القاهرة: «الخليج»
كريستين بارنيت أم عبقرية اختارت دخول التاريخ من أوسع أبوابه، تجاهلت تماماً ما قاله الخبراء عن ابنها، وانصاعت لغرائزها الخاصة كأم، ومع مرور السنوات توصلت إلى نتائج مذهلة، فالأطباء أعلنوها صراحة أن «الابن» مصاب بمرض التوحد، عندما كان في الثانية من عمره، وقالوا إنه لن يتمكن من الحديث طوال حياته.
قامت «بارنيت» بتجربة برامج تربية خاصة، وطرق علاجية تهدف لمعالجة حدود قدراته، وعندما قال لها المدرسون إنه لا يوجد أمل، اتخذت مسارها الخاص، فبدلاً من التركيز على حدود قدرات الابن، قامت برعاية هواياته، والآن جيكوب في طريقه للحصول على جائزة نوبل، لعمله في مجال الفيزياء النظرية.
تقول بارنيت: «كان يحب السلوكيات المتكررة، كان يلعب بالكوب وينظر إلى الضوء، ويقوم بعكس الضوء على الحائط لساعات متواصلة، وبدلاً من أخذه بعيداً كنت أعطيه 50 كوباً ممتلئة بالمياه على مستويات مختلفة وأجعله يستكشف.. كنت أحيطه بكل ما يحبه».
تضيف: «كلما مارست هذا الأمر ازداد نجاح الموضوع.. وفي إحدى الليالي تحدث جيكوب.. كان كالموسيقى لأن الجميع قالوا إن هذا أمر مستحيل الحدوث» والآن يدرس الفيزياء النظرية، ومعدل ذكائه أعلى من آينشتاين.
*قصة لا تصدق
تحكي بارنيت قصتها التي لا تصدق في كتابها «الشرارة.. قصة أم مع التربية والعبقرية والتوحد»، ترجمه إلى العربية عبد الرحمن الفدح السيد، وتستهل كتابها من محاضرة الفيزياء، حين كان ابنها يجلس في آخر القاعة، والطلاب يكتبون، وتتصاعد أصوات نقاشاتهم، إنها أول مواجهة للابن مع المسألة الفيزيائية لكنه يبدأ في الحل دون توقف، وتتدفق الأرقام بطلاقة وسرعة من قلمه، وخلال لحظات يتوقف الجميع عن محاولة حل المسألة، ويحدقون في هذا الطفل الصغير.
لكنه لا يلاحظ المتفرجين، لأنه منغمس بسعادة مع الأرقام والرموز التي بدأت تنتشر على السبورة، وسرعان ما يبدأ في شرح المسألة على طريقة أستاذه، وفي غضون دقائق اجتمع الطلاب في مقدمة القاعة حول الطفل الصغير، الذي يشير إلى خدعة وجدها في المسألة، ويشرحها للطلاب، وهو في قمة حماسه.
انتهى وقت المحاضرة ومد الأستاذ يده مصافحاً: «سيدة بارنيت أريد أن أخبرك عن مدى استمتاعي بوجود جيكوب في محاضرتي، إنه يخرج أفضل ما في الطلاب الآخرين، فلم يسبق لي أن رأيتهم ملتفين حول أحد مثل اليوم، وحتى أكون صريحاً معك أنا لا أعتقد أنني سأتمكن من فعل ما فعله ابنك بهم».
تقول الأم: «اسمي كريستين بارنيت ويعد ابني جيك، تدليل جيكوب، معجزة في الرياضيات والعلوم، لقد بدأ في أخذ دورات على مستوى الجامعة في الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء، وهو في الثامنة من عمره، وقبلته الجامعة في سن التاسعة، وبعد فترة وجيزة بدأ العمل على نظرية فريدة في مجال النسبية، لقد كانت المعادلات التي يعمل عليها طويلة جداً، حتى إنها تجاوزت السبورة العملاقة إلى نوافذ منزلنا».
لم تكن كريستين بارنيت متأكدة من الطريقة الأنسب لمساعدة ابنها، فسألت عما إذا كان هناك من يرغب في عرض أعماله عليه، فاتصلت بفيزيائي مشهور، ووافق على مراجعة أعمال جيك بشكل دوري، وأكد أن جيك يعمل بالفعل على نظرية فريدة وإذا ثبتت صحتها فستضعه في قائمة الفائزين بجائزة نوبل.
في صيف ما وعندما كان جيك في الثانية عشرة، عينته الجامعة باحثاً مدفوع الأجر في الفيزياء، وبحلول الأسبوع الثالث وهو في الوظيفة كان جيك قد حل مشكلة قائمة في نظرية الشبكية الرياضية، وهو العمل الذي نشر لاحقاً في مجلة رفيعة المستوى، وفجأة انتبهت الأم إلى أنه ليس من الطبيعي أن يكون طفل في عمره في الجامعة، هي تعلم أنه ذكي وقدراته في الرياضيات والعلوم متقدمة، لذلك شعرت بالحيرة عند ظهور وسائل الإعلام والمراسلين الذين يرغبون في الحديث مع جيك والأسرة.
* رحلة أمل
هذا الكتاب يروي قصة رحلة تلك الأم مع ابنها، ويتعلق بقوة الأمل والاحتمالات المبهرة التي يمكن أن تحدث عندما نبقي عقولنا منفتحة، ونتعلم كيفية الاستفادة من الإمكانات الحقيقية التي تكمن داخل كل طفل.
بحلول عام 2013 كان جيك قد أكمل جميع برامج الرياضيات والفيزياء في جامعة أنديانا، وفي عيد ميلاده الخامس عشر دخل سلسلة من اختبارات القبول الصارمة وسرعان ما أصبح أصغر شخص يتم قبوله على الإطلاق في برنامج «العلماء الدوليون» في معهد بريميتر للفيزياء المتقدمة، الحائز الجائزة الثانية كأفضل مؤسسة لدراسة الفيزياء النظرية في جميع أنحاء العالم.
كريستين بارنيت أم عبقرية اختارت دخول التاريخ من أوسع أبوابه، تجاهلت تماماً ما قاله الخبراء عن ابنها، وانصاعت لغرائزها الخاصة كأم، ومع مرور السنوات توصلت إلى نتائج مذهلة، فالأطباء أعلنوها صراحة أن «الابن» مصاب بمرض التوحد، عندما كان في الثانية من عمره، وقالوا إنه لن يتمكن من الحديث طوال حياته.
قامت «بارنيت» بتجربة برامج تربية خاصة، وطرق علاجية تهدف لمعالجة حدود قدراته، وعندما قال لها المدرسون إنه لا يوجد أمل، اتخذت مسارها الخاص، فبدلاً من التركيز على حدود قدرات الابن، قامت برعاية هواياته، والآن جيكوب في طريقه للحصول على جائزة نوبل، لعمله في مجال الفيزياء النظرية.
تقول بارنيت: «كان يحب السلوكيات المتكررة، كان يلعب بالكوب وينظر إلى الضوء، ويقوم بعكس الضوء على الحائط لساعات متواصلة، وبدلاً من أخذه بعيداً كنت أعطيه 50 كوباً ممتلئة بالمياه على مستويات مختلفة وأجعله يستكشف.. كنت أحيطه بكل ما يحبه».
تضيف: «كلما مارست هذا الأمر ازداد نجاح الموضوع.. وفي إحدى الليالي تحدث جيكوب.. كان كالموسيقى لأن الجميع قالوا إن هذا أمر مستحيل الحدوث» والآن يدرس الفيزياء النظرية، ومعدل ذكائه أعلى من آينشتاين.
*قصة لا تصدق
تحكي بارنيت قصتها التي لا تصدق في كتابها «الشرارة.. قصة أم مع التربية والعبقرية والتوحد»، ترجمه إلى العربية عبد الرحمن الفدح السيد، وتستهل كتابها من محاضرة الفيزياء، حين كان ابنها يجلس في آخر القاعة، والطلاب يكتبون، وتتصاعد أصوات نقاشاتهم، إنها أول مواجهة للابن مع المسألة الفيزيائية لكنه يبدأ في الحل دون توقف، وتتدفق الأرقام بطلاقة وسرعة من قلمه، وخلال لحظات يتوقف الجميع عن محاولة حل المسألة، ويحدقون في هذا الطفل الصغير.
لكنه لا يلاحظ المتفرجين، لأنه منغمس بسعادة مع الأرقام والرموز التي بدأت تنتشر على السبورة، وسرعان ما يبدأ في شرح المسألة على طريقة أستاذه، وفي غضون دقائق اجتمع الطلاب في مقدمة القاعة حول الطفل الصغير، الذي يشير إلى خدعة وجدها في المسألة، ويشرحها للطلاب، وهو في قمة حماسه.
انتهى وقت المحاضرة ومد الأستاذ يده مصافحاً: «سيدة بارنيت أريد أن أخبرك عن مدى استمتاعي بوجود جيكوب في محاضرتي، إنه يخرج أفضل ما في الطلاب الآخرين، فلم يسبق لي أن رأيتهم ملتفين حول أحد مثل اليوم، وحتى أكون صريحاً معك أنا لا أعتقد أنني سأتمكن من فعل ما فعله ابنك بهم».
تقول الأم: «اسمي كريستين بارنيت ويعد ابني جيك، تدليل جيكوب، معجزة في الرياضيات والعلوم، لقد بدأ في أخذ دورات على مستوى الجامعة في الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء، وهو في الثامنة من عمره، وقبلته الجامعة في سن التاسعة، وبعد فترة وجيزة بدأ العمل على نظرية فريدة في مجال النسبية، لقد كانت المعادلات التي يعمل عليها طويلة جداً، حتى إنها تجاوزت السبورة العملاقة إلى نوافذ منزلنا».
لم تكن كريستين بارنيت متأكدة من الطريقة الأنسب لمساعدة ابنها، فسألت عما إذا كان هناك من يرغب في عرض أعماله عليه، فاتصلت بفيزيائي مشهور، ووافق على مراجعة أعمال جيك بشكل دوري، وأكد أن جيك يعمل بالفعل على نظرية فريدة وإذا ثبتت صحتها فستضعه في قائمة الفائزين بجائزة نوبل.
في صيف ما وعندما كان جيك في الثانية عشرة، عينته الجامعة باحثاً مدفوع الأجر في الفيزياء، وبحلول الأسبوع الثالث وهو في الوظيفة كان جيك قد حل مشكلة قائمة في نظرية الشبكية الرياضية، وهو العمل الذي نشر لاحقاً في مجلة رفيعة المستوى، وفجأة انتبهت الأم إلى أنه ليس من الطبيعي أن يكون طفل في عمره في الجامعة، هي تعلم أنه ذكي وقدراته في الرياضيات والعلوم متقدمة، لذلك شعرت بالحيرة عند ظهور وسائل الإعلام والمراسلين الذين يرغبون في الحديث مع جيك والأسرة.
* رحلة أمل
هذا الكتاب يروي قصة رحلة تلك الأم مع ابنها، ويتعلق بقوة الأمل والاحتمالات المبهرة التي يمكن أن تحدث عندما نبقي عقولنا منفتحة، ونتعلم كيفية الاستفادة من الإمكانات الحقيقية التي تكمن داخل كل طفل.
بحلول عام 2013 كان جيك قد أكمل جميع برامج الرياضيات والفيزياء في جامعة أنديانا، وفي عيد ميلاده الخامس عشر دخل سلسلة من اختبارات القبول الصارمة وسرعان ما أصبح أصغر شخص يتم قبوله على الإطلاق في برنامج «العلماء الدوليون» في معهد بريميتر للفيزياء المتقدمة، الحائز الجائزة الثانية كأفضل مؤسسة لدراسة الفيزياء النظرية في جميع أنحاء العالم.