عادي

تلوث الهواء يقطع أنفاس الأطفال في نيودلهي

18:52 مساء
قراءة دقيقتين
نيودلهي - (أ ف ب)
يضع أيانش تيواري الذي لم يتجاوز شهره الأول، قناعاً بخاخاً على وجهه الصغير، إذ يعاني صعوبات تنفسية يعزوها الأطباء إلى استنشاق الهواء السام الذي يُلبّد أجواء العاصمة الهندية كل شتاء.
وقد أرغمت حالة الطفل أيانش المقلقة والديه على نقله إلى غرفة الطوارئ في مستشفى تشاتشا نهرو بال تشيكيتسالايا الحكومي.
وكحاله تماماً، يواجه جميع الأطفال في غرفة الطوارئ المتواضعة هذه صعوبة في التنفس. ويعاني الكثير منهم الربو والالتهاب الرئوي. وتتفاقم هذه الظروف مع ارتفاع معدلات تلوث الهواء إلى ذروتها بسبب عمليات الحرق الزراعي والانبعاثات الناجمة عن المصانع والنقل البري في المدينة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة.
وتقول جولي تيواري، والدة أيانش التي تسعل بين ذراعيها «هذا الضباب السام موجود في كل مكان».
وبلغ مستوى جسيمات «بي ام 2,5»، وهي جزيئات دقيقة مسرطنة تخترق الرئتين والدم، الخميس، 390 ميكروغراماً لكل متر مكعب من الهواء، أو 25 ضعف الحد الأقصى للمستوى اليومي الموصى به من منظمة الصحة العالمية.
أمراض الجهاز التنفسي
وقالت الأم البالغة 26 عاما لوكالة فرانس برس وهي على وشك البكاء «أحاول إبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة قدر الإمكان. لكننا نتنفس السم طوال الوقت. أشعر بالعجز الشديد».
وعزت دراسة نشرتها مجلة «ذي لانست» الطبية عام 2020، 1,67 مليون حالة وفاة في العام السابق إلى تلوث الهواء في الهند، بينها ما يقرب من 17 ألفاً و500 حالة في العاصمة.
وتقول دوليكا دينغرا، وهي طبيبة أمراض الرئة لدى الأطفال ومديرة المستشفى «هناك ازدحام كبير في غرف الطوارئ لدينا في هذا الوقت».
وتوضح الطبيبة أن الأطفال أكثر عرضة لتلوث الهواء لأن الدماغ والرئتين، من بين الأعضاء الحيوية الأخرى، لم تتطور بشكل كامل لديهم.
وبحسب دراسة نُشرت نتائجها في مجلة «لانغ إنديا» في عام 2021، يعاني ما يقرب من واحد من كل ثلاثة تلاميذ في نيودلهي من الربو وانسداد مجرى الهواء.
إن معدلات التنفس لدى الأطفال أعلى من البالغين، ما يعني أنهم يستنشقون هواءً أكثر سمية، وفق الطبيبة دينغرا.
وتضيف الطبيبة «هم لا يستطيعون الجلوس ساكنين، بل يتحركون ويركضون ويزداد معدل تنفسهم في الوقت نفسه، ما يعرضهم أكثر لآثار التلوث».
وتضيف «هذا الموسم صعب للغاية بالنسبة لهم، فهم بالكاد يستطيعون التنفس».
ويعاني الطفل محمد أخلاد، البالغ 11 شهراً، من التهاب رئوي منذ ثمانية أيام.
وتقول والدته تشاندني بيغوم، فيما طفلها الرضيع الشاحب والهزيل يجلس في حضنها «لقد كان طفلاً سعيداً. لكن جلّ ما يفعله منذ أيام هو البكاء والسعال».
وتضيف ربة المنزل التي تعيش في أحد الأحياء الفقيرة في المدينة «لا يمكننا الهروب من هذا السم الموجود في الهواء والذي يصيبنا بالمرض».
وبحسب سيما كابور، طبيبة الأطفال، فإن المرضى يتدفقون بوتيرة ثابتة منذ انخفاض درجات الحرارة وتراكم الملوثات بالقرب من الأرض.
وتقول «تمثّل أمراض الجهاز التنفسي ما بين 30 إلى 40% من إجمالي المرضى» في المستشفى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43e6xftd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"