احتيال مستمر

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

في الحقيقة إن كثيراً من جرائم النصب والاحتيال التي تقع في الآونة الأخيرة وينجم عنها الاستيلاء على الأموال والممتلكات يمكن تجنبها بقليل من الوعي والتبصر والتمهل، وهي الأمور التي تفتقدها الضحية، رغم تنبيهات أجهزة الشرطة، وتركيزها على إبراز الظواهر الإجرامية وشرح أساليبها وتوضيح مكامن الخطأ الذي يستغله المحتالون، إلا أنها للأسف تتكرر كل مرة.

من تلك السيناريوهات المتكررة ما يتعلق ببيع السيارات؛ حيث يتلقى المعلن الذي عرض سيارته في منصة بيع إلكترونية اتصالاً من شخص يطلب شراء المركبة، ويتم الاتفاق على السعر ومكان وزمن التنازل، وفي ساعة التنفيذ التي دائماً ما تكون في نهاية الدوام وخلال آخر يوم عمل من الأسبوع يقوم المالك بتوقيع التنازل أمام الموظف حتى قبل أن يستلم النقود ليفاجأ بالمشتري يقدم له شيكاً بنكياً بالمبلغ، ويضطر بذلك للانتظار حتى موعد صرفه ليفاجأ لاحقاً بأنه مزور أو دون رصيد، وقبل أن ينهي إجراءات الإبلاغ عن تعرضه للاحتيال تكون المركبة قد انتقلت لمالك آخر والمشتري قد غادر البلاد.

سيناريوهات أخرى عديدة ومتنوعة تقوم على الأسلوب نفسه، والذي يستغل صاحب الحاجة وعدم تركيزه على المعطيات أمامه، تقود في المحصلة الأخيرة إلى وقوع الجريمة، منها البحث عن سعر أرخص أو وسيلة أسرع أو خدمة غير قانونية أو طرق أخرى تنجح في عملية الاستدراج التي يحيكها النصابون كل مرة، والتي تختلف حسب المواسم، فهناك عاملات منزل بأسعار رخيصة قبل رمضان أو تذاكر سفر بنصف القيمة خلال فترة الصيف، أو كثير غيرها تستغل فترات معينة من العام يكثر فيها الطلب على سلعة أو خدمة ما.

أما الدليل على أن جرائم النصب مستمرة وأنها ما زالت تجد ضحايا يؤمنون بها، فهو أن جرائم النصب الهاتفي التي تدعي فوز الضحية بجائزة مالية وتطلب منه إرسال مبلغ كرسوم استلام لها لا تزال قائمة، رغم بساطة كشفها وتكررها مئات المرات وجهود التوعية والتحذير منها، لكنها باقية؛ لأن هناك من يغلق كل حواسه ويستجيب للوهم ولا يعمل عقله، إضافة إلى موضوع الأمية الإلكترونية التي تدفع كثيراً من الأشخاص لعدم تمييز أساسيات الاحتيال الإلكتروني، والاستجابة لكثير من الروابط الاحتيالية، وتقديم معلوماتهم الشخصية وبياناتهم البنكية للمحتالين.

عالم اليوم معقد يعجّ بالمستجدات، فيه تطورات متسارعة في كل المجالات، ومنها النصب والاحتيال؛ لذلك لا تجعل من نفسك فريسة لهذا العمل، وتسلحْ بالخبرات التي تمكّنك من البقاء في مأمن يقيك وأموالك وممتلكاتك من تلك الشرور.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3mxn3sky

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"