عادي
اتهامات لموسكو بالتدخل والعمل على تغيير سياسات حكومات أوروبا الشرقية

تداعيات انتخابات سلوفاكيا تتفاعل.. قلق غربي وسخرية روسية

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
فوز حزب «سمير-إس دي» الداعم لروسيا في الانتخابات التشريعية السلوفاكية

بدأت تداعيات نتائج الانتخابات السلوفاكية، التي أسفرت عن فوز حزب «سمير-إس دي» الداعم لروسيا بالسباق، تلقي بظلالها على مختلف الجبهات، واستقطبت مجدداً موسكو وواشنطن، وسط قلق من تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا مع استمرار الحرب، وجمود الوضع إلى حد كبير على الجبهة الأمامية، بينما سخر الكرملين من الانزعاج الغربي لنتائج انتخابات سلوفاكيا وقال إن أي سياسي في الغرب يفكر في مصالح شعبه في المقام الأول يُسمى «مؤيداً لروسيا».

واتهمت الحكومة السلوفاكية، المنتهية ولايتها، روسيا ب«التدخل» في الانتخابات التشريعية التي جرت السبت واستدعت دبلوماسياً روسيّاً إثر تصريحات لرئيس الاستخبارات الخارجية الروسية أشار فيها إلى «تدخل» واشنطن في السياسة الداخلية السلوفاكية. واحتجت وزارة الخارجية السلوفاكية على تصريحات سيرغي ناريشكين الذي «شكك في نزاهة الانتخابات الحرة والديمقراطية في سلوفاكيا»، واصفة ما قاله بأنه «تدخل غير مقبول لروسيا الاتحادية في العملية الانتخابية» في سلوفاكيا.

أنشطة تضليل

وفي بيان نشر قبل الانتخابات وصف ناريشكين حزب «سلوفاكيا التقدمية» بأنهم «وكلاء الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن واشنطن «زادت من تدخلها في الوضع السياسي الداخلي في سلوفاكيا».

رداً على ذلك استدعت وزارة الخارجية في براتيسلافا، أمس، مسؤولاً بالسفارة الروسية ودعت موسكو إلى «وقف أنشطة التضليل التي تستهدف سلوفاكيا». ورفضت موسكو الاتهامات التي وجهتها الحكومة السلوفاكية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن السفارة الروسية في براتيسلافا قولها، «على عكس بعض حلفاء سلوفاكيا الحاليين، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولا نشارك في تغيير النظام»، في رد غير مباشر على اتهامات غربية لموسكو بالعمل على تغيير توجهات حكومات أوروبا الشرقية.

وكان الحزب الشعبوي «سمير-إس دي» برئاسة رئيس الوزراء السلوفاكي السابق روبرت فيكو نال 23 في المئة من الأصوات في انتخابات السبت وهزم الحزب الوسطي «سلوفاكيا التقدمية» الذي نال 18% من الأصوات. وتعهد حزب فيكو بأن سلوفاكيا لن ترسل ولا حتى «قطعة ذخيرة واحدة» إلى كييف، ودعا إلى تحسين العلاقات مع روسيا.

وعلق المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، بقوله: «إن أي سياسي في الغرب يفكر في مصالح شعبه في المقام الأول يُسمى مؤيداً لروسيا». وأفاد المتحدث الروسي إن «التعب من الدعم العبثي تماماً لكييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى تناقضات متزايدة في الدوائر الحاكمة في الغرب.

وفي وقت سابق، قبلت أوكرانيا، على مضض، فوز حزب «سمير-إس دي» بالانتخابات السلوفاكية، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كييف، «نحن نحترم خيار الشعب السلوفاكي. لكن من السابق لأوانه القول كيف ستؤثر نتيجة هذه الانتخابات في موقف سلوفاكيا». وأضاف «علينا أن ننتظر تشكيل الائتلاف، وبعد ذلك، سنستخلص النتائج الأولى بناء على تشكيلته».

تراجع مشاعر الدعم

وترددت أصداء نتائج انتخابات سلوفاكيا عبر الأطلسي وسط حالة من القلق على مصير دعم أوكرانيا، إذ اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز أن انتصار حزب فيكو، إشارة أخرى على تراجع الدعم لأوكرانيا في الغرب. وقالت الصحيفة إن سلوفاكيا دولة صغيرة، لديها تاريخ من التعاطف مع روسيا، وطبيعة الحكومة الائتلافية التي سيسعى فيكو إلى تأسيسها غير واضحة. وذكرت أنه ربما يميل أكثر صوب البراغماتية، مثلما فعلت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني المنتمية إلى اليمين المتطرف منذ أن تولت مهام منصبها العام الماضي. ورغم ذلك، فإن التحول في سلوفاكيا كبير، فقد كانت من قبل أول دولة تقدم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.

وكان الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي قد رفضوا لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن الشهر الماضي، كما ظهرت على السطح التوترات بين كييف والبيت الأبيض حول الاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا. ويبدو مستقبل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا غامضاً بعد اتفاق تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة لتجنّب إغلاق حكومي، رغم مساعي الرئيس جو بايدن لطمأنة كييف بأنها ستحصل على ما تحتاج إليه لمواجهة روسيا.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxvv2nm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"