عادي
أدمن لمدة 25 سنة

«الوطني للتأهيل» ينجح في علاج متعاطٍ ويعيده إلى حياته الطبيعية

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: ميثاء الكتبي

كشف «المركز الوطني للتأهيل» في أبوظبي عن نجاحه في معالجة مدمن كان يتعاطى الحشيش وإبر الهيرويين لمدة 25 عاماً، عبر تلقي محاضرات ودروس ونصائح توعية واستشارات وحلقات نقاشية من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.

وأوضح المركز، أن المتعافي خليفة عانى طوال 25 عاماً قضاها تحت الإدمان، الوحدة وعدم الثقة بالنفس، وخسر أهله وأصدقاءه، وقبل ذلك نفسه. وبعد هذه الرحلة المؤلمة، عاد خليفة إلى رشده وقرر دخول المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي كي يصبح إنساناً جديداً، وبالفعل كان ما أراد بفضل الله، وتغيرت مجريات حياته للأفضل، وأصبح ينظر للحياة بنظرة متفائلة.

وسرد المتعافي خليفة قصته: بدأت تعاطي الحشيش وإبر الهيرويين من عمر 20 سنة، كنت حينها ضمن مجموعة شباب جمعتهم صداقة الطفولة وكنا دائماً نجلس معاً، وعندما وصلنا إلى عمر ال 20 اتجهت مجموعة منا إلى الدراسة ونجحوا في حياتهم، والمجموعة الثانية ومن ضمنهم أنا اتجهنا إلى طريق المخدِّرات. ولم أكن أعاني مشكلات أسرية، ولكن حب الفضول والطيش جعلنا نشجع بعضنا لخوض هذه التجربة، ولم نكن نحسب أن هذا الطريق سيدمرنا، ويأخذ من حياتنا وصحتنا ومستقبلنا.. كنا نظن أنها مجرد وسيلة للتسلية.

وأضاف: بعد أن صرت مدمناً، تعرضت لاضطرابات نفسية، حيث أصبحت انطوائياً جداً ولا أتحدث مع أحد، وأكون متعباً ومنهكاً، لقد تدهورت كل حياتي وانقلبت رأساً على عقب. وكانت لديّ وظيفة وتركتها، وأصبحت عاطلاً عن العمل. ثم ازداد الأمر سوءاً وخسرت الأهل والأصدقاء والمستقبل، وضاعت سنوات عمري هباءً.

وتابع: عندما كنت أتعاطى المخدِّرات والخمر أصبح عدوانياً وشرساً وعنيفاً، وسببت الكثير من المشكلات للأهل، وكان الوالد والوالدة يخافان مني، كذلك حصلت لي حوادث عدة، ودخلت أكثر من مرة إلى السجن. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تغير شكلي كثيراً. وفي أحد الأيام أردت استخراج بطاقة جديدة فقدمت للمسؤول صورتي الشخصية، فقال لي باستغراب «هل هذا أنت؟»، مع أن الأهل نصحوني أكثر من مرة، والوالد عرض أن يأخذني إلى مركز لعلاج الإدمان وذهبت معه، ولكن كان من قواعد دخولي المركز أن أحجز، فلم أقبل. وأضاف خليفة: ندمت على كل شيء وعلى كل يوم تعاطيت فيه، ندمت على عمري الذي ضاع والسنوات التي خسرتها ولم أنجز شيئاً. من هم في عمري أنجزوا الكثير في حياتهم، وأصبح لديهم أسر وأبناء، وصاروا أعضاء مفيدين في المجتمع. أما أنا فكثيراً ما أشعر بالذنب.

وأوضح: بعد أن دخلت المركز الوطني للتأهيل تغيرت وفكرت جدياً في التعافي والعلاج، لأني تعبت وكبرت سني وتدهورت صحتي وضعفت، وأصبح لديّ مشكلات نفسية وصحية كثيرة، نصحني صديقي بالذهاب إلى المركز، الحمد لله اليوم أكملت 7 أشهر، وإن شاء الله لن أتوقف عند العلاج فقط، بل سأعمل جاهداً على تقديم النصيحة لأيّ مدمن. تكلمت مع طبيب داخل المركز وأخبرته أنه من أول يوم دخلت فيه المركز تغيرت حياتي 180 درجة.

وأوضح أن المركز قدم له خدمات علاجية فائقة، بوجود كادر متمرس من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين. وأهم ما يقوم به المركز ويشعرنا بالراحة هو السرية والخصوصية. وبعد علاجي أعدّ نفسي ولدت من جديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4tz99d8m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"