خط النهاية

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

اقترب الطلبة من الوصول إلى خط نهاية العام الدراسي الحالي، الذي سيُسدل الستار عليه مع اختبارات نهاية العام، لتبدأ بعدها الإجازة الصيفية التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر؛ للترفيه عن أنفسهم بعد أشهر الدراسة والعمل، وإلى حين تلك اللحظة أطلق نفير الاستعداد للامتحانات في المنازل التي تخيم عليها أجواء الدراسة الممزوجة بالتوتر، خصوصاً تلك التي تحتضن بين جدرانها طلبة الثانوية العامة، الذين يسعون إلى تعويض ساعات التراخي الطويلة التي أهدروها خلال العام، ملقين بالضغط على أنفسهم وذويهم، الذين لم يجد أكثرهم من مفرّ غير الاستعانة بمدرس خصوصي، علّهم يجدون لديه طوق نجاة يحمل أبناءهم إلى ضفة الدراسة الجامعية، وفي جعبتهم من العلوم والمعرفة ما يعينهم على معايشة مرحلة تعليمية جديدة.

الأجواء الامتحانية، غالباً ما تلقي بظلالها على الطلبة وأولياء أمورهم على حد السواء؛ إذ يزداد الضغط على الطلبة، وبالأخص أولئك الذين غفلوا عن الاستعداد لها منذ بدء العام الدراسي، وأعلنوا حالة الاستنفار مؤخراً، فيما تمرّ برداً وسلاماً على الطلبة الذين استعدوا لها مبكراً، ونجحوا في وضع نهج استذكاري سليم، مكّنهم من مفردات المراجعة دون عناء يذكر.

أما أولياء الأمور الذين يحرصون على توفير الأجواء المناسبة للمذاكرة، فكان لهم نصيب من ضغط الامتحانات، وضعهم في دائرة التوتر التي أوصلت بعضهم إلى فرض حظر على أجهزة التلفاز، والهواتف المتحركة، وألعاب الفيديو، ومنع كل ما من شأنه أن يشتّت انتباه أبنائهم، ويحول دون تفرغهم للمراجعة.

صور وملامح الاستعداد للامتحانات لا تقف عند هذا الحد، فالباحثون عن الانتفاع كثُر، والمكتبات عزف بعضها لحناً امتحانياً، مغرقة مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانات المراجع التي لن تشذّ الأسئلة عن قاعدة محتواها، بحسب ما يزعم المروّجون.

أما استِعار نار الدروس الخصوصية فيعتبر أحد المشاهد التي لا يكتمل سيناريو الامتحانات من دونها؛ حيث ترتفع بورصة الحصة الواحدة بما يشبه قانون الاحتكام للعرض والطلب، فعدد مدرسي المدارس الخاصة الذين يرون في قرب موعد الامتحانات فرصة ذهبية لتحسين دخلهم المادي كبير.

هذه الحالة التي تعيشها أغلب الأسر لا تلبث أن تتبدّد سطوتها مع وضع الامتحانات أوزارها وبدء الإجازة الصيفية التي نتمنى أن تكون خيراً على جميع منتظريها، وفرصة للجميع لاستجماع قواهم من جديد، والعودة إلى عملهم، بروح جديدة نشطة؛ لإكمال المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة التي تتطلب من الجميع همّة قوية، في بلد لا تتوقف إنجازاته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdh9umy6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"