«سيشهد التاريخ إن ده بقى إيمان البحر درويش».. جملة مرفقة بصورة حديثة نشرتها ابنته أمنية عبر حسابها على «فيسبوك»، أثارت حالة واسعة من القلق على صحة الفنان المصري الشهير، فقد ظهر نائماً في سريره بملامح متغيرة للغاية، بعدما اختفى شعره، وفقد الكثير من الوزن.
ويأتي ظهور الفنان الشهير، بعد عامين من الغياب، إثر تجدد أزمته الصحية، فقد تعرض على مدار السنوات الأخيرة لوعكات صحية شديدة، ونقل للمستشفى أكثر من مرة لتلقي العلاج، ولكنه ظل يعاني لفترة طويلة آثار المرض.
من هو إيمان البحر درويش؟
ولد في عام 1955 بمدينة الإسكندرية، واسمه الحقيقي إيمان البحر محمد سيد درويش، وهو نجل الفنان محمد البحر، وحفيد الفنان سيد درويش. وحصل على بكالوريوس هندسة من جامعة الإسكندرية، وكانت بدايته الفنية حينما كوَّن كورالاً غنائيّاً أثناء دراسته في الجامعة، ووقتها قدَّم أعمال جده الراحل سيد درويش، وحقق شهرة واسعة بين طلاب الجامعة.
وفي عام 1982، صدر ألبومه الغنائي الأول، وهو إحياء تراث جده سيد درويش، وكان بعنوان: «الوارثين» وكان بداية النجاح لإيمان البحر درويش بعد ظهوره في التلفزيون عام 1983، وقرر بعدها فتح شركة إنتاج لشريط الكاسيت، وكان ينتج ألبوماته بنفسه، إلى أن أصبح نقيباً للمهن الموسيقية في مصر عام 2012.
أيضاً شارك في بطولة أعمال فنية عدة، ومن أبرزها: فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، و«حكاية في كلمتين» وغيرها، ومسلسل «حبيبي الذي لا أعرفه». وأعاد إيمان البحر درويش إحياء أعمال جده سيد درويش فقدمها بطريقة مختلفة لاقت إعجاباً كبيراً، بالرغم من اختلاف أسلوب أغانيه عن أنماط الغناء التي كانت سائدة، حيث توقع العديد (ومن بينهم إيمان البحر نفسه) فشل بعض الأغاني مثل أغنية «محسوبكم انداس»، إلا إنها نالت قدراً كبيراً من الاستحسان.
ما طبيعة مرضه؟
يعاني إيمان البحر درويش، البالغ من العمر 68 عاماً من جلطة شديدة في المخ، أدت لدخوله في غيبوبة، وما زال فيها منذ فترة قريبة.لكن هذه الأزمة ليست الأولى، فقد سبقتها أزمات كثيرة في السنوات الأخيرة، ففي 2017 تعرض لوعكة صحية نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أدى إلى إصابته بنزيف في شريان بالمخ، ودخل العناية المركزة لفترة حتى تحسنت حالته.
وبسبب إهماله العلاج الذي وصفه له الأطباء في هذه الفترة، عاوده المرض مجدداً، وأصيب مرة أخرى بنزيف حاد في المخ أدى لإصابته بشلل نصفي نتيجة آثار نزيف المخ. بعدها قرر الاهتمام بعلاجه، وأجرى جلسات طبية عدة وعلاجاً طبيعياً لممارسة حياته بشكل طبيعي، وبالفعل تحسنت حالته بشكل ملحوظ.
وقال في تصريحات تلفزيونية وقتها: «الإصابة كانت من فترة، ولكن كنت كسول أحياناًَ في العلاج الطبيعي، ولكن الآن أفضل كثيراً، والشلل النصفي انتهى تماماً، ولكن يبقى تكملة للعلاج الطبيعي».
وفي عام 2021 تحدث عن سبب مرضه قائلاً: «عانيت من نزيف بالمخ، والشلل النصفي، بعد صدور قرار من هاني شاكر (نقيب المهن الموسيقية السابق) بمنعي من الغناء، وتهديده لي بالسجن، في حالة ممارسته».
أزمة هاني شاكر
دخل إيمان البحر درويش في نزاع قضائي دام عامين في الفترة من 2017 وحتى 2019، مع النقيب السابق الفنان هاني شاكر، بسبب شطب عضويته في نقابة المهن الموسيقية، بدعوى أن «إيمان» مقيد في نقابة المهندسين، ولا يجوز الجمع بين عضوية نقابتين.
وقررت النقابة برئاسة هاني شاكر وقتها، تحويله من عضو عامل إلى عضو منتسب، وفق القانون واللائحة، لأنه ليس خريج كلية التربية الموسيقية، ولم يجْتَز الاختبارات الخاصة بالنقابة، لذا لا يجوز له الغناء إلا بتصريح من النقابة.
آخر الأعمال الفنية
طرح آخر ألبوم غنائي له «أذن يا بلال» منذ 19 عاماً. وقدم في عام 2019 مسرحية بعنوان أغنيته الشهيرة: «مكتوب لي أغنيلك». ومن أبرز الألبومات الغنائية التي أصدرها «نفسي»، و«شمس ودفا»، و«المسحراتي»، و«إحساس بريء»، و«انتى وأنا»، و«طير في السما»، و«يا وابور يا مولع» و«ولا عمرك وحشتيني» و«أنا مقبلش».
وتظل أغنية «طير في السما» الأكثر انتشاراً وشهرة في مسيرته، والتي غناها في واحد من أهم أفلامه السينمائية والذي حمل نفس اسم الأغنية.
وتقول كلمات الأغنية: «أنا طير وبطير بجناحي أمير.. واستنى وأسير ولا كنت أسير.. وإن عمري قصير أنا قلبي كبير.. ولا يعشق غير النور والخير ويخاف إن سهم اليأس رماه».. لكن الطائر الذي حلق في سماء الفن المصري منذ ثمانينات القرن الماضي، أصبح ملازماً لسرير المرض في السنوات الأخيرة، وسط دعوات متواصلة بالشفاء من جمهوره ومحبيه.
