بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» لأسعار الأغذية 121.5 نقاط في سبتمبر/أيلول 2023، من دون تغيير تقريباً عن قيمته في أغسطس/آب، خاصة وأن الانخفاض في مؤشرات أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم قد عوّض عن الزيادة في مؤشرات أسعار السكر والحبوب. وعند هذا المستوى، كان المؤشر أقلّ بمقدار 14.6 نقاط (10.7 في المائة) من المستوى المطابق له قبل عام، و38.3 نقاط (24 في المائة) أقل من مستواه الأعلى على الإطلاق الذي سجّله في مارس/آذار 2022.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 162.7 نقاط في سبتمبر/أيلول أي بارتفاع قدره 14.5 نقاط (9.8 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب، مسجّلًا بذلك ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي، بلغ معه أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2010. ونجم الارتفاع الحاد في الأسعار بصورة رئيسية عن تزايد الشواغل بشأن تراجع توقعات الإمدادات العالمية خلال الموسم المقبل 2023/2024. ويعكس هذا بصورة رئيسية التوقعات الأولية التي تشير إلى تراجع الإنتاج في البلدان المنتجة الرئيسية للسكر، أي تايلند والهند، بفعل أحوال الطقس الجاف أكثر من العادة المرتبطة بظاهرة النينيو. وقد ساهم ارتفاع الأسعار الدولية للنفط الخام في ارتفاع الأسعار العالمية للسكر. غير أن المحصول الكبير الجاري حصاده في البرازيل، وسط أحوال الطقس المواتية، مصحوبًا بتراجع الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي، قد حدّ من الزيادة من شهر إلى آخر في الأسعار العالمية للسكر.
بلغ متوسط مؤشر أسعار الحبوب 126.3 نقاط في سبتمبر/أيلول، أي بارتفاع قدره 1.3 نقاط (1 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب، إنما بقي أدنى بمقدار 21.6 نقاط (14.6 في المائة) عن قيمته قبل سنة من الآن. وتُعزى الزيادة خلال الشهر الحالي إلى ارتفاع بنسبة 5.3 في المائة في الأسعار الدولية للحبوب الخشنة. وبعد سبعة أشهر على التوالي من التراجع، ارتفعت الأسعار الدولية للذرة بنسبة 7.0 في المائة في سبتمبر/أيلول، بفعل تلاقي بعض العوامل، بما في ذلك الطلب الكبير على الإمدادات من البرازيل، وتباطؤ مبيعات المزارعين في الأرجنتين وارتفاع معدلات الشحن بالسفن بسبب تدني مستويات المياه في نهر الميسيسبي في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، حافظت أيضًا الأسعار العالمية للذرة الرفيعة على ثباتها في سبتمبر/أيلول، تماشيًا مع اتجاهات أسعار الذرة، في حين بقيت أسعار الشعير مستقرة بشكل أساسي.
- انخفاض أسعار القمح
وفي المقابل، واصلت الأسعار الدولية للقمح تراجعها، حيث انخفضت بنسبة 1.6 في المائة من شهر إلى آخر بفعل الإمدادات الكبيرة في الاتحاد الروسي، حيث جرى رفع توقعات الإنتاج في سبتمبر/أيلول.
وتراجع مؤشر المنظمة لأسعار جميع أنواع الأرزّ بشكل طفيف بنسبة 0.5 في المائة من شهر إلى آخر في سبتمبر/أيلول، في حين بقي أعلى بنسبة 27.8 في المائة من قيمته قبل عام من الآن. وعُزي التراجع الطفيف المسجل في سبتمبر/أيلول بصورة عامة إلى تراجع الطلب على الواردات، مع أن الانخفاضات في الأسعار وضعت حدًا لأوجه عدم اليقين المستمرة في ما يخصّ القيود المفروضة على صادرات الأرزّ في الهند، وانخفاض الإمدادات بشكل تدريجي قبل حصاد المحاصيل الجديدة في آسيا.
- انخفاض أسعار الزيوت النباتية
وبلغ متوسط مؤشر أسعار الزيوت النباتية 120.9 نقاط في سبتمبر/أيلول، أي بانخفاض قدره 5 نقاط (3.9 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب، وهو انخفاض للشهر الثاني على التوالي. ويُعزى التراجع في المؤشر إلى تراجع الأسعار العالمية لزيوت النخيل ودوّار الشمس والصويا وبذور اللفت. كذلك، واصلت الأسعار الدولية لزيت النخيل انخفاضها في سبتمبر/أيلول، خاصة بفعل ارتفاع الإنتاج الموسمي في البلدان المنتجة الرئيسية في جنوب شرق آسيا. وفي هذه الأثناء، انخفضت الأسعار العالمية لزيت دوّار الشمس بشكل كبير، الأمر الذي يعكس الضغوطات الناتجة عن حصاد بذور دوار الشمس في منطقة البحر الأسود وسط أنشطة كبيرة لمبيعات المزارعين. أمّا بالنسبة إلى زيوت بذور اللفت، فقد انخفضت أسعارها الدولية بفعل استمرار وفرة الإمدادات العالمية المخصصة للتصدير، في حين حذت الأسعار العالمية لزيت الصويا حذوها، رغم توقعات وجود طلب ثابت من قطاع الديزل الأحيائي.
- انخفاض أسعار منتجات الألبان
وبلغ متوسط مؤشر أسعار منتجات الألبان 108.6 نقاط في سبتمبر/أيلول أي بانخفاض قدره 2.6 نقاط (2.3 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب، مسجّلًا بذلك تراجعًا للشهر التاسع على التوالي، وما قدره 34.1 نقاط (23.9 في المائة) عن قيمته في الشهر المقابل له قبل عام من الآن. وفي سبتمبر/أيلول، تراجعت الأسعار الدولية لجميع منتجات الألبان، خاصة بفعل الطلب الخجول على عمليات التسليم الفورية وفي الأجل القصير وسط مخزونات كبيرة في البلدان المنتجة الرئيسية، رغم ارتفاع الطلب في نهاية الشهر على بعض منتجات الألبان في بلدان جنوب شرق آسيا. وإضافةً إلى ذلك، فإن ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في نيوزيلندا خلال موسم الإنتاج الجديد فيها، والطلب الداخلي المحدود في الاتحاد الأوروبي، وتأثير ضعف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، هي كلها عوامل ألقت بظلالها على الأسعار الدولية لمنتجات الألبان.
- انخفاض أسعار اللحوم
وبلغ متوسط مؤشر أسعار اللحوم 114.2 نقاط في سبتمبر/أيلول أي بانخفاض قدره 1.2 نقاط (1.0 في المائة) عن مستواه في أغسطس/آب، مسجّلًا بذلك تراجعًا للشهر الثالث على التوالي وبمقدار 6.1 نقاط (5.0 في المائة) عن قيمته قبل عام من الآن. وتراجعت أيضا الأسعار العالمية للحوم الدواجن، بما يعكس وجود إمداداتٍ وافرة في البلدان المورّدة الرئيسية في العالم، وبخاصة البرازيل. كذلك، انخفضت أسعار لحوم الأبقار للشهر الخامس على التوالي، وإن بوتيرة أبطأ، مدفوعةً بارتفاع الإمدادات من أستراليا، رغم ثبات الطلب عليها من الصين والشرق الأوسط. وفي المقابل، أدّى الطلب الكبير على الواردات من لحوم الأبقار، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى ارتفاع جديد في الأسعار الدولية للحوم الأبقار، على الرغم من الإمدادات الكبيرة المعدّة للتصدير من البرازيل وأستراليا.
- خلافاً لسائر مجموعات السلع، لا تكون معظم الأسعار المستخدمة في حساب مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم متاحة في الوقت الذي يُحسَب ويُنشَر فيه مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، وبالتالي تُشتَق قيمة مؤشر أسعار اللحوم للأشهر الأخيرة من خليط من الأسعار المتوقَّعة والملحوظة. ويمكن أن يتطلَّب ذلك في بعض الأحيان تعديلات كبيرة في القيمة النهائية لمؤشر المنظمة لأسعار اللحوم، ويمكن أن يؤثّر ذلك بدوره على قيمة مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء.