عادي

حوادث قتل الكلاب.. اضطراب نفسي وعنف مكبوت

14:46 مساء
قراءة 3 دقائق
حوادث قتل الكلاب.. اضطراب نفسي وعنف مكبوت

تتكرر حوادث قتل الكلاب في مختلف أنحاء العالم من وقت لآخر، ما يثير أزمات متجددة بين جهات عدة، وسط تصاعد مناشدات المدافعين عن حقوق الحيوان باتخاذ إجراءات رادعة لوقف مثل تلك الجرائم المنتشرة، مؤكدين أن انتشار جرائم قتل الكلاب دليل على الاضطراب النفسي والعنف المكبوت لدى من يرتكب مثل هذه الجرائم.

جرائم قتل الكلاب

خلال الآونة الأخيرة وقعت العديد من جرائم قتل الكلاب حول العالم، ربما يكون أحدثها ما أعلنت عنه وزارة الداخلية المصرية الاثنين، فبعد تداول منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن تعدي أحد الأشخاص على كلب بالضرب باستخدام عصى خشبية وشنقه بواسطة حبل حتى الموت بالقاهرة، نجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على مرتكب الواقعة.

وكذلك في نيويورك قام رجل بطعن كلب من نوع بيتبول حتى الموت بعد مشاجرة مع مالكة الكلب في سنترال بارك. وبحسب الشرطة فإن الكلب الذي أصيب بجروح خطيرة تم نقله إلى عيادة حيوانات محلية حيث تم قتله بشكل رحيم بعد طعنه.

وفي لبنان، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً لشخصٍ مجهول الهويّة يقوم بتعذيب كلب، حيث قام بركله وشنقه وضربه، الأمر الذي أثار استياء اللبنانيين. على إثر ذلك، ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على مرتكب الجريمة خلال أقل من 24 ساعة من وقوعها.

وبالتحقيق معه، اعترف بما نُسب إليه بتعذيب «جروين» والإجهاز عليهما، بهدف التسلية والتباهي، وجار تقديمه للمحاكمة حالياً.

التحليل النفسي

بحسب خبراء نفسيين، فإن من يقوم بتلك الأفعال يعاني اضطراباً في السلوك والمشاعر، وصل إلى حد قيامه بالتعذيب والقتل والأفعال الدموية التي لا يمكن أن تصدر عن شخص طبيعي، فمن يقوم بتلك الأفعال لا يتورع كذلك عن القيام بها مع البشر وليس الحيوانات فقط، فهو شخص مضطرب وليس سوياً، فهو يمتلك عنفاً داخلياً يريد توجيهه نحو الكلاب متلذذاً بتعذيبها.

من جانبه، وصف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، قاتلي الحيوانات بأصحاب الشخصيات السيكوباتية المعادية للمجتمع، والتي تتمتع بقدر كبير من السلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين، مشيراً إلى أنهم لا يمتلكون أي رادع داخلي، أو وازع أخلاقي، وهو ما يجعلهم مستعدين لتكرار نفس الفعل مع البشر وارتكاب جرائم قتل وتعذيب معهم.

رأي الدين

أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن قتل الكلاب والقطط حرام شرعاً، ويتنافى مع آداب الدين الإسلامي، حيث إن الإسلام لا يبيح قتل حيوان أو طائر لغير فائدة ضرورية، أي يحقق فائدة للمجتمع من خلال هذا القتل.

وأشار إلى أن قتل القطط والكلاب عادة غير إسلامية وغير إنسانية وغير حضارية، مضيفاً: «أن ترى القطط جثثاً هامدة أمامك فهذا غير جائز، دعك من حرام وحلال، هذا حضارياً لا يليق».

وحول ما يروجه البعض من المنظمات الدولية بأن الدين الإسلامي لا يراعي حقوق الحيوان، أكد «الطيب» أن النبي محمد صلّى الله عليه وسلم، كان ذاهباً إلى حرب سرية للغاية، ورأى كلبة تلد ولها صوت أنين وخائفة من الجيش، فأمر النبي بتخصيص بعض الجنود لها لمراعاتها، لافتاً إلى أن الإسلام والمسيحية واليهودية، كأديان، تنص على مراعاة حقوق الحيوان.

من جانبها، قالت دائرة الإفتاء الأردنية إن الأصل عدم جواز قتل الكلب، ولكن يستثنى من ذلك الكلب العقور، وهو الكلب المؤذي الذي يعتدي على حياة الإنسان وممتلكاته، ويسبب الرعب، وينشر الخوف في المجتمع، وخاصة للأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vrxmwa5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"