لا للإساءة للأطفال

02:06 صباحا

د. موزة سيف الدرمكي*
ينطوي سوء معاملة الطفل على جميع أنواع إساءة المعاملة والإهمال دون سن 18 عاماً، ويمكن أن يكون ذلك من قبل أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية أو الآخرين (مثل المدرِّبين، أو المدرسين)، و الذي يؤدي إلى إيقاع الضرر على الطفل.

وإساءة معاملة الأطفال هي مشكلة خطيرة للغاية، وتؤثر في ملايين الأطفال على مستوى العالم. وهناك أنواع مختلفة من الإساءة، كل منها له تأثير في الصحة الجسدية والعاطفية والنفسية للطفل. وتعد الإساءة الجسدية أحد أنواع الإساءة، وتكون من خلال إيذائه بشكل متعمد وبطرق كثيرة من ضمنها اللكم والركل والهز وإحداث حروق وجروح في جسد ذلك الطفل.

أما الشكل الثاني من أشكال الإساءة، فيتمثل في الإساءة العاطفية وتكون من خلال تعريض الطفل لهجمات كلامية ومشادات أو تهديدات أو تلاعب عاطفي، وتشمل التقليل من شأن الطفل وإهانته وتعريضه للإحراج أمام الآخرين أو حرمانه من الحب والحنان، وتظهر علاماتها في انخفاض تقدير الطفل لذاته، وشعوره الدائم بالاكتئاب والقلق، مع احتمالية ظهور مشكلات سلوكية أخرى لدى ذلك الطفل.

وتمثل الإساءة الجنسية أحد أشكال الإساءة للأطفال وأكثرها بشاعة، حيث يتم من خلالها انتهاك طفولة وبراءة ذلك الطفل، ويحدث هذا النوع من الإساءة عندما يتم تحريضه أو إجباره على نشاطات جنسية من قبل شخص بالغ أو طفل أكبر، وتتضمن الاعتداء الجنسي أو تعريضه لمحتوى غير أخلاقي، وتظهر علامات هذا النوع في صعوبة المشي أو الجلوس، ووجود كدمات في جسده، وتغيرات سلوكية مثل الانسحاب والاكتئاب. ويمثل الإهمال شكلاً آخر من أشكال الإساءة للأطفال، حيث يحدث عندما يقوم الوالدان أو المربون بإهمال الطفل، من خلال عدم تلبية احتياجاته الأساسية كالطعام والمأوى والملبس والرعاية الصحية، وتظهر علاماته على الطفل في سوء التغذية وسوء النظافة والغياب المتكرر عن المدرسة.

وتجدر الإشارة إلى أن تحديد علامات الإساءة للأطفال صعب للغاية، فالأطفال وخاصة أصحاب الهمم، قد لا يفصحون عن الإساءة نتيجة الخوف أو التهديد، وقد لا تمكنهم قدراتهم اللفظية والتواصلية من التعبير عن ما يحدث لهم، وقد لا يدركون ما إذا كان الذي يحدث لهم صحيحاً أم خطأ.

وتشمل العلامات الشائعة لإساءة معاملة الأطفال الإصابات المتكررة وغير المبررة، التغيرات المفاجئة في سلوك أو مزاج الطفل، والخوف المفرط من الوالدين أو بعض الأشخاص، وقد تظهر لديهم أيضاً غيابات متكررة عن المدرسة أو درجات منخفضة مع فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة. فإذا كان لولي الأمر شكوك بشأن تعرض طفله للإساءة أياً كان نوعها، لا بد له من إبلاغ الجهات المختصة كالشرطة أو مؤسسات حماية الطفل، ففي كثير من البلدان تمثل الإساءة للطفل جريمة يعاقب عليها القانون.

* جامعة كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2s8cj3

عن الكاتب

دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة
أستاذ مساعد في جامعة كلباء، حاصلة على دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة، لديها خبرة تمتد 17 عاماً في تعليم وتدريب أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة العقلية واضطراب التوحد.
حصلت على عدد من جوائز التميز مستوى الدولة، منها: (جائزة خليفة التربوية، جائزة حمدان للتميز التربوي ، جائزة الشارقة للتميز التربوي، جائزة الناموس للتميز التربوي، جائزة مدامة للاستدامة البيئية، جائزة الفجيرة للإستدامة البيئية)، ولديها عدد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"