحولات الكبيرة التي تتخللها مراحل الطفولة المتأخرة تمهيداً للانتقال لمرحلة المراهقة، قد تعزز من سلوك العزلة عند الأطفال.

وبيّنت أن هناك مظاهر يمكن ملاحظتها عند الأطفال؛ هي: الخجل الشديد، وأعراض جسدية وفسيولوجية (كاحمرار الوجه وضيق بالنفس وتقلصات في المعدة ورعشة في الأطراف وربما حدوث تلعثم أو حتى حبس القدرة على الكلام)، وتجنب التجمعات أو الأنشطة الاجتماعية، والميل للانسحاب والجلوس في أماكن محددة سواء بالبيت أو الفصل الدراسي، والعصبية الزائدة وسهولة الاستثارة، والصعوبة في تكوين علاقات اجتماعية أو صداقات، وصعوبة في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم فيميلون إلى الكتمان، وقلة في التركيز إلى جانب ضعف في أداء المهمات التي تتطلب مشاركة جماعية.

وأشارت إلى أن هناك طرقاً للعلاج؛ وهي: فهم خصائص مراحل الطفولة، والتعلم بالقدوة بأن يلجأ الوالدان إلى أن يكونا نموذجاً إيجابياً يُحتذى، وتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، واتباع لغة الحوار، وتعريض الطفل لأنشطة حركية ورياضية، ودمجه في الأنشطة والمواقف الاجتماعية، وإظهار المحبة والتعاطف من الأبوين، والثبات في التعامل مع الأبناء أثناء تطبيق أساليب الثواب والعقاب، ومراقبة ومشاركة الأطفال في ألعابهم واهتماماتهم، وتجنب النقد والتجريح المباشر للطفل، واستشارة المتخصصين من أصحاب الخبرات والمؤهلين في مجال تعديل السلوك من استشاريين نفسيين وتربويين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p87fey9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"