عادي

كليات لها مستقبل.. ماذا بعد الثانوية العامة؟

16:25 مساء
قراءة 3 دقائق

أصبحت مرحلة اختيار الجامعات والالتحاق بالكليات، واحدة من أكثر الأسئلة التي تشغل بال طلبة الدراسة الثانوية عقب تخرجهم، فالثانوية العامة هي التحدي الذي تخوضه الأسر العربية من أجل تفوق الأبناء واللحاق بقطار المستقبل، لكن يبقى الشاغل الرئيسي للأهالي هو الكلية المناسبة لسوق العمل عقب اجتياز مرحلة الثانوية العامة.

وتعد الكليات المرتبطة بالخدمات الصحية من أبرز احتياجات سوق العمل، حول العالم، خاصة بعد جائحة كورونا، حتى أن الحكومة الأمريكية وضعت مهنة التمريض على رأس قائمة أكثر الوظائف المستقبلية المتوقع ازدهارها بين عامي 2021 و2031.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، رضا حجازي، عقب اعتماده لنتيجة اختبارات شهادة الثانوية العامة، أن النجاح في الحياة العملية ليس مرتبطاً بالمجموع النهائي للطالب، مشيراً إلى ضرورة اجتهاد الطلبة ومثابرتهم، واكتسابهم للمهارات والمعرفة والقدرات المتنوعة، من أجل تحقيق أهدافهم ومواكبة تطورات العصر، الذي بات فيه العلم والمعرفة وتطوير المهارات من الركائز الأساسية لوظائف المستقبل.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، فتح باب تنسيق المرحلة الأولى من الكليات والمعاهد خلال الفترة من 5 حتى 9 أغسطس الجاري، بحد أدنى 362 درجة (88.3%) لطلبة الشعبة العلمية، 342 درجة (83.4%) لطلبة الشعبة الهندسية، و289.5 درجة (70.6%) لطلبة الشعبة الأدبية.

وينصح الخبراء دائماً باختيار الكليات المرتبطة بحاجة سوق العمل في المستقبل، في ظل التطور التكنولوجي، وطبيعة الحياة واحتياجات المجتمعات، حيث تتشابه احتياجات مؤسسات الدول العربية مع نظيرتها في الولايات المتحدة أو اليابان.

التطور التقني

تأتي كليات الحاسبات والمعلومات في المقدمة، في ظل التطور التقني المتسارع والتغير الذي طرأ خلال الأشهر الأخيرة بعد الكشف عن نماذج متطورة للذكاء الاصطناعي.

والحصول على شهادة في «الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي»، يضمن للطالب دراسة الرياضيات المتقدمة والهندسة وعلوم الكمبيوتر، ويمكنه من تلبية احتياجات سوق العمل في ابتكار آلات أو أنظمة للمعلومات يمكنها حل المشاكل دون تدخل بشري.

ويزداد الطلب باستمرار على خريجي تلك الكليات، حيث تعتمد كل الشركات تقريباً على أجهزة الكمبيوتر لتسيير كافة عملياتها اليومية، وتحتاج إلى وجود متخصصين يمكنهم التدخل بشكل سريع وفعال لمواجهة أي مشاكل متعلقة بالتكنولوجيا وحلها.

ويحتاج سوق العمل إلى المتخصصين في «التسويق الرقمي»، حيث ارتفع نمو الوسائط الرقمية في العقد الماضي مع زيادة استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتحولها إلى جزء أساسي من الحياة اليومية.

قطاع التسويق الرقمي أصبح يتطور بسرعة وبشكل مستمر، وتتيح دراسته تعلم عدة مهارات تقنية، بما في ذلك تصميم الجرافيكس وتطوير المحتوى واستراتيجيات منصات التواصل الاجتماعي لمساعدة الشركات على التسويق لأعمالها والوصول إلى العملاء المستهدفين.

وتعد كليات «إدارة الأعمال» من أكثر المسارات الأكاديمية شيوعاً التي يتخذها الطلاب، كونها مطلوبة باستمرار في سوق العمل.

وتضمن شهادة بكالوريوس إدارة الأعمال تأهيل الطلبة للعمل في عدة مجالات مرتبطة بالتمويل والإعلان والتسويق والاقتصاد وفن التفاوض.

وتمنح كليات إدارة الأعمال، فرصة العمل في البنوك وشركات تداول الأوراق المالية، من خلال إمكانية دراسة الاقتصاد والتمويل.

ثقافة المجتمعات

ترى النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب المصري، وجود ضرورة لتغيير ثقافة المجتمع في التعامل مع نتيجة اختبارات المرحلة الثانوية، وأهمية عدم التركيز على اعتبار كليات بعينها هي «القمة» وأخرى معيار لعدم النجاح.

وأوضحت في تصريحات سابقة لصحيفة اليوم السابع، أن الآباء يجب عليهم التوقف عن استخدام المصطلحات الدارجة، ودعم أبنائهم، خاصة أن الشهادة الجامعية لم تعد هي المعيار الوحيد للحصول على الوظائف المطلوبة في سوق العمل، باستثناء الكليات العملية مثل الطب والهندسة.

وطالبت بتفعيل دور الآباء في المنزل والأخصائيين الاجتماعيين بالمدارس، لتأهيل الطلبة لعدم الوقوع في فخ الإحباط وخيبة الأمل وربط أحلامهم المستقبلية بنتيجة اختبارات المرحلة الثانوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8udcbs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"