عادي
نظمها مجلس محمد بن زايد

حامد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «الأسرة شريك في التعليم»

00:02 صباحا
قراءة 5 دقائق















أبوظبي: سلام أبوشهاب
بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، استضاف مجلس محمد بن زايد بقصر البطين في أبوظبي، أمس الأول الخميس، محاضرة بعنوان «الأسرة شريك في التعليم»، ألقاها البروفيسور باسي سالبيرغ أستاذ القيادة التربوية بجامعة ملبورن الأسترالية. 
وشهد المحاضرة الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، وسارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، وعدد من كبار المسؤولين والقيادات التعليمية.
وأكد المحاضر أن مشروع «مجمعات زايد التعليمية» في الإمارات يواكب التطورات التعليمية المتسارعة والمتغيرة في العالم، ويعد أحد أكبر المشاريع التعليمية الوطنية الرامية لتعزيز جهود الدولة في توفير بنية تحتية تواكب التطورات في التعليم، بما يتماشى مع الخطط الطموحة للدولة تجاه الأجيال المقبلة وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، مشيراً إلى أنه زار العديد من المدارس في أبوظبي ودبي وعدد من مدن الدولة معرباً عن سعادته بما شاهده في هذه المدارس.
شراكات
قال سالبيرغ، إن طبيعة التعليم المدرسي تتغير بسرعة في عالمنا الذي أصبح من غير الممكن التنبّؤ بحركته، مشيراً إلى أن هناك حاجة لبناء أنواع جديدة من الشراكات بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأنه كلما توطدت الشراكة بين المدرسة وأولياء الأمور، كانت نتائج التعليم أفضل.
وأضاف أنه ما بين عامي 2000 و2008، كان مستوى التعليم عالمياً الأفضل وكانت النتائج تتحسن على مستوى العالم، ثم بدأ المنحى في الانحدار والتدهور، واليوم الطلاب بشكل عام لا يتعلّمون على النحو الجيد الذي كانوا يتعلمون به قبل 20 عاماً أو أكثر، مشيراً إلى أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن الانقطاع عن التعليم المدرسي لمدة سنتين أو ثلاث خلال جائحة «كورونا» ربما أضرّ بالمخرجات التعليمية للطلاب.

الصورة

أولياء الأمور
أكد الأستاذ بجامعة ملبورن، أهمية أن يتعاون أولياء الأمور والمعلمون بشكل أوثق فيما يخص تعليم الأطفال، مشيراً إلى أن تعليمهم ورفاهيتهم بشكل جماعي مع أولياء الأمور بدأ في الهبوط عالمياً خلال الفترة بين 2010 و2012، حيث وجد وفق دراسات في استراليا أن نحو 50% من الشباب، خاصة المراهقين، كانوا يحملون أجهزة الهاتف بما في ذلك أطفال المدرسة الابتدائية، ما يتطلب تقليص الفجوة بين الطلبة القادمين من فئات اقتصادية أو اجتماعية مختلفة. 
تأثير المعلم
حول ما الذي يؤثر في تعلم الطلاب في المدرسة، وأن بعض الأطفال يتعلمون بشكل أفضل وأسرع من الآخرين؟ يرى سالبيرغ أن هناك أربعة عناصر، وهي المعلم وتأثيره، والعوامل الأخرى داخل المدرسة مثل المدير والمنهج الدراسي والحواسيب والكتب المدرسية والمرافق، ثم جميع العوامل الخارجية بالنسبة للمدرسة والأسرة ومستوى تعلم الأم والمجتمع الذي يعيش فيه الأطفال، ونوع الأشخاص الذين يقضون حياتهم معهم.
وأشار إلى أن نحو 10 إلى 15% من هذا التباين يمكن رده إلى المعلم، والنسبة الأكبر تعود لأولياء الأمور والمجتمع والأشخاص الذين يقضي الأطفال أوقاتهم معهم، والخلفية العائلية غالباً ما تكون عاملاً أكثر أهمية في تفسير ما يتعلمه الأطفال بالمدرسة. 
وأضاف أنّ هناك تحولاً واحداً، وهو المكانة التي تحتلها التكنولوجيا الآن بدلاً من المدرسة، بحيث يمكن للأطفال تعلم أي شيء يحتاجون إليه في الحياة تقريباً من خلال التكنولوجيا. 
الفجوة الرقمية
أوضح سالبيرغ، وفق دراسات في أستراليا خلال السنوات الخمس الماضية، أنه حتى مع زيادة قدرة الأطفال على الوصول إلى التكنولوجيا والموارد والتعليم، فإنّ هناك خطراً متمثلاً في أن هذه الفوارق والاختلافات باتت تزداد وتتسع، وغالباً ما نستخدم مصطلح «الفجوة الرقمية الجديدة»، حيث كانت الفجوة القديمة تتعلق بامتلاك القدرة على الوصول للتكنولوجيا أو عدم امتلاكها، أما الآن فقد تجاوزنا ذلك وبات الجميع لديهم القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت وجميع تلك الموارد، لكن الفجوة مصدرها حقيقة أن أولياء الأمور والأسر كثيرًا ما يكون لديهم طرق وفرص مختلفة جدًا لمساعدة أطفالهم على شق طريقهم في هذا العالم الرقمي الذي يمتلئ بالمخاطر والتهديدات.
وأوضح أن ثلث أولياء الأمور الأستراليين، يسمحون لأطفالهم كل ليلة بأن يأووا إلى الفراش ويخلدوا للنوم ومعهم أجهزتهم الشخصية، وأن نصف عائلات أولياء الأمور من ذوي الدخل المنخفض يسمحون لأطفالهم بالنوم مع أجهزتهم وأدواتهم الإلكترونية، كما وجد أن 60 % أي ثلاثة من بين كل خمسة أطفال والذين يعانون في المدرسة يأوون إلى الفراش وأجهزتهم معهم، وهذا يعني أن هذا الجهاز والتكنولوجيا لهما علاقة بتعليم الأطفال في المدرسة، وبالتالي فإن التربية في المنزل والتعليم في المدرسة كلاهما قد أصبح أكثر تعقيدًا من السابق، موضحًا أن نحو 60% من المعلمين في مدارس أستراليا يقولون إنهم لاحظوا انخفاض استعداد الطلاب للتعلم قبيل الجائحة، و75 % يقولون إن تربية الأطفال تصبح أكثر تعقيدًا وصعوبة بكثير ما إن يحصل الأطفال على أجهزتهم الخاصة.

الصورة

مستقبل التعليم
تطرق البروفيسور إلى مستقبل التعليم، مشيرًا إلى أن التعلم ورفاهية الطلاب والعديد من الأمور الأخرى آخذة في التدهور، وتحديداً ما نسميه بنهج «الطفل ككل»، ونحن بحاجة إلى التفكير في رفاهيتهم وشخصياتهم ومواهبهم الفنية والبدنية، والقيم والشخصية والعديد من الأمور الأخرى هي جزء مهم جدًا من هذه الطريقة المستقبلية.
وأوضح أن ما ستبدو المدرسة عليه في المستقبل، هو تعليم الطفل بشكل شامل بدلًا من محاولة تعليمه معارف ومهارات ضيقة، لذلك نحتاج إلى مدرسة الخدمة المتكاملة أو المدرسة الشاملة، التي تركز بشدة على الصحة والرفاهية.
وأكد أهمية 3 عناصر لتعزيز الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة، وهي اعتبار أولياء الأمور شركاء وليسوا متلقي خدمة، وعلى الأهالي والمدارس تقاسم المسؤولية في مساعدة الأطفال على النمو بصحة وسعادة ومسؤولية في العالم الرقمي، وتعلم التعايش مع التكنولوجيا، والعنصر الثاني بناء علاقات تقوم على الثقة المتبادلة، والعنصر الثالث بناء الصحة الرقمية للجميع. 
فجوات تعليمية
في ختام المحاضرة قال سالبيرغ، إن العالم يواجه الآن فجوات تعليمية تزداد اتساعاً، وأن مساعدة الأطفال تتطلب جهودًا جماعية، وعن تراجع الرفاهية بين الطلاب، أوضح أن الأطفال ليسوا الوحيدين الذين يعانون من ذلك، بل أولياء الأمور والكبار أيضًا. 
وأوضح إن دور أولياء الأمور ودور المدرسة ينبغي أن يكون في إجراء المزيد من المناقشات حول هذا الموضوع.
شهدت المحاضرة عرض فيديو تحدث فيه كل من الدكتورة كريمة مطر المزروعي مستشار مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتورة انتجي فون سوخودلتز أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة نيويورك أبوظبي، وغاية الأحبابي طالبة إماراتية موهوبة، وسويول كيم طالبة كورية موهوبة، عن التعليم والعمليات التعليمية والمشاركة والإيجابية، وأهمية العلاقة بين المنزل والمدرسة لزيادة التحصيل الأكاديمية وقلة التسرب، والتأثيرات الإيجابية لدور ولي الأمر في العملية التعليمية، إلى جانب استعراض تجارب عدد من الطلبة الموهوبين
المحاضر في سطور 
البروفيسور باسير سالبيرغ خبير تربوي وباحث ومؤلف فنلندي، عمل في مجال التدريس وإعداد المعلمين في جامعة هلسنكي، حيث شغل منصب مدير عام بوزارة التعليم في فنلندا، وأخصائي تربوي في البنك الدولي بواشنطن، وأحد كبار الأخصائيين التربويين بمؤسسة التدريب الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي في تورينو، إضافة لكونه أستاذاً زائراً في جامعة هارفارد، ويقدم المشورة للحكومة الأسكتلندية وحكومة أستراليا بشأن تطوير نظام التعليم، وألّف عدة كتب مثل دعوا الأطفال يلعبوا ونؤمن بالمعلمين والدروس الفنلندية.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ne5wx7s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"