الشغف الذي يولّد إبداعاً

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيراً ما يتعلق المرء بشيء، أو هواية، أو حتى وظيفة، أو مهنة، يحاول مليّاً أن يخلق منها قصصاً ودراما ومسرحيات، ويؤلف مواقف وأحداثاً مختلفة، منذ صغره.
 فقد نجد طفلة تجمع دُماها لتكوّن صفّاً دراسياً هي معلّمته، وتلك الدمى كل تلاميذه، أو نرى أخرى تجمع الأواني المنزلية لتخلق مطبخها الوهمي الخاص الذي تطبخ فيه شتى أنواع الأطعمة غير المرئية، أو طفلاً يحاول تفكيك سيارته ليصلحها كما يفعل عامل التصليح في الورش، أو آخر يبحث عن مفكّ ليصلح تلفاً غير حقيقي أصاب أحد الأجهزة المنزلية.
 لا بد وأن عاش أفراد الأسرة في كل بيت موقفاً من هذه المواقف، وغيرها الكثير الذي يترجم شغفاً ما، لدى الأطفال، أو حتى البالغين، لكن قليلاً ما نجد أسرة تحاول تنمية هذه الهوايات، وهذا الشغف لدى أطفالها لتحوّله إلى مهنة، أو وظيفة مستقبلية.
 بعض الأطفال يحاولون الرسم حتى مع دُماهم وألعابهم، لأن لهم أحلاماً كثيرة لا يستطيعون التعبير عنها إلا بالرسم، هذه الهواية الصغيرة تكبر معهم كلما كبروا، ومحظوظ مَن يجد أسرة تحتضن هذا الشغف وتنمّيه ليصبح هواية، وربما وظيفة بدوام كامل، أو جزئي، مستقبلاً، وذا ما وجدناه من خلال قصص بعض الفنانين المتميزين من حولنا.
 شغف الأزياء قاد كثيراً من النساء والرجال لامتهان تصميم الأزياء والحقائب والأحذية، حتى أوصل بعضهم للعالمية ليكون مصمماً لدى إحدى دور الأزياء العريقة، وبعضهم أسس علامته التجارية الخاصة التي تكبر معه ويفرح لنجاحها من حوله.
 وشغف الطبخ أدّى لتطوّره لدى كثيرين آثروا التخصص فيه، ودخلوا مجاله في دراستهم الجامعية ودراساتهم العليا، ليصبحوا طهاة متميزين، وبعضهم دخلوا أرقى المطابخ وحصلوا على نجوم معروفة في عالم الطهي، كنجمة مشلان.
 هذا الشغف الذي كبر مع كل كاتب، وشاعر، وأديب، هو ذاته الذي راود كثيراً من رواد الأعمال والمهن في مختلف بقاع الأرض، نشأ بذرة صغيرة ليتحول إلى شغف حقيقي، ثم حلم يبدو مستحيلاً، فواقع يدلّ على تميّز صاحبه ومثابرته.
 ماذا لو ساهم التعليم الرسمي في تعزيز كل هذه المواهب من خلال نظام دراسي يعنى بها، وبكل هواية وشغف، من خلال حصص ومواد دراسية عملية إبداعية تعنى بالموهبة، كما تعنى بالتعليم النظري الذي نشهده اليوم منذ المرحلة الابتدائية عن طريق تخصيص مواد اختيارية للطالب بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع، كل حسب اهتماماته وسنّه وقدراته؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p54vbk6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"