الهروب ليس من الحلول الحياتية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

من دون شك أن سلامتنا النفسية ترتبط بشكل وثيق بتعاملاتنا اليومية مع الناس، سواء أكانوا من المقربين، وتربطنا بهم صلات من القربى والدم، أم أن قدرنا الالتقاء بهم بشكل يومي في مقار العمل أو في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية.
وبطبيعة الحال، فإن هذا التأثر إما أن يكون إيجابياً، أو سلبياً، وإما أن يكون به ضرر وألم وهمّ، أو تفاؤل واستبشار.
والمشكلة الحقيقية عندما تتقاطع تفاعلاتنا وتعاملاتنا مع أناس مؤذين في كلماتهم، وفي طريقة التعامل، مثل ممارسة تعنيف لفظي، أو الاستهزاء، أو قلة الاحترام، أو التقليل من القيمة والمكانة، وتهميش الأفكار والمبادرات، خاصة في بيئة العمل، ونحوها من الممارسات المؤذية التي تؤلم النفس، وتدمر المشاعر، وتجلب القلق.
المشكلة الأخرى عندما ينعدم الدعم اللازم والتوجيه والتثقيف للتعامل مع مثل هذا النوع من العقبات والصعوبات؛ حيث تصبح المعالجة، وطريقة تجاوز مثل هذا التنمر، والقسوة، شحيحتين، أو معدومتين.
يشعر البعض بأن مواجهة التعرض للتنمر أو سلوكات مزعجة، هو قدر حتمي، ومن الصعب صده أو الفرار منه، وبالتالي، فإن المعالجة بعيدة المنال، ويتعايشون مع مثل هذه الحالة المؤذية، وهو ما يقودهم في نهاية المطاف إلى الشعور بالاضطهاد، والكراهية، ثم لحالة من الألم تحول المكان أياً كان نوعه، ليصبح عبارة عن موقع من العذاب، والهروب، باعتباره الوسيلة والطريقة الوحيدة؛ لذا يقدم البعض على ترك وظيفة مريحة، والبعض يجد راحته في الابتعاد عن الأصدقاء وبعض الأقارب، والسبب الرغبة في الهروب من حالات التنمر والقسوة التي يتعرضون لها.
ومثل هذه الحالة توضح لنا أهمية حماية أنفسنا، والحرص على سلامتنا النفسية، والتي لا يمكن تحققها من دون إزالة التوترات، أو ما يجلب لها القلق، والهم، والحزن، والألم؛ لذا، من الأهمية الوعي بمهارة رعاية النفس، والاهتمام بها، والتعامل مع التحديات التي تواجهنا بمعرفة وعلم وثقافة، وأن نملك القدرة على المواجهة والتصدي لكل تلك المؤذيات التي نتعرض لها، وأن يكون لدينا الفهم، للتفريق بين وجهة النظر والاختلاف، وبين الإساءة والحط من القدر، ومحاولة التحطيم والإيذاء.
لا تهرب، ولا تغيّر طريقك في الحياة، بسبب مضايقات، وكلمات قاسية، إنما واجه بمعرفة، وقم بالتصدي لكل ما يؤذيك بحكمة وذكاء وفهم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2u5wcvk8

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"