عادي

ملابس من نفايات بلاستيكية بحرية مُعاد تدويرها بتونس

16:30 مساء
قراءة دقيقتين
عارضة بزي من مواد معاد تدويرها (أ.ف.ب)
عارضة بزي من مواد معاد تدويرها (أ.ف.ب)

يتولّى رجلان يرتديان سترتين حمراوين جمع عبوات بلاستيك من على أحد شواطئ قرقنة التونسية، لكن هذين العاملين غير الرسميين في مجال جمع النفايات لا يدركان أن ما يلتقطانه سيتحوّل إلى فساتين من قماش الدنيم من ابتكار «أوتا»، أول ماركة ملابس «مسؤولة بيئياً» في تونس.

ويشارك نحو 15 شخصاً من «البرباشة»، وهم جامعو نفايات غير رسميين، في برنامج «قرقنة خالية من البلاستيك» المدعوم من الاتحاد الأوروبي والرامي إلى تدوير النفايات البلاستيك التي تُرمى سنوياً في جزر قرقنة (جنوب شرق) وتصل كمياتها إلى 7 أطنان.

وقال منسّق المشروع جان-بول بيليسييه من المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا في البحر الأبيض المتوسط فرع مونبلييه الفرنسية، إن الأجواء في الأرخبيل مُذهلة لناحية الطبيعة والهدوء، ومثالية للسياحة الخضراء مع ما تشهده من مرور للطيور المهاجرة، إضافة إلى وجود أعشاب البوسيدونيا في مياهها.

وأشار إلى عنصر لا يظهر بتاتاً في الصور وهو النفايات البلاستيكية، ويندد بالنقص الحاصل في عمليات جمع النفايات.

ولفت إلى التيارات البحرية التي تحمل النفايات البلاستيكية من أوروبا باتجاه السواحل التونسية.

أما«البرباشة» الذين باتوا مجهّزين بشكل أحسن بفضل مشروع «قرقنة خالية من البلاستيك»، فيوفّرون الكميات التي يجمعونها يومياً إلى جهة تتولى الفرز قبل إرسال النفايات المُفرَزَة إلى شركة تجميع لتصل بعدها إلى آلات الطحن.

وأقام المركز شراكة مع «سيكوال» الذي يمثل تجمّعاً دولياً لشركات ومنظمات غير حكومية بهدف شراء هذه النفايات البلاستيكية البحرية بسعر مربح وثابت على مدار السنة، بحسب بيليسييه.

ويشكّل العمل مع «سيكوال»، فرصة جديدة لرئيس شركة «قرقنة بلاست» المتخصصة في ضغط النفايات البلاستيكية وفرزها عمر كشارم، لأن النفايات المرمية في البحر لا قيمة كبيرة لها ولا تدرّ الأموال.

ويتولى «سيكوال» في البرتغال تحويل الحبيبات الناتجة من طحن النفايات البلاستيكية إلى ألياف نايلون، داخل أحد المصانع الأربعة الوحيدة في العالم المُجّهزة بهذه التكنولوجيا.

وقال بيليسييه: «إنها خطوة مبتكرة، قبل أربع أو خمس سنوات، كنّا عاجزين عن إعادة تدوير النفايات البلاستيكية التي تُرمى في المياه المالحة وتتعرّض لأشعة الشمس.

وبغض النظر عن الألياف التي تُنتَج في الخارج، تعد العملية برمتها «صناعة تونسية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22fd9td7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"