عادي
اعتبر إضافة نوعية للمكتبة الإماراتية

عبد الغفار حسين يوقع كتاب «المالد»

19:25 مساء
قراءة 4 دقائق
عبد الغفار حسين وعلي عبيد الهاملي في الحفل
غلاف الكتاب

دبي: علاء الدين محمود

وسط أجواء احتفالية، نظمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول، حفل توقيع كتاب «المالد... خاطرات وذكريات» للأديب عبد الغفار حسين، وسط حضور كبير تقدمه سعيد بن محمد الرقباني وزير الزراعة والثروة السمكية الأسبق، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، ود. حنيف القاسم وزير التربية والتعليم الأسبق، ود. سليمان موسى الجاسم، ود. عارف الشيخ، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وأعضاء مجلس الإدارة، إضافة إلى وسائل الإعلام والباحثين والمهتمين.

واشتمل الحفل على ندوة حوارية تحدث فيها عدد من الحضور الذين أكدوا أن الكتاب يعتبر مرجعاً مهماً وإضافة نوعية للمكتبة العربية والإسلامية، وفي المستهل تحدث عبد الغفار حسين الذي قدم نبذة تعريفية شاملة حول «المالد»، عندما أشار إلى هذا الفن الذي عرفته البلدان العربية والإسلامية وهو في أصله جزء من تراث متعلق بالفن والإبداعات الجمالية الشعبية، متناولاً ضروباً وأشكالاً من فن المالد مثل: الأناشيد والحركات الإيقاعية والإيقاع على الدفوف، وغيرها من ممارسات جمالية، مستعرضاً ظهور بدايات هذا الفن في الإمارات على يد السيد محمد عمر الأفغاني «1886 – 1918»، وهو أول من أسس الطريقة الصوفية في الإمارات، وهي «الطريقة القادرية» في دبي، حيث يعود إليه الفضل في ذلك الأمر، وقد وفد هذا العالم الجليل إلى منطقة ساحل عمان في نهاية القرن التاسع عشر، واشتهر عنه تنظيم حلقات المالد.

ولفت حسين إلى أن محمد الأفغاني كان من علماء الشريعة الإسلامية، وهو من أهل الورع والزهد وصاحب تجربة روحية، موضحاً أن شعر المدائح النبوية يشغل حيزاً واسعاً في الأدب العربي، شعراً ونثراً، وقد لخص الإمام البوصيري كل ما قيل وسوف يقال في أبيات تجسد المشهد النبوي، وأوضح حسين أن أول من نظم قصيدة في مدح الرسول «صلى الله عليه وسلم» في الإمارات هو الشيخ عبد الرحمن بن حافظ، «1886 م 1953 م»، وهو رجل دين وإمام مسجد إماراتي ولد في دبي، موضحاً أن المدائح النبوية تجعل الشاعر والكاتب في حالة من الصفاء والروحانية، وأكد حسين اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بفن المالد وحبه له، وقد سار على نهجه كثير من الشيوخ والحكام.

*خبرة كبيرة

من جهته، قدم علي عبيد الهاملي، نبذة عن المؤلف وعوالم الكتاب الذي يعد من الإصدارات المهمة في ما يتعلق بالتراث والثقافة الإسلامية ومكامن الجمال فيها، مشيرا إلى أن الكاتب عبد الغفار حسين، قد تفتح وعيه في مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة، في ما عرف ببدايات النهضة والانتقال من مرحلة ما قبل النفط إلى ما بعدها بكل ما تحمل من معاني التقدم والتحديث، وهي الحقبة التي حققت فيها الإمارات نهضة وتقدماً ونمواً كبيراً، وشهدت ازدهاراً في كل المجالات خاصة على المستوى المعرفي والعلمي والثقافي، موضحاً أن الكاتب يعتبر من المؤلفين الكبار في الدولة، فهو يتمتع بالثراء المعرفي والخبرة الحياتية، والقدرة البلاغية والاطلاع العميق على تاريخ المنطقة والمناطق المحيطة بها، ما أكسب الكتاب مصداقية ودقة.

وتناول الهاملي فن «المالد»، الذي يعد من الفنون التي تميزت بها إمارتا دبي وأبوظبي على وجه الخصوص، وعلى الرغم من انتشار هذا الفن في المنطقة إلا أنه على وشك الاندثار بعد رحيل الجيل الذي شهد «المالد» على يديه قمة ازدهاره وانتشاره وجماله، حيث كانوا يستمتعون بأداء هذا الفن السامي، لما يمثله لهم من روحانية وحب في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم.

الحفل تضمن عدداً من الفعاليات منها لوحات جمالية حول فن المالد «في استذكار سيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» العطرة، وكلمات شجية في مدح النبي، حيث قدمت اللوحات من قبل فرقة الإمارات لفن المالد، وهي لوحات تبرز عمق وأصالة الموروث، والحفاظ على التراث الإسلامي والاجتماعي، حيث إن المالد هو الاحتفال بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أداء الأناشيد، وقراءة قصة ولادته، وهو موروث إسلامي قديم، ترجع جذوره إلى استقبال أهل المدينة المنورة للنبي الكريم، عند قدومه مهاجراً إليها من مكة المكرمة، إذ يعد «المالد» من الموروث الإماراتي المتعلق بالجانب الروحي والمحتشد يقيم المحبة والتسامح، والتعريف بشخصية نبي الرحمة، ويدعو للتراحم المجتمعي، والجمال والفن، إذ إن جذور المالد والاحتفال به تعود إلى أهل التصوف، وتضمن حفل التوقيع لفتات ومشهديات وصوراً تعكس تلك المعاني الروحية والجمالية السامية.

*خصوصية

الكاتب عبد الغفار حسين، قام في ختام الحفل بالتوقيع على الكتاب، وإهداء نسخ للحضور، ويشير المؤلف إلى أن الإصدار يحتفي بالخصوصية الثقافية والجمالية، حيث أوضح في الكتاب أن حياة كل شعب وأمة مهما صغرت أو كبرت، هي بعض الخصوصية المميزة التي قد لا يشاركها فيها الآخرون، وغالباً ما تكون من الموروثات الثقافية وأهمها الفولكلور، حيث تعمل تلك الشعوب على المحافظة عليها وصيانتها من الاندثار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kr3zu2p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"