أيامكم فرح

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

جاء العيد وجاء معه الفرح بقضاء ركن من أركان الإسلام، وتيسير أمور حجاج بيت الله الحرام ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم، سوى ببياض إحراماتهم وأدائهم شعائر حج بيت الله الحرام، بعد أن قرأنا معهم الأدعية في عرفة وتابعنا أداء مناسكهم لحظة بلحظة، يشاكسنا الحنين برغبتنا في أن نعود لتلك الديار المقدسة، ويدغدغنا الفرح لأحبة استطاعوا أن يقضوا هذا الركن وآخرين عادوا له من جديد.
جاء العيد وجاء معه الحنين للفرح ولمّة الأهل وزمن كنّا فيه لا نعي إلا السعادة وراحة البال. زمن كنا ننتظر فيه العيد لأيام نحصيها يوماً يوماً، وننتظر فيه لبس ملابسنا الجديدة ورؤية أهلنا.
جاء العيد وعاد معه تبادل التهاني والتبريكات مع القريبين، ممن نراهم بين الفينة والأخرى والأحبّة الغائبين الذين لا يتسنّى لنا دوام رؤيتهم. نمر بأسماء محفوظة في هواتفنا فنتذكر بعضهم ونبتسم ونقرأ أسماء آخرين ونتنهد لطول فترة الفراق، لكننا نفرح بوصول رسالة منهم أو اتصال، ونمر بأسماء يمنعنا الحب من مسح أرقام هواتفهم بعد أن فارقناهم فراقاً أبدياً؛ فندعو لهم بالرحمة ونتمنّى لهم عيداً أجمل في الجنة.
جاء العيد وجاءت معه فوضى تجمع الأحبة، الفوضى الجميلة التي نستمتع بها دون غيرها، وفرحة استشعار محبّة الآخرين وهم يصافحون بعضهم بحرارة وابتسامة نابعة من القلب.
جاء العيد بما يحمله من رائحة البخور وزينة البيوت ومائدة الغداء، التي حفظناها في كل عيد حتى صرنا نسمي هذا الطعام وتلك الطبخة باسم العيد.
جاء العيد وبقدومه سعد الأطفال بثيابهم الجديدة و«عياديهم»، التي ملأت جيوبهم وحقائبهم ليشتروا يها ما يتمنون، كما كنا من قبلهم ننتظرها ونعدّها ثم نتوجه في نفس اليوم لأقرب دكان لشراء الألعاب، التي ربما لن تصمد حتى اليوم الثاني لسوء تصنيعها لكنها كانت لنا بمثابة الكنز.
العيد الذي كان يعني لنا زيارة الأهل والأقارب وخجل السلام الأول بالملابس الجديدة، وشكراً التي تتبع استلام العيدية، وغفوة العصر التي يستسلم لها الجميع بعد صباح حافل وغداء دسم.
العيد الذي صار يعني لنا إرسال رسائل هاتفية واتصالات وزيارات للأهل والأصدقاء وإعلان محبة ودعاء صادق من القلب للجميع، وتفقّد الأطفال وزينتهم لنتأكد أنهم بخير وجمال.
جاء العيد ومازال الحنين متقداً لكل جميل كان يجيء معه ولكل أحبة كانوا معنا يوماً ما.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tzyhhf6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"