عادي

أزمة تلفزيون لبنان.. إغلاق نهائي أم وقف مؤقت للبث؟

17:01 مساء
قراءة 3 دقائق
استيقظ اللبنانيّون صباح الجمعة، على انقطاع بثّ تلفزيون لبنان، وسط أنباء عن اتّجاه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري إلى غلق التلفزيون.
وجاء هذا القرار عقب إضراب ينفذه موظفو التلفزيون للمطالبة بتحصيل حقوقهم المادية التي لم يحصلوا عليها منذ أشهر، إضافة إلى فشل المفاوضات التي تخوضها نقابات الموظفين مع الوزير.
وانقطع بثّ شاشة «تلفزيون لبنان» عن الأقمار الاصطناعيّة والأرضيّة، فيما توقف البثّ عبر الموقع الإلكتروني أيضاً، مع رفع عبارة «مستمرّون بالإضراب العام المفتوح حتى نيل كلّ مستحقّاتنا».
  • وقف البث.. نهائي!
أشارت صحيفة «النهار» اللبنانية، إلى أن قرار وزير الإعلام لا يعني الإقفال التام، وإنما وقف البثّ، حصراً للتكاليف المالية، إلى أن توقف النقابة إضرابها. مع التأكيد على أن ملف تلفزيون لبنان سيكون على طاولة مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة.
وبحسب المعلومات، يرى وزير الإعلام أن استمرار البثّ خلال الإضراب يكبّد «تلفزيون لبنان» مصاريف كبيرة، خاصة أن وجود الموظفين في المؤسسة يتطلّب تشغيل المولّدات وشراء المحروقات.
وأعلنت مديرية الخزانة في وزارة المال عن أنها «حولت إلى مصرف لبنان مبلغاً من المال كدفعة من مساهمة لدفع التعويض الموقت للعاملين في تلفزيون لبنان عن أشهر مايو (أيار) ويونيو (حزيران) ويوليو (تموز) 2023».
وطالب مكاري نقابة مستخدمي «تلفزيون لبنان» بوقف الإضراب بعدما تأمّنت الأموال المطلوبة لدفع مستحقات العاملين وباتت في المصرف. لكن النقابة تصرّ على دفع المستحقات قبل وقف الإضراب.
من جانبها، أوضحت نقيبة الموظفين في تلفزيون لبنان ميرنا الشدياق، بأنه صدر عن وزير الإعلام قرار شفهيّ بإطفاء الشاشة ووقف البثّ، وليس بتوقّف تلفزيون لبنان كلياً، فيما «حرصنا منذ بداية الإضراب على إبقاء الشاشة عاملة عبر بثّ الموسيقى الكلاسيكية».
وقالت: «الإضراب لم يكن موجّهاً لا ضدّ وزير الإعلام شخصياً، ولا ضدّ أيّ شخص آخر، فنحن نعلم أن الأموال ليست بحوزته، وهو لطالما أكدّ لنا أن مطالبنا محقّة، ونحن كنا نحاول تخفيف العبء عنه عبر تنفيذ الإضراب، لكن تفاجأنا بالقرار اليوم».
  • تفاصيل الإضراب
وكانت نقابة موظفي التلفزيون لبنان قد أعلنت الإضراب المفتوح الخميس، احتجاجاً على تأخر صرف مستحقات الموظفين. ولفتت في بيان إلى «أن هذا الإضراب هو صرخة ألم، وليس حركة مشاغبة أو معاكسة».
وسألت «هل يُقبل أن يكون موظفو تلفزيون لبنان هم الضحية وهم مقصرون في أداء مهماتهم وواجباتهم، فيما يعملون باللحم الحي من أجل استمرار هذه المؤسسة التي منحوها سنوات عمرهم ولا يريدون لها التعثر».
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن النقابة، إشارتها في بيان إعلان الإضراب، بأنه كان قد تم تعليق قرار التوقف عن العمل بعد اجتماع عقد في وزارة الإعلام بتاريخ 28 تموز/يوليو الماضي، بحضور المدير العام لوزارة الإعلام ورئيس الاتحاد العمالي العام، «وذلك بعد وعود بنيل مستحقات الموظفين هذا الأسبوع».
  • تاريخ تلفزيون لبنان
«تلفزيون لبنان» Télé Liban‏ هي شركة التلفزة اللبنانية الرسمية التي تشرف عليها الحكومة اللبنانية، وأنشئت عام 1977 بدمج شركتين هما «شركة التلفزيون اللبنانية» و«تلفزيون لبنان والمشرق»، وتعتبر الشركتان من أقدم شركات التلفزة في المنطقة العربية، وكان الإنتاج التلفزيوني للشركة السباق في إنتاج الدراما العربية التي انتشرت في العالم العربي قبل الحرب الأهلية، إلا أن إنتاجيتها انخفضت مع بداية الحرب، وانعدمت بعد الحرب بسبب انتشار المحطات الخاصة.
وبعد تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، تم دمج الشركتين نهائياً وسميت الشركة الجديدة «تلفزيون لبنان» واشترت الدولة اللبنانية 51% من أسهمها، وأعطته حقاً حصرياً باستغلال الأقنية التلفزيونية في لبنان حتى عام 2012.
ومع تصاعد الحرب الأهلية انقسم «تلفزيون لبنان» على نفسه، فأصبحت القناة 7 والقناة 9 «الناطقة بالفرنسية» لسان حال المناطق الغربية المسلمة، أما القناتان 5 و11 فقد نطقتا باسم قوى المنطقة الشرقية المسيحية.
وفي عام 1991 بعد عودة الاستقرار إلى لبنان وحدت الحكومة اللبنانية المحطتين وألغت القناة الفرنسية، وأصبح «تلفزيون لبنان» محطة التلفزة الرسمية في لبنان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5tjjtsv6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"