عادي
البرهان إلى جوبا الاثنين للقاء سلفا كير

أزمة وقود خانقة وانقطاع الكهرباء في الخرطوم

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
متطوعون في جمعية خيرية يستعدون لتوزيع الطعام على النازحين في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة
سحب الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم جراء الاشتباكات
مرضى الكلى في السودان بسبب شح العلاجات يودعون معارفهم وأحبابهم وينتظرون مصيرهم

نفّذ الجيش السوداني، أمس الجمعة، ضربات مدفعية على منطقة الأندلس القريبة من أرض المعسكرات والمدينة الرياضية التابعة لقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم، فيما يستعد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان لجولة دبلوماسية ثانية يزور خلالها جنوب السودان بعد غدٍ الاثنين، بعد أيام من لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين الساحلية، في حين تشهد البلاد أزمة وقود حادة.

وقالت مصادر سودانية أمس الجمعة، إن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان سيتوجه الاثنين، إلى جنوب السودان بعد زيارة أجراها إلى مصر. وأفادت وسائل إعلام بأن البرهان سيلتقي في جوبا الرئيس سلفاكير ميارديت، وستتناول جلسة المباحثات مناقشة الأوضاع في السودان، وتأثيرها في دول الجوار والجهود المبذولة لإنهاء الحرب.

تصعيد في العاصمة

والجولة الدبلوماسية المرتقبة للبرهان، تأتي في ظل اشتداد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث. وقال سكان إن الجيش السوداني نفّذ أمس الجمعة ضربات مدفعية على منطقة الأندلس القريبة من أرض المعسكرات والمدينة الرياضية التابعة لقوات الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم.

وذكر السكان الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي أنهم سمعوا أصوات ضربات قوية هزت أرجاء منطقة الأندلس.

وأبلغ شهود أيضاً الوكالة بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة أم بدة حمد النيل غرب سلاح المهندسين وأحياء الفتيحاب جنوبه.

في غضون ذلك، نشرت قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني أمس مقطعاً مصوراً قالت إنه لتنفيذ عملية مداهمة نوعية بمنطقة أم درمان العسكرية بمدينة المهندسين وحمد النيل غرب سلاح المهندسين.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام في تقريرها الأسبوعي أن عدد المصابين الذين استقبلهم مستشفى بشائر في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/ آب بلغ 313، بينهم 93 إصابة بالرصاص و65 إصابة بشظايا المقذوفات و24 اعتداء بالأسلحة البيضاء، فضلاً عن 11 قتيلاً، وفقاً للتقرير.

تحذيرات أممية

وفي ظل احتدام الصراع، وغياب المبادرات الدبلوماسية لإنهاء القتال المستمر منذ إبريل/ نيسان الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الأول الخميس، «الجهات الدولية والإقليمية للمساهمة في وقف الأعمال العدائية في السودان، محذراً من اندلاع «حرب أهلية».

وقال غوتيريش، «أحث الجهات الدولية والإقليمية على تنسيق جهودها لإجبار الأطراف السودانية على وقف الأعمال العدائية».

وأضاف، «التعبئة العرقية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في السودان سيكون تأثيرها مدمراً على الشعب والمنطقة».

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن «وحدة الدولة السودانية واستقرار المنطقة على المحك وحان الوقت لإلقاء السلاح». وذكر غوتيريس، أن «قوات الدعم السريع أنشأت قواعد في المناطق السكنية في السودان».

أزمة وقود حادة

على صعيد آخر، أرجع وزير النفط السوداني محمد عبد الله النقص الحاد في الوقود في البلاد إلى إغلاق مصفاة الخرطوم من قبل قوات الدعم التي أوقفت ضخ المنتجات من مستودعات المصفاة إلى المستودعات في الأقاليم، خصوصاً المتجهة إلى مدن بورتسودان ومدني وعطبرة.

وأضاف عبد الله «عملية إيقاف الضخ أدت إلى تراكم المنتجات في مستودعات المصفاة ولا توجد سعات كافية لإنتاج المزيد».

وتابع قائلاً إن المصفاة متوقفة منذ 22 من يوليو/ تموز، وستكون في عملية صيانة خلال أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وتعاني ولاية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى من نقص حاد في الوقود منذ عدة أيام. وذكرت تقارير أن الحكومة تتجه لاستيراد الوقود وتوزيعه عبر الشاحنات لمختلف الولايات.

وقال الوزير «نحن الآن نمد معظم الولايات السودانية بالوقود ما عدا ولاية الخرطوم بسبب الظروف الأمنية».

وأضاف أن «ولايات كردفان ودارفور يتم تأمينها بواسطة قوات مشتركة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام».

وأشار عبد الله إلى أن الاستيراد من الخارج لن يكون له تأثير كبير في توفير الوقود لأن الجزء الأكبر منه كان يُستورد أصلاً من الخارج.

ويواجه سكان جزيرة توتي وسط الخرطوم، أوضاعا إنسانية مأساوية جراء انقطاع الكهرباء ل24 يوماً، ونفاد كامل للضروريات اليومية وانعدام الأدوية.

أنقذوا مرضى الكلى

في الأثناء، أطلق العشرات من السودانيين حملة لمحاولة جمع التبرعات من أجل مساعدة مرضى الكلى في البلاد.

وتحت وسم #أنقذوا_مرضى_الكلى_في_السودان، تفاعل العديد من الناشطين على مواقع التواصل من أجل إنقاذ مرضى الكلى الذين تقطعت بهم سبل العلاج، وسط غياب العلاجات وشح الأدوية جراء الحرب.

وأكد أحد الناشطين انتشرت صرخته بشكل واسع أن «عددا كبيرا من المرضى توفي أمس الجمعة في نهر النيل بسبب عدم وجود علاجات».

كما أضاف أن المفجع أكثر هو أن بعض المرضى بدأوا بالفعل يودعون معارفهم وأحبابهم منتظرين وفاتهم!

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3wx9xp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"