عادي

كوريا الجنوبية تحتفي بمشروع سلطان الثقافي

15:46 مساء
قراءة 7 دقائق
سلطان
سلطان

أكد مسؤولون حكوميون من الشارقة أن اختيار الإمارة ضيف شرف معرض سيؤول الدولي للكتاب، الذي ينطلق خلال الفترة من 14 حتى 18 يونيو الجاري، يعكس التزامها بتعزيز التواصل والتفاعل بين كافة الثقافات، ويؤكد دورها الرائد في نشر المعرفة والثقافة والإبداع في المنطقة والعالم. ويُعد كذلك تكريماً للثقافة الإماراتية والعربية، وتقديراً لرؤية ومشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي لم يدخر جهداً على مدار عقود في دعم الثقافة بحقولها كافة.

1
فاهم القاسمي

ينظم جناح الإمارة في المعرض سلسلة جلسات حوارية ونقاشات أدبية، إلى جانب مجموعة ورش عمل وفعاليات مشتركة تضم نخبة من مبدعي الإمارات وكوريا الجنوبية يتناولون السمات الحضارية والثقافية التي تلتقي فيها مختلف الفنون الإبداعية، ويتبادلون الخبرات والآليات التي تسهم في فتح آفاق جديدة لتعزيز التواصل بين الثقافتين عبر مشروعات ثقافية تحدث نقلات نوعية في مجال الصناعات الإبداعية.

1
د. عبد العزيز المسلم - د. عبد العزيز المسلم - سلطان العميمي

وأعرب الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك في المعرض، عن اعتزازه بحضور الشارقة ضيف شرف في معرض سيؤول للكتاب، مؤكداً أن هذا يعكس نجاح الدبلوماسية الثقافية التي تنتهجها الإمارة لتعزيز حضورها العالمي، وتوطيد علاقاتها مع مختلف دول العالم، وهو ما أسَّست له «دائرة العلاقات الحكومية» على مدى الأعوام الماضية من خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة مع مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية والاقتصادية في جمهورية كوريا الجنوبية، وكان من أبرز نتائجها تعزيز جسور التواصل والتعاون مع المؤسسات الثقافية والاقتصادية في كوريا الجنوبية، والاستعداد لافتتاح فرع لمعهد الملك سيجونغ في الشارقة. مشيراً إلى أن تلك الجهود في نشر المعرفة والحوار بين الحضارات تنبع من رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن التنوع الثقافي قوة جامعة تستفيد منها كل البشرية، وأن الحوار بين الثقافات أفضل ضمان لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأضاف: «يعكس وجود الشارقة في هذا الحدث معاني الترابط بين المجتمعات، وهو مؤشر إلى أن المعرفة والحكمة والمبادرات الفكرية تتجاوز الحدود، وتعزِّز الشعور الإنساني المشترك، وهو تأكيد لثمار جهود الإمارة وتأثير مشروعها الثقافي؛ إذ جاء الاحتفاء بها في مختلف قارات العالم، بدءاً من روسيا والهند إلى المملكة المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا وصولاً إلى البرازيل والمكسيك، والآن في كوريا الجنوبية». لافتاً إلى أن هذا الحضور يدعم رؤية الشارقة تجاه خلق فهم أعمق للهويات الثقافية الفريدة والقيم المجتمعية، والتقاليد الأدبية التي تمتلكها بلدان العالم، ويقدِّم الشارقة بوصفها نموذجاً حضارياً يستند إلى أصالة التاريخ والهوية الإماراتية والعربية.

1
الشيخة بدور القاسمي - عائشة بن ديماس

* حياة نابضة

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب: «على مدار التاريخ، نمت وتقدّمت الحضارة من خلال قوة الكتب. وعبر طريق الحرير للمعرفة الذي ربط بين الشرق والغرب تجاوزت الكتب حواجز اللغة والجغرافيا لفتح بواباتٍ للتنوع في العالم، كما تُعد الكتب والثقافة من العناصر الأساسية للهوية النابضة بالحياة لإمارة الشارقة، حيث تفتخر الإمارة بمساهمتها في تقريب العالم من الثقافتين العربية والإماراتية. وفي إطار تكريم الشارقة يحتفي معرض سيؤول الدولي للكتاب بالتنوع الثري للعالم العربي».

وتابعت: «ركّزت صناعة الكتاب العربي في المقام الأول على الأسواق الغربية المعروفة، التي مكّنت المشهد الأدبي لدينا من النمو بشكل كبير، ولكنها في الوقت ذاته لم تستفد من إمكانيات الحركة الأدبية العربية – الآسيوية. ولكن، هذا الوضع آخذ في التغيّر، مع تحوّل الشارقة أكثر نحو التركيز على سوق الكتاب الآسيوي المزدهر؛ فبينما نبني جسراً أدبياً جديداً وقوياً مع آسيا، فإننا متحمسون لاكتشاف العديد من فرص التعاون التي سترتقي بالقطاعات الإبداعية والثقافية الإماراتية والعربية إلى آفاق جديدة، مع إثراء الثقافة الآسيوية بأصواتنا الأدبية المتنوعة».

سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، قال: «توفر إمارة الشارقة بحلولها ضيف شرف المعرض فرصة لتعزيز التواصل والتبادل الثقافي، ومد جسور التعاون بين الثقافة الإماراتية والعربية ونظيرتها الكورية والآسيوية، والاحتفاء بالكتاب والقراءة، وتسليط الضوء على الجماليات المشتركة التي تزخر بها الثقافتان في مجالات وفنون متعددة، مثل الخط والشعر والحكايات الشعبية النابضة بالحكمة، كما تمثل المشاركة في المعرض فرصة لإبراز أعمال الأدباء، والفنانين، والمبدعين من الجانبين، وفتح آفاق للحوارات الفكرية والمعرفية، وترسيخ الوعي بأهميتها في تأسيس تواصل حضاري يحفز على الإبداع وتأمّل المخزون الثقافي للشعوب، وتأكيد دوره في إثراء المشهد الإبداعي العالمي المعاصر، وتعزيز التناغم بين مختلف الثقافات الإنسانية».

1
مجد الشحي - مروة العقروبي

*جهة جاذبة

خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، قال: «تمثل إمارة الشارقة واحدة من أبرز العواصم الثقافية في المنطقة والعالم، وهو ما يجعلنا في هيئة الإنماء التجاري والسياحي حريصين على تجسيد مقومات السياحة الثقافية في الإمارة والمساهمة في تعزيز حضورها على المستوى العالمي بوصفها واحدة من أكثر الوجهات جاذبية للراغبين في التعرّف إلى عمق الثقافة العربية والإماراتية؛ لهذا تمثل مشاركتنا إلى جانب مؤسسات الإمارة في المعرض، فرصة لإبراز تفرّد مراكز الجذب الثقافي التي تمتلكها الإمارة، سواء على مستوى المتاحف، أو الصروح الثقافية، أو الفعاليات، وفي المقابل نقل صورة حيّة عن وجهات الإمارة».

من جانبه أكد محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون أن استضافة الشارقة ضيف شرف في واحد من أشهر معارض الكتب في آسيا والعالم تفتح بوابات جديدة من التعاون مع المؤسسات الثقافية والإعلامية في كوريا الجنوبية، التي تتمتع بثقافة عريقة وحاضر مزدهر في مجال الصناعات الإبداعية والإنتاج الإعلامي والفني، وأن الهيئة ترافق جناح الشارقة في المعرض لتقديم تغطيات الفعاليات من المعرض التي تعكس ثراء الثقافة الإماراتية والعربية أمام الجمهور الكوري، وتنقل حوارات مع نخبة من المثقفين والكُتاب الإماراتيين والكوريين، ضمن برامج القنوات التابعة لها للإضاءة على فعاليات جناح الشارقة في المعرض، وتقديم صورة إعلامية شاملة تعكس دور الشارقة ومشروعها الثقافي في مد الجسور ونشر قيم التسامح، والانفتاح، والحوار مع مختلف ثقافات العالم.

*مكانة

بدورها أشارت سعادة عائشة بن ديماس المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف إلى أن حضور الإمارة بوصفها ضيف شرف المعرض يُعد شهادة تعكس مكانة الشارقة المرموقة بوصفها مركزاً للثقافة والمعرفة، ويتماشى مع تبنّي الهيئة قيم التعلم والحوار الثقافي، مشيرة إلى أن المشاركة في المعرض ستساهم في تعزيز جهود الهيئة نحو تنمية التواصل والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وتمكّنها من تسليط الضوء على التراث الغني للإمارة وتقوية العلاقات الثقافية بين الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، وتشجيع التعاون في المجالات الأدبية، والفنية، والثقافية.

الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، قال: «يختزن تراث الشعوب مرويات ترمز بصور مكثّفة إلى المشترك الإنساني والتجارب التي خاضتها الأمم وأسست ذاكرتها الجمعية، ومن بينها أساطير وقصص شعبية متداولة في الثقافات المحلية، نجدها تلتقي في بعض التفاصيل، ومن هنا تُعد المشاركة في هذا المعرض بالنسبة لنا مهمة؛ لأنها تسهم في إطلاع الباحثين، والكتاب، والمتابعين، وجمهور القراء في كوريا الجنوبية على جهود المعهد في توثيق التراث الغني الذي تزخر به مختلف مناطق إمارة الشارقة ودولة الإمارات، ونشره وتحليله بالدراسات التي تكشف عن دلالاته وتقاطعاته مع الأفق العالمي والآسيوي بوجه خاص، كامتداد جغرافي وإنساني يجمعنا مع تراث شرق آسيا».

محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، قال: «تؤكد الشارقة مجدداً من خلال مشاركتها بوصفها ضيف شرف في هذا المعرض مكانة مشروعها الثقافي، والفكري، والإبداعي في العالم. هذا المشروع الذي تبنّى صناعة الكتاب وتعميق صلته بالقارئ منذ أن وضع صاحب السمو حاكم الشارقة حجر أساسه في أواخر سبعينات القرن الماضي، وستكون دائرة الثقافة حاضرة في المعرض بورش عمل ومعارض لإبراز جماليات الخط العربي وعرض إصداراتها».

1
عيسى يوسف

عيسى يوسف مدير إدارة الآثار في هيئة الشارقة للآثار، قال: «تسلط هيئة الشارقة للآثار في المعرض الضوء على عمق الارتباط الحضاري لإمارة الشارقة بشرق آسيا، حيث تميزت الاكتشافات الأثرية في إمارة الشارقة بتنوّعها الثقافي وتنوع الفترات التاريخية الدالة على العلاقات الحضارية والتاريخية مع شرق آسيا؛ إذ وجدنا أقدم الروابط التاريخية لأسرة تانغ (618-907) من خلال العملة الصينية المكتشفة حديثاً في إمارة الشارقة، وخاصة المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة، حيث زاد الارتباط الثقافي مع شرق آسيا منذ القرن الثالث عشر الميلادي إلى القرن الثامن عشر، وهو ما كان واضحاً في كلّ من موقع دبا الحصن، وخورفكان، واللؤلؤية، وتنبع أهمية الاكتشافات من تأكيدها على عمق التواصل الحضاري والثقافي لإمارة الشارقة بشرق آسيا».

مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة ورئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، قالت: «نهدف من مشاركة بيت الحكمة في برنامج الشارقة ضيف شرف معرض سيؤول إلى إبراز الترابط الثقافي والتأثير المتبادل بين كوريا الجنوبية والعالم الإسلامي، والذي تجلّى في عدة مظاهر كالفنون، والعمارة، والزخارف، والنقوش فضلاً عن المعارف والآداب المترجمة، وهو ما نسلط الضوء عليه من خلال عرض مجموعة من الكتب النادرة الموجودة لدينا في بيت الحكمة، والتي تجسّد مدى التقارب بين الثقافتين وعلاقاتهما الضاربة في عمق التاريخ».

1
راشد الكوس

راشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، قال: «يمثل حلول الشارقة ضيف شرف المعرض اعترافاً جديداً بالتميز الثقافي والإبداعي للإمارة، وترسيخاً لقوتها الناعمة التي تتألق برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة. كما يشكل فرصةً ثمينة أمام صُنَّاع الكتاب والكتَّاب لدخول أسواق جديدة في منطقة شرق آسيا، ومد جسور التبادل الثقافي معها».

* تواصل

من جهتها قالت مجد الشّحي مديرة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ: «إنه لشرف كبير لي أن أمثل الجمعية، أول منظمة للإدارة الجماعية لحقوق النسخ في المنطقة. ويسعدنا، في الجمعية، أن نشارك في جناح حكومة الشارقة ضيف شرف المعرض، وأن نحظى بفرصة التواصل مع المنظمات المختلفة؛ لتمثيل حقوق الناشرين والمؤلفين الإماراتيين محلياً ودولياً».

واعتبر مهند أبو سعيدة مدير منشورات القاسمي أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض، الذي يُعد من أشهر معارض الكتب في آسيا، دليل ساطع على مكانة الشارقة الثقافية في العالم، وانعكاس للأثر الحضاري والتأثير الفكري الذي تصنعه الشارقة في الوسط العلمي، واحتفاء كوري ثقافي معرفي بالمشروع الثقافي للشارقة، كل ذلك يشكل منجزاً عربياً جديداً يُضاف إلى سجل الشارقة الحافل بالمنجزات. مضيفاً بقوله: «يأتي هذا الاختيار في إطار ترسيخ الروابط الثقافية ونصب وشائج التعاون الثقافي والفكري بين الشارقة ودول العالم».

1
خالد جاسم المدفع

 

1
مهند أبوسعيدة
1
محمد إبراهيم القصير

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zd87hdz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"