حوار: شيخة النقبي
أكد أحمد باهارون، نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي، في حوار مع «الخليج» أن الإمارات أدركت في وقت مبكر ضرورة مشاركة المعلمين في حل أزمة المناخ، مشيراً إلى إطلاق خريطة طريق «شراكة التعليم الأخضر في دولة الإمارات».
حول دور المعلمين في تعزيز جهود الحفاظ على البيئة قال: أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة ضرورة مشاركة المعلمين في حل أزمة المناخ، لذا أطلقت في إبريل/ نيسان الماضي خريطة طريق شراكة التعليم الأخضر في دولة الإمارات، لتعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى مبادرة «صوت المعلمين»، التي تهدف إلى نشر آراء ومطالبات الطلاب والمعلمين، وتمثل هذه المبادرات جزءاً من البرامج البيئية الجاري تنفيذها في الوقت الذي تستعد فيه الدولة لاختتام عام الاستدامة باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ«COP28» نهاية نوفمبر الجاري، وسيؤدي التعليم دوراً أساسياً في هذا المؤتمر أكثر من أي مؤتمر آخر في التاريخ، مع إنشاء أول جناح تعليمي متخصص على الإطلاق.
التعليم الأخضر
وأضاف أن منصة التعليم الإلكتروني الخضراء عبارة عن منصة أطلقتها هيئة البيئة بأبوظبي، أكبر جهة تنظيمية بيئية في الشرق الأوسط، وتعتبر أول أداة تعليمية إلكترونية مخصصة للمواضيع البيئية في المنطقة، بهدف تعزيز المعرفة والوعي البيئي، وذلك إدراكاً منها لأهمية السلوك الفردي في إحداث التأثير الحقيقي على تغير المناخ، وأن للتعليم دوراً مهماً في تغيير الإجراءات والتوجهات، وتتيح هذه المنصة للطلاب والمعلمين إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من وحدات التعلم المصممة خصيصاً لتناسب الشباب من خلال مقاطع الفيديو، لإضفاء مزيد من الجاذبية والمساعدة على تعزيز الدعوة إلى التغيير الإيجابي، ومنذ إطلاقها في عام 2022، شهدت المنصة نجاحاً كبيراً، حيث بلغ عدد مستخدميها أكثر من 712 شخصاً وقدّمت 194 شهادة.
التربية البيئية
وحول المؤتمر العالمي للتربية البيئية الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي 2024 قال: «هو أحد أهم الأحداث العالمية التي تجمع خبراء التعليم البيئي في جميع أنحاء العالم، ويُعقَد في الفترة من 29 يناير/كانون الثاني إلى 2 فبراير/ شباط المقبل، ويمثِّل حركةً تحولية في التعليم البيئي من أجل مستقبل أكثر اخضراراً، ويشهد وجود خبراء لاستعراض أفضل الممارسات وتبادل الخبرات ومناقشة البحوث المتعلقة بأساليب التعليم البيئي ونتائجه، وسيكون للمؤتمر دور محوري في رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية الحيوية، وتأكيد الموارد المشتركة في الشرق الأوسط، وضمان استدامتها للأجيال القادمة».
عنصر أساسي
وأضاف: «يتولى المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية، قيادة عملية إحداث ثورة في التعليم البيئي، حيث يقع الشباب في قلب هذا التحول، لذا يعد عنصراً أساسياً في هذا البرنامج الذي يستمر لمدة خمسة أيام، أربعة منها لمناقشة المحاور الرئيسية، ويوم للجولات الترفيهية، ويهدف الحدث، من خلال التزامه بالعمل حافزاً للتغيير، إلى تعزيز التدابير والإجراءات الرامية لحماية مستقبل الكوكب والاعتراف بدور التعليم في إيجاد الممارسات المستدامة وصياغتها».
المدارس المستدامة
وقال: «يتجلى تفاني هيئة البيئة بأبوظبي في مجال التعليم البيئي في«مبادرة المدارس المستدامة»التي تم إطلاقها في عام 2009، وقد حققت المبادرة إنجازات كبيرة، حيث شارك فيها 267,919 طالباً من 130 مدرسة بحلول عام 2019، وفي إطار هذه المبادرة، عمل 24,750 طالباً على تقييم أثرهم البيئي، فيما شارك 29,700 طالب في النادي البيئي التابع لها، وشاركوا بنشاط في تحسين مجتمعاتهم. ونظمت مبادرة المدارس المستدامة أيضاً رحلات ميداني«عملية» بمشاركة 213,469 طالباً ووفرت التدريب والمواد المرجعية ل 4,646 معلماً، كما تمكن أعضاء المبادرة من تقليل كمية كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بلغت 97,200 كغ. ومارست هيئة البيئة دورها الرائد بتنظيم مسابقة «الماراثون البيئي» التي تقام سنوياً منذ عام 2001 داخل مدارس أبوظبي، لتعزيز التثقيف البيئي بين الطلاب، وقد شارك في المسابقة 91,7% من مدارس الإمارة.
تحويل المدارس والجامعات لتصبح معتمدة بيئياً
يقول أحمد باهارون، نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي:«في الوقت الذي تتخذ فيه وزارة التربية والتعليم خطوات كبيرة للوفاء بوعدها بتحويل 50% من مدارس وجامعات الدولة لتصبح معتمدة بيئياً، مع توفير التدريب لأكثر من 4,400 معلم، علينا تطبيق ذلك بعناية وفعالية في الفصول الدراسية، وتبلغ نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً أكثر من 80% من سكان منطقتنا، حيث يزيد عددهم عن 108 ملايين نسمة، ومن ثمّ يصبح التركيز على تعليم الشباب أكثر أهمية، وذلك مع إدراك قدرة الأطفال على تجاوز المعتقدات السياسية الراسخة والتخلص من أفكار الأجيال الأكبر سناً، إضافة إلى ذلك، يوفر تأثير الأطفال في آراء والديهم فرصة هائلة للتعليم الدائري وتغيير السلوكيات، وربما يكون التعليم بين الأجيال أكثر تأثيراً من وضع السياسات أو القوانين، حيث يقدم مساراً أساسياً لإلهام التحرك والعمل، سواء كان ذلك من خلال زيادة الوعي بشأن استهلاك الطاقة، أو اختيار السيارة التي يجب شراؤها».
