كيف تسيطر على انفعالاتك؟

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

معظم الناس لا يدركون أن التحكم في المشاعر والسيطرة على الانفعالات، واحد من أسرار التوازن النفسي والروحي والذهني وبناء علاقات اجتماعية ناجحة واستمرارية الحب المتبادل بين الزوجين، مما ينعكس إيجاباً على حياتهم الشخصية والعملية.

المشكلة التي تواجهنا جميعاً، هو أننا مبرمجون منذ الصغر على التصرف بطريقة معينة، حيث نتصرف بطريقة شبه آلية تجاه المواقف التي نواجهها، مثلما يفعل السائق الذي يقود سيارته بطريقة تلقائية.

إن العقل البشري يميل إلى الكسل والقيام بالأمور التي لا تتطلب جهداً كبيراً، هذا إلى جانب قدرة الإنسان على التعلم؛ لذلك تعمد عقولنا إلى بناء العادات التي تختصر علينا الكثير من الوقت. فبعد أن تتدرب على ركوب الدراجة فترة مناسبة، ستبقى تلك الخبرة ملازمة لك طوال حياتك، إذ ستترسخ آلية الركوب في عقلك، وبالتالي يمكنك استدعاء المهارات اللازمة لركوب الدراجة في المستقبل متى شئت.

كذلك حال الانفعالات والمشاعر، حيث تعمد عقولنا إلى بناء آلية دفاع أوتوماتيكية تجعلنا نتصرف بالطريقة ذاتها، كل مرة نتعرض خلالها لموقف مشابه، فتكون ردة فعلنا على كثير من الأحداث التي نخوضها دون تفكير في كثير من المناسبات.

إن تلك الآلية الدفاعية جيدة في بعض المناسبات، لكنها تورط صاحبها في الكثير من المشكلات إن كان شخصاً يفقد أعصابه بسرعة، ويسمح لمشاعره أن تطغى على حياته، فيتأثر بأقل كلمة سلبية يسمعها أو نقد أو تجريح يتعرض له، ويستشيط غضباً في مواقف تستوجب على الإنسان العاقل أن يواجهها بعقلانية.

أما السبيل إلى السيطرة على انفعالاتك والتحكم في مشاعرك، فيكمن أولاً في تحديد تلك الانفعالات والمشاعر السلبية، من خلال تذكر المواقف التي أوقعتك ردة فعلك التلقائية خلالها في مشاكل لاحقة، كصراخك على زميل لك في العمل إثر تعليق أو انتقاد وجّهه إليك، مما سبب لك بعض العقوبات الإدارية، أو إحساسك بالإحباط وعدم الرغبة في التحدث إلى أحد بسبب مشاكل أسرية.. إلخ.

وبعد أن تقوم بتحديد تلك الانفعالات والمشاعر، لا بد أن تتخيل نفسك في مواقف شبيهة وتحاول أثناء ذلك تصور كيفية الاستجابة المناسبة، بحيث لا تخلق شرخاً بينك وبين الآخرين في المرات القادمة، ولا تعطي انطباعاً بأنك شخص سريع الانفعال قليل الصبر.

يضاف إلى ذلك، أهمية الاستعانة بقراءة بعض الكتب، التي يمكنك أن تتعلم من خلالها العديد من الأساليب والوسائل التي تساعدك في توجيه مشاعرك والتحكم في انفعالاتك.

وتذكر دائماً، أن الغضب لا فائدة منه، وأن الانفعال والإحباط وأي مشاعر سلبية لا تعود على صاحبها بفائدة بل بخسران، وأن السبيل إلى حياة أفضل هو التحكم في أفكارك.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtfr4fu2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"