عادي

هويدا الظنحاني.. تسرد قصصها بصدق البوح

16:36 مساء
قراءة دقيقتين
هويدا الظنحاني
هويدا الظنحاني
الشارقة: أشرف إبراهيم
تعنى القاصة الشابة هويدا الظنحاني في كتاباتها بالتفاصيل فهي تولد الدهشة وتخلق عوالمها السردية بتقنيات جمالية تستوعب تناقضات الحياة، فتجسد النماذج الإنسانية التي تستعرضها في قصصها القصيرة بتدفق وسلاسة، ومن ثم العناية برصد التفاصيل بإيقاع مكثف يبرز الألم والفرح والحزن والبكاء، والحب والألفة بإتقان، ما يجعل من المشاهد التي ترويها تفيض بصدق البوح وبتأثير نافذ على من يقرأ هذا النوع من السرد القصصي الذي يجنح إلى استخدام تقنيات سينمائية عفوية، حيث تلون كتاباتها بمواقف تتفاقم فيها المعاناة أحياناً في إطار بناء محكم محمل بالدلالات التي تعزز جمالية أسلوب الكتابة لديها.
في رصيد هويدا الأدبي ثلاث مجموعات قصصية هي«رصيف أسفل القلب»، «شغب موارب»، و«نهايات مؤجلة» وفي المجموعة الأخيرة اتسعت لديها رقعة السرد وتخلت قليلاً عن التكثيف اللفظي الذي انتهجته منذ البداية نظراً لطبيعة الحكاية نسجتها آنذاك وبما يتطلب التوسع في عملية السرد.
وتحاصر القاصة الأمكنة العتيقة فهي مأخوذة بها، فتتأمل زمنها كلما أتيحت لها فرصة السفر إلى بلدان بعيدة، ما يجعلها مرتبطة بعقارب ساعتها وهي تعود معها إلى الوراء لتستقرئ تاريخها ببطء، فضلاً عن شغفها بالأوجه التي تتأملها في مسارات المدن وشوارعها، فتلتقط بشفافية خيوطاً مثقلة بالأشجان لتطوعها في قصصها، فهي لا تفرح بكتابة بدايات القصص القصيرة بقدر ما تشعر بأنها أنجزت شيئاً من رحيق القلب عندما تخط النهايات بعناية مرحبة بعبارات الوداع على لسان أبطال قصصها، وهي حالياً تجمع قصاصاتها المتناثرة بين أوراقها لتعيد ترتيب ما كتبت، بخاصة أن لديها أكثر من 40 قصة قصيرة لم تنشر بعد، تروي فيها ما راقبته عينها من مشاهد ترامت لها على صفحة الحياة، وفي متاهات أمكنة التيه والغياب، لتختبر نفسها من جديد في سياقات قصصية فيها حركة وأسئلة مفتوحة على المستقبل، حيث يغلب على هذه القصص التي كتبتها بأسلوب مغاير طابع تكثيفي أحياناً يقطر بامتدادات إنسانية تفيض بالوجع، وتتجسد من تفرعات تكتسي بلهيب الحياة والمعاناة، لكن هذه القصص لم تغب عنها النظرة الحانية في تجسيد العواطف الداخلية برهافة وحب.
تحاول هويدا الظنحاني أن تجرب السرد القصصي القصير في مناطق أخرى، ومن ثم تبحث عن نوافذ تطل منها على القارئ من زوايا مختلفة، فهي تسترجع ذكريات، وتغوص في وصف المرارة المتراكمة في الذات الإنسانية جراء المشاغبات والانكسارات، وكأنها تجسد لوحة رمادية بأداء سريع وخاطف، لكنها مؤثرة من الناحية التقنية، إذ تنوي جمع القصص المتوافقة في الفكرة والمضمون إلى حد ما لنشرها في كتاب، خصوصاً أنها تكتب بشكل يومي وتقرأ في الآن ذاته، حيت ترجع سبب ميلها لتكثيف العبارة في قصصها القصيرة إلى قراءتها المستمرة للشعر العربي والغربي معاً، ومن ثم محاولة الاطلاع على أدب الآخر لاكتشافه بتخير نماذج عالمية في الكتابة السردية والثقافات الأخرى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryxypdr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"