عادي

النوافذ الزجاجية الملوّنة في هافانا فنّ عريق

17:08 مساء
قراءة دقيقتين
ميريل فاسكيز أمام نافذة زجاجية (أ.ف.ب)
يسهم خبراء ترميم النوافذ الزجاجية الملوّنة في العاصمة الكوبية هافانا في الحفاظ على فن ازدهر في كوبا على مر القرون، وأصبح ميزة قيّمة لعمارتها، يقوم على لعبة التفاعل الساحر بين اللون والضوء.
وتقول ميريل فاسكيز (44 عاماً)، أستاذة ترميم الزجاج الملون في مدرسة هافانا للفنون والحِرف: «نريد إبقاء هذا الفن حياً؛ إذ إن عدم اندثاره سيكون أمراً رائعاً».
ومنذ بداية القرن العشرين، اختلطت في المساكن الكبيرة لعائلات هافانا الثرية أنماط مختلفة مستوحاة من أوروبا، ما وفّر تشكيلة واسعة من النوافذ الزجاجية الملونة، كانت في البداية تُستورَد من ورش عمل أجنبية في فرنسا وإسبانيا، قبل أن يبدأ تصنيعها في العاصمة الكوبية نفسها.
ويضمّ حي فيدادو الغني الذي وُلِد في تلك الحقبة أجمل منازل هافانا، ومعظمها مؤممة وهي اليوم في حالات مختلفة من الحفظ.
وتوضح ميريل فاسكيز التي أحصت نحو 500 نافذة زجاجية ملونة تاريخية في هذه المنطقة أن «الإنشاءات والثروات نمَت في الوقت نفسه».
وفي هذا الحي، كان كبار الأغنياء الذين جمعوا ثرواتهم خصوصاً من صناعة السكر، يتنافسون على إقامة أروع المنازل، ويتفننون في جمالياتها، ما أضفى على هذه المنطقة الخضراء رونقاً ساحراً. وتلاحظ الخبيرة أن تزويد البيوت بنوافذ زجاجية ملونة ينشر الانسجام.
فعلى سبيل المثال، زُيّنت الحديقة الشتوية لمنزل برجوازي شاسع في هذا الحي حُوِّل إلى متحف، بنافذة زجاجية ملونة كبيرة ذات زخارف نباتية، تجمع بين الأوبالين والرمادي.
وفي مسكن فخم آخر بات المقر الرئيسي لنقابة الصحفيين الكوبيين، زُيّن الدرج بنافذة زجاجية ملونة مصنوعة في ورش عمل عائلة شامبينيول الفرنسية الشهيرة في هذا المجال.
إلا أن مناخ كوبا الذي يتميّز بنسبة رطوبة تصل إلى 85% وبتغيرات مفاجئة في درجات الحرارة خلال موسم الأمطار، يُعد «مؤذياً جداً» للنوافذ الزجاجية الملونة، على ما توضح فاسكيز التي تشرف على فريق من خمسة شبان كوبيين، تدربوا في ورشة عمل مدرسة هافانا للفنون والحِرف على تنفيذ أعمال ترميم هذه النوافذ.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4k5xc22a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"