عادي

قصائد على قافية الشجن في بيت الشعر

19:58 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها يوسف عبدالعزيز من الأردن، ومحمد علي الخضور من سوريا، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، قدمت الأمسية سعاد شريدي من الجزائر، التي أشادت بالجهود التي يبذلها البيت في الفضاء الإبداعي، بخاصة أنه منذ سنوات طويلة وهو يضيء على تجارب تمتلك حضورها في المشهد الثقافي، وأن ما يقدمه البيت من أمسيات يرسخ العلاقة بين الشعر والمتلقي.

وقد حلقت قصائد الشعراء في فضاءات مختلفة، فتغنوا بالحب، وعبروا بالكلمات عن عواطفهم الإنسانية، ورؤاهم للحياة وبواطنها بإيقاعات موسيقية ظاهرة يغلب عليها الشجن.

افتتح القراءات الشاعر يوسف عبد العزيز، فقرأ في البداية قصيدة «أُنثى الرَّعد»، التي يقول فيها:

سيفٌ على عُنُقي ويُنكِرُني عذابي

والرّيحُ تقذفُ بي إلى الزَّمنِ المُرابي

هذا دمي مُدُنٌ تسلَّحَ رملُها

بالصَّمتِ، والأيّامُ فاتحةُ الخراب

كلّ النِّساء قَطَفْنَ من شجر الضّلوعِ

ثِمارَهُنَّ وَجُلْنَ في سُحُبي وغابي

كلِّ النِّساءِ خَلَعْنَ من قلبي العُروقَ

وَطِرْنَ من بينِ الأصابعِ كالسَّرابِ

وواصل عبدالعزيز القراءة، فقرأ على مسامع الجمهور قصيدة أخرى ذات حضور في رصيده الإبداعي هي «ذئب الأربعين» يقول فيها:

على ماءِ الصباحِ الرخوِ

والحب بكى حين رأى صورتَه الصفراء

في المرآةِ:

ليلٌ أسودٌ تحتَ الجناحينِ

فراشٌ ميِّتٌ في قفصِ الصدرِ

ورمحٌ في الجبين

وحده في النَّفَقِ المعتمِ

ذئب الأَربعين

يملأُ الأرض عواءً

ويشمُّ الميّتين.

الشاعر محمد الخضور قرأ في البداية قصيدة «طلل» التي يبلور من خلالها مشاهد درامية، فيقول:

غافِلْ بقاءكَ كنْ ظلَّاً لمن رحلوا

نحن الخرابُ الذي سمَّاك يا طللُ

حوصِرتَ بالاسم والمعنى يحاصرنا

تلهو بك الريِّح إذ يلهو بنا الأملُ

ما بين مبنى ومعنى شِبْهُ أحجيةٍ

تظلُّ في برزخ الأسماء ترتحلُ

أكلَّما أجهَضَتْ أيَّامنا أملاً

ندُسُّه في ثرى الفوضى ونبتهلُ.

ثم قرأ قصيدة أخرى مختتماً بها الأمسية حملت عنوان «موشح من أندلس القلب» التي استخدم فيها أدوات التصوير والترميز لتقريب تجربة خاصة، يقول:

مرُّوا على الرُّوح لم يوقفهمُ الحرسُ

كأنَّ وقع خطاهمْ فوقها نعسُ

وكنتُ روَّضْتُ حلمي كي يلاحقهمْ

فراوغوا الدَّرب حتى ضاعت الفَرسُ

كأنَّهم قطفوا الأصوات من شجر الرُّ

ؤيا فأينع في أغصانها الخرسُ

كانوا ندامى سكونٍ في ترحُّلهم ْ

يسقيهم السرَّ صمتُ السَّير والغلسُ.

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، المشاركين في الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mukdbmnd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"