عادي

قصص من الأدب النسوي العالمي

20:00 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

يستخدم مصطلح «الأدب النسوي» للتعبير عن نمط من الأدب، مخصص لطرح قضية من قضايا المرأة، وذلك بهدف تسليط الضوء على بعض أنماط السلوك المجتمعية، التي تمثل ظلماً للمرأة، وتحول دون المساواة بينها وبين الرجل، وعلى الرغم من أن بعض النقاد يرفضون اعتبار نمط معين من الأدب «نسوياً» لما في ذلك من حط من قدر المرأة، في رأيهم؛ لأن الأدب ينبغي أن يكون إنسانياً في المقام الأول، ويجب ألا يرتبط بجنس الكاتب، فإن هناك نقاداً وكتاباً آخرين يعتقدون أن المرأة في الأدب النسوي أو أدب المرأة عموماً، تكون لها خصوصيتها، بغض النظر عما إذا كان كاتب النص رجلاً أم امرأة.

بدأ الأدب النسوي في الظهور نتيجة الحركات التي طالبت بحقوق المرأة، كما تؤكد ترجمة الدكتورة رانيا يحيى عبد المجيد لكتاب «قصص مختارة من الأدب النسوي»، وقد ظهر هذا النمط الأدبي في الغرب أولاً نظراً لأنه كان منشأ تلك الحركات، فقد أصدرت جين أوستن على سبيل المثال، روايتها «كبرياء وهوى» في عام 1813 وناقشت قضية الزواج في الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتمّت مناقشة القضية ذاتها في رواية «جين إير» التي أصدرتها شارلوت برونتي في عام 1847.

كما أصدر الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن مسرحيته «منزل الدمية» في عام 1879، وتناقش حق المرأة في أن تكون لها شخصيتها المستقلة، دون أن تكون خاضعة لسيطرة رجل، يملي عليها إرادته، بالإضافة إلى عدد من الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة والقصائد التي تم إصدارها في تلك الفترة.

تتضمن هذه المجموعة، ترجمة لعدد من القصص القصيرة الصادرة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، والتي تسلط الضوء على وضع المرأة في المجتمع الغربي، وتطرح عدداً من القضايا، بهدف لفت الأنظار إلى احتياجات المرأة ومعاناتها.

من هذه القصص «ورق الحائط الأصفر» للكاتبة شارلوت بيركنز جيلمان، وتدور حول امرأة شابة تعاني من عدم وجود تفاهم بينها وبين زوجها الطبيب المرموق الذي يصر على أنها مريضة، ومن ثم يقرر اصطحابها في رحلة علاجية إلى منزل بعيد لا يختلف كثيراً عن السجن، لتقضي حياتها في غرفة تقشر ورق الحائط الأصفر فيها، فتبدأ في تخيل امرأة محبوسة خلف ذلك الورق، وتجاهد للخروج، وتبدأ في تقشير ما تبقى من الورق، ما يسفر عن مفاجأة تصيب زوجها وشقيقته بالذهول.

وتدور قصة «إيفلين» للكاتب جيمس جويس حول فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، تعيش مع والدها وشقيق لها بعد وفاة والدتها وشقيقها الآخر، تجلس بجوار النافذة لتتأمل الحياة في شرود، وتتخيل حياتها بعد هروبها مع حبيبها، إلا أن ترددها في اللحظة الحاسمة، التي تلتقي فيها مع حبيبها، يقلب الأمور رأساً على عقب.

وفي قصة للكاتبة سوزان جلاسبيل تدور الأحداث حول العثور على جثة السيد رايت الذي قام أحدهم بلف حبل حول رقبته أثناء نومه، وتتجه أصابع الاتهام جميعها إلى زوجته التي تظل صامتة تراقب الموقف في عدم اكتراث، كما لو كان الأمر لا يعنيها.

وفي قصة «الآنسة بريل» للكاتبة كاثرين مانسفيلد تدور الأحداث حول امرأة متوسطة العمر، تعيش وحيدة، وتخرج في أيام الأحد إلى الحدائق، لتراقب الناس كما لو كانت تعيش حياتها من خلالهم، ودائماً ما ترتدي معطفها، المصنوع من الفراء، صديقها الوحيد في هذا العالم، على الرغم من جمال الطقس في فصل الربيع، لكنها تنهار في إحدى اللحظات، وتعترف بينها وبين نفسها بالحقيقة المؤلمة، التي طالما حاولت تجاهلها.

وهكذا تدور القصص حول شخصيات نسائية، ففي إحدى القصص تدور الأحداث حول امرأة متوسطة العمر، تعاني من سوء معاملة زوجها لها، وفي قصة أخرى تدور الأحداث حول امرأة شابة تحضر حفلاً مع زوجها، وترى أثناء الحفل آخر رجل تتمنى رؤيته، فتطلب منه التحدث إليه على انفراد.

وتدور قصة سومرست موم «عقد من اللآلئ» حول سيدة تتم دعوتها على العشاء في منزل الأسرة، التي تعمل لديها، فتأتي وهي ترتدي حول عنقها عقداً، يخلب الأبصار، ويفاجأ الجميع برجلين يأتيان لاصطحاب السيدة، فيعتقد المدعوون أنهما شرطيان، ويعطون أنفسهم الحق في أن يسيئوا إلى السيدة لإشباع رغبتهم في النميمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"