عادي
قلّدتها فرنسا وسام «فارس» الآداب والفنون

نجاة مكي: الفنان لا يحقق كيانه بين يوم وليلة

23:28 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

في حضرة «أطياف المسك»، حيث يغازل اللون مسيرة عمرٍ من المفردات المتغيرة، في حراكها الدائم وسعيها الدؤوب لصياغة رسالة شفافة ومتواضعة وأنيقة، جسدتها الفنانة الإماراتية د.نجاة مكي من خلال مشوارها الفني من موقعها كواحدة من الرواد في مجال الفن التشكيلي، وكامرأة مبدعة كانت على الدوام إلى جانب الرجل في كل خطوة، واستحقت وسام الآداب والفنون الرفيع الذي منحته لها الحكومة الفرنسية، وهو وسام يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، ويمنح فقط لصفوة المبدعين في مجالات الثقافة.

يقدم هذا التكريم المتمثل بوسام الفارس للأشخاص الذين كان لهم دور مهم في الحراك الفني في المنطقة، واستطاعوا أن يتركوا بصمة من خلال مسيرتهم الفنية، وهو يُمنح وفقاً لمعايير عدة، منها عدم التوقف منذ البداية، عدد المعارض، عدد دورات البينالي التي شارك بها الفنان، ورش العمل، مساهماته المجتمعية وتأثيره في المجتمع، وبصمته على الصعيد الإنساني، حضوره المميز والدائم في المجال الأكاديمي ومعطيات أخرى كثيرة، تمثلت في الحضور المجتهد والإيجابي والدؤوب للفنانة الإماراتية د. نجاة مكي في المشهد الفني الإماراتي، بوصفها واحدة من الرواد والمؤسسين الذين تحسب لهم جرأتهم وتفانيهم في اختيار الخطوة الأولى لخوض هذه المغامرة منذ البداية.

المرأة الإماراتية حاضرة بقوة إلى جانب الرجل، وهذا الوسام تأكيد حقيقي على هذا الحضور، وعن رسالة الفنان من وجهة نظر د.مكي، قالت: «الفنان لا يحقق كيانه بين يوم وليلة، ولهذا رسالته كبيرة، وهي تراكمية، الفنان يمر بكبوات وانتكاسات كأي إنسان في أي مجال آخر، والنجاح لا يأتي بسهولة ولا بسرعة، خاصة في المجالات الإبداعية، لهذا على الفنان أن يكون تمرس واجتهد، يواظب على زيارة المعارض والمتاحف والمحاضرات والقراءة ويتابع النقد الفني، وجوده مع الآخر هو ما يمنحه هذا التدفق والقدرة على النمو، ولا ننسى التواضع بالذات، إذا تواضع الفنان للصغير والكبير امتلك قلوب الناس، لا يجب أن نتوقع أن يتقبل الجميع هذا الفن، لهذا أحب أن أشرح بطرق مبسطة مفهوم الفن وكيفية تذوقه، وبهذا أكون ساهمت بوصول هذا المفهوم إلى الأفراد والمجتمع».

وتوجهت د. نجاة مكي بالشكر إلى قيادة الإمارات، وإلى أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك التي قدمت الدعم الكبير للمرأة في مختلف المجالات، وكان لها الفضل الكبير بوصول المرأة إلى درجات مميزة في العديد من المحافل الدولية والعالمية، وفي شتى المجالات، وقالت: «أحب أن أوجه رسالة شكر إلى جميع أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، أسعدوني بمحبتهم وأفرحوني بتواصلهم عبر مواقع التواصل، شعرت بأن الجميع يحتووني بالحب، وهذا منحني ثقة ومسؤولية كبيرة لما سوف أقدمه في المستقبل، أشعر بأني ممتنة للجميع بالحب والاحترام، وأضافت: هذا الوسام أضاف لمسيرتي الفنية أبعاداً أخرى، وآفاقاً جديدة لما سأقدمه».

عن معرضها «أطياف المسك» الذي افتتح 13 سبتمبر، ويستمر حتى الثاني من نوفمبر المقبل في غاليري عائشة العبار، والذي احتضن احتفالية التكريم يوم الثلاثاء «19 سبتمبر»، قالت: «يتحدث المعرض عن استحضار الذاكرة الإنسانية، وحميمية هذه الذاكرة في الكثير من المواقف المخزنة بداخلنا، والتي تركت أثراً لا يمحى، وقد قمت بربط العناصر في وحدة متعددة الجوانب والطبقات من خلال الإيقاع واللون والعلاقة اللونية والشكلية والحسية في بيئة اللوحة، وركزت على صورة المرأة بطريقة غير تقليدية من خلال الموضوع وعمق الفكرة، مثل عمل «الفصول الأربعة»، حيث ظهرت المرأة بشكل خفي ولكن كان حضورها قوياً».

وأضافت: «تختلف أمطار الشتاء عن أمطار الصيف، وأسماء النساء ارتبطت بالبيئة وحملت رمزيتها، فنلاحظ أن هناك أسماء نسائية في المجتمع الإماراتي، مثل: مطرة، ديمة، مزون، نفاثة، وغيرها، كان لها ارتباط زمني بالمعنى، وأنا من خلال هذه الخطوط والمساحات والألوان التي أشكلها أحاول وضع كل ما أجده للإحاطة بهذه البيئة واستحضارها».

كامرأة فنانة، وكأي شخص مبدع كان هاجس حب العمل الذي تقوم به هو الأساس الذي تقوم عليها علاقته بالفن، وبالمجتمع والأفراد، البيئة، وهذا ما ظهر في معرضها، حيث حاولت استحضار الروح القديمة والذكريات التي تركت أثراً في الداخل، من خلال حوار مع شخص عزيز – كما ذكرت، أو من خلال علاقة مع المحيط ذاته سواء كان شجرة أو نخلة أو أياً من العناصر الأخرى التي احتفظت بها الذاكرة، وتقول عن نفسها: «أنا فنانة ألجأ إلى اللون والخط لتكوين الموضوع على سطح العمل الفني، الفنان يتأثر بكل ما حوله، وقد استعنت بالكثير من التفاصيل في محيط علاقة المرأة بالبيئة، التراث، زينة المرأة وخصوصيتها، الغوص في تفاصيل دقيقة للمرأة والتي تعكس إحساسها تجاه الآخر، هذه التفاصيل التي يلتقطها الإنسان المبدع ليشكل منها وجهة نظر خاصة، ويتركها بصمة للمجتمع، وهنا يكون الإنسان المبدع مؤثراً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y6jxxum9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"