تحقيق: مها عادل
في هذا الوقت من كل عام، تطرق الإجازة الصيفية أبواب العائلات، وتحفزهم للسعي إلى تغيير روتين حياتهم للأفضل، فيبحث الكبار عن فرصة للراحة، وتجديد النشاط، بعيداً عن ضغوط العمل المستمرة، ويبحث الصغار عن المرح واللعب والتحرر من أعباء الدراسة والواجبات، ويرغبون في الانطلاق في رحلات وأنشطة وهوايات مفيدة.
عادة ما يكون السفر هو الخيار الأول لكثير من العائلات، لكن مع ارتفاع تذاكر السفر ونفقاته ومع زيادة المرافق الترفيهية وتعدد الأنشطة التي يمكن القيام بها داخل الإمارات، تضع العديد من العائلات خططاً متنوعة، للاستفادة من الإجازة الصيفية واستغلالها بشكل لا يخلو من المتعة والفائدة لهم ولأبنائهم.
وتحدثنا أماني إبراهيم ربة منزل بالشارقة عن خطتها لاستغلال وقت فراغ الأبناء في فترة الإجازة الصيفية هذا العام، وتقول: «الالتزامات الدراسية والواجبات والروتين اليومي طوال العام كثيراً ما تشكل عائقاً أمامي في تطوير مهارات أبنائي في مجال الرياضة البدنية؛ لذلك فقد قررت أن أخصص إجازة الصيف هذا العام، لوضعهم على الطريق الصحيح، لتحسين صحتهم، وإبعادهم قدر المستطاع عن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات من دون حركة وتناول الحلويات والوجبات الخفيفة التي تسهم كثيراً في وزيادة وزنهم وتسبب لهم حالة من الكسل والخمول لديهم؛ لذلك فقد اشتركت لأبنائي في رياضتي السباحة والكاراتيه خلال شهور الصيف، وقررت أن أحجز لنفسي أنا أيضاً حصصاً تدريبية في صالة «الجيم»، فالرياضة تساعد أبنائي في المحافظة على صحتهم ولياقتهم إلى جانب السباحة من خلال الشواطئ المنتشرة بالدولة.
يطلعنا عاطف موسى، (أب لثلاثة أطفال) على أفكاره فيقول: هذا العام أعددت مع أسرتي خطة لزيارة معالم الدولة، والانتقال بين إماراتها الجميلة التي تمتلك كل منها خصوصية ومعالم مميزة تستحق الزيارة، فمثلاً لدينا خطة لزيارة جزيرة ياس، ووارنر براذرز وفيراري ورلد في أبو ظبي، وصعود جبل حفيت في العين وجبل جيس في رأس الخيمة؛ حيث يكون الجو بارداً حتى في الصيف وقررنا الإقامة لثلاث أيام بأحد فنادق الفجيرة والاستمتاع بشواطئها الجميلة؛ حيث تكون الحرارة أقل من باقي أنحاء الدولة ببضعة درجات، واتخذنا هذا القرار بعد أن اكتشفنا أننا نعيش في الدولة منذ سنوات، وهناك أماكن كثيرة لم نشاهدها ونستمتع بها بعد لأننا نركز على دائرة ضيقة من الأماكن السياحية ومراكز التسوق والمطاعم التي نذهب إليها من حين إلى آخر، وكل عام نخصص الإجازة للسفر خارج الدولة بميزانية ترهقنا لشهور بعد عودتنا، وقد شجعني ابني الأكبر على تعلم هواية جديدة وهي الغطس.
أما حنان محمود موظفة بدبي فلديها خطط مختلفة للاستمتاع بالإجازة؛ حيث تقول: «لدي ابنتان، الصغرى عمرها 8 سنوات والكبرى في ال12 من العمر، وهما تمتلكان شغفاً بالموسيقى، وقد ظهرت موهبتهما في حفل أقامته المدرسة في منتصف العام، وشعرت بالانبهار عندما رأيت قدرتهما على العزف بعد تدريبات بسيطة لم تتجاوز شهرين؛ لذلك فقد اتفقت معهما على أن نستغل العطلة الصيفية في إرضاء شغفهما الشخصي، وتنمية موهبتهما وتعلم الموسيقى، ابنتي الصغرى لديها شغف بتعلم آلة الكمان وابنتي الكبرى تفضل الغناء؛ لذلك فقد اتفقت مع مدرس متخصص على تنظيم جدول للحصص الموسيقية ووعدت ابنتي الصغرى أن أشتري لها آلة كمان خاصة بها إذا واظبت على التدريبات ونجحت في تعلم الموسيقى بشكل منهجي وكتابة النوته الموسيقية وقراءتها، أما ابنتي الكبرى فستتلقى تدريبات للصوت «فوكاليز» لتنمية قدراتها الصوتية ومساعدتها على شق طريقها في طريق الغناء، كما اشتركت لها في فريق كورال للهواة.
أنشطه ترفيهية
عن اختياراتها لقضاء الإجازة الصيفية تتحدث سحر شريف موظفة ببنك بدبي وتقول: إجازتي هذا العام ستكون قصيرة جداً ولن تتسع أيامها للسفر خارج الدولة بصحبة الأبناء، إلى جانب عائق ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في هذا الوقت من العام؛ لذلك فقد قررنا أن ندخر أيام إجازتنا السنوية إلى وقت آخر تكون فيه ظروف السفر أفضل، وبالنسبة للأبناء الذين حصلوا على الإجازة الصيفية فلن يكون قرار عدم السفر ظالماً لهم؛ حيث وضعت لهم برنامجاً حافلاً مملوءاً بالأنشطة الترفيهية والتعليمية المتنوعة، وقررت أن أقوم بالترفيه عنهم بطريقة خاصة من دون حدوث أي تعارض بين التزاماتي في العمل واحتياجاتهم في تمضية إجازة ممتعة، وهكذا اتفقت مع زوجي على الاشتراك لهم في أحد المخيمات الصيفية التي يتم تنظيمها داخل الدولة حتى يستفيدوا خلال هذا الوقت بأشياء مفيدة يتعلمونها، ففي هذه المخيمات لا يكون هناك أي هدر للوقت؛ بل يوجد بها العديد من الأنشطة الترفيهية التي لا تخلو من التعليم
والتدريب واكتساب صداقات جديدة؛ حيث يتعلمون فيها الكثير من الفنون والحرف اليدوية والرياضات البدنية.
