عادي
آداب إسلامية

قواعد الزيارة

22:51 مساء
قراءة 3 دقائق

تبادل الزيارات بين عامة المسلمين له آداب وقواعد يجب توافرها، حتى تحقق الغرض منها، وهو زيادة التودد، وتآلف القلوب وإشاعة المحبة والمودّة، وتقوية الروابط وصلة الأرحام، وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على مُخالطة الناس، فقال: «الْمُؤمنُ الذي يُخَالِط النَّاس، ويصبِرُ على أَذاهُم؛ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ» (رواه ابن ماجه)، وعلى الزائر أن يحترم المكان الذي سيذهب إليه، ويحسن التعامل مع أصحابه بما يتماشى مع أحكام الشريعة.وعن الإتيكيت الإسلامي والآداب الشرعية في الزيارة يقول الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر، إن الإسلام وضع ضوابط عدة للزيارة منها أن تكون خالصة لوجه الله وبنيّة حسنة، تساعد على زيادة الألفة والمحبة وصلة الأرحام بين البشر، أيضاً لا يصح أن تكون بهدف النفاق والرياء والتقرب لأصحاب العمل، أو مديري المصلح أو الهيئة أو الجهة العامة والخاصة بغرض الحصول على ترقية، أو السعي نحو حصد منفعة أو خدمة ما بطرق غير مشروعة.

على ألا يكون وراءها هدف خبيث أو تدبير مؤامرة أو الوقيعة بين الناس أو تلصص أو الزيارة لعلة التحريض على فعل منكر أو فاحشة أو للخوض في أعراض الناس بالغيبة والنميمة، قال الحق تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوه وَاتَّقُوا اللَّه إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (سورة الحجرات – الآية 12).

ويستحسن في الزيارة أن تكون بموعد مسبق، بأن يعلم الزائر صاحب المنزل بالزيارة ليختار له الموعد المناسب لاستقباله، ووسائل الاتصال الحديثة أتاحت الفرصة لإخبار المَزور بالزيارة، أما إن حالت الظروف دون إيجاد وسيلة لأخذ موعد، وهناك ضرورة ملحة للزيارة، فإن للضرورة حكمها.

ويجب على الزائر عند الوصول إلى مكان الزيارة أن يطرق الباب ويمكث جانباً، بعيدًا عن الباب حتى لا يكشف ستر البيت، فإن رفض صاحب البيت تلك الزيارة، فحينها لابد للزائر أن يرجع ولا يحق له أن يصر على الدخول، مصداقاً لقوله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُم وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (سورة النور – الآية 28).

أما إذا وجد ترحاباً من أهل البيت بمجيء الضيف، فمن الأدب أن يسلّم الزائر على أهل البيت بتحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

وعلى الزائر إذا دخل بيتاً بغرض الزيارة أن يغض بصره، فلا ينظر إلى جوانبه أو يحدق عينيه هنا وهناك، ما فيه تتبع لعورات المنزل، كما أنه لابد من أن يلتزم بالمكان الذي يحدده له صاحب البيت للجلوس فيه.

ألا يتعمد الإنصات إلى أمور تخص أهل المنزل، وواجب عليه التحلي بالأمانة في ما رأى أو سمع شيئًا من أسرار المستضيف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته» أخرجه ابن ماجه.

والزيارة عادة ما تكون ذات طابع اجتماعي وأسرى، كنوع من صلة الأرحام مثل زيارة الأشقاء أو أهل الزوجة، أو صداقة عمل أو جوار، أو بغرض قضاء حاجة، أو أداء مهمة أو طلب شيء ما، فمن الأصول أن لا تطول الزيارة وأن يتم إنهاؤها في أسرع وقت وأن تكون بمقدار الحاجة، إذا تأذى منها المَزور لعلة انشغاله بوقت عمل، أو ارتباطه بموعد، ويستحيي من إنهاء الزيارة أو العزومة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/342z3hnv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"