عادي
فكرة العرض مستلهمة من فن شارلي شابلن

«سلافا سنو شو» عالم من الإبهار لجمهور دبي أوبرا

19:59 مساء
قراءة 3 دقائق
  • رسالة وفلسفة عميقة بلغة الجسد والأداء التعبيري

دبي: مها عادل

تستضيف دبي أوبرا على مدار 3 أيام متتالية بواقع 5 عروض مباشرة على مسرحها الرئيسي «سلافا سنو شو» عرضاً مسرحياً عالمياً حقق نجاحاً واسعاً على مدار عقود متتالية منذ بداية عرضه ببلدة صغيرة في روسيا عام 1993، بدأ العرض بدبي الجمعة 8 ديسمبر، ويستمر حتى 10 ديسمبر الجاري، ويقدم بالتعاون مع مجموعة برودواي إنترتينمنت.

ويتميز العرض بقدرته على مداعبة خيال الجماهير وحثهم على التفكير في حاضرهم ومستقبلهم واستعادة براءة الطفولة ومرحها، وقد حقق نجاحاً عالمياً في عشرات البلدان ومئات المدن مع آلاف العروض التي حصدت ملايين الإعجابات والتصفيق.

ويعتمد العرض على فن الأداء التعبيري والبانتومايم واستخدام لغة الجسد في التعبير والتواصل بين الفنان والجمهور وتتكامل به عناصر الإبهار من ديكورات ومؤثرات سمعية بصرية تخلق عالماً سحرياً يمتد للحضور بمجرد دخول القاعة.

وفي كواليس العرض الأسطوري، «الخليج» كانت حاضرة، للوقوف على اللمسات النهائية التي يضعها الفنانون قبل الصعود على المسرح ومعايشة الاستعدادات النهائية للعرض.

وتحدث فانيا بولينن، بطل العرض والمخرج الفني، الذي ورث حبه للفن من والده الذي أسس العرض منذ 30 عاماً، ليحدثنا عن ملامح العرض وفكرته، ويقول: «بدأت الفكرة كحلم في مخيلة والدي، حيث انطلقت عروض العمل الفني الذي لا يوجد له مثيل في العالم، كان في مدينة صغيرة في روسيا عام 1993، ليحقق نجاحاً غير مسبوق ينقله لمسارح لندن، مستقطباً أعداداً كبيرة من الجماهير من أنحاء العالم».

ويتابع: «فكرة العرض مستوحاة من أفلام شارلي شابلن، لأن والدي أحبه كثيراً، منذ أن كان عمره 5 سنوات، فمنذ هذه المرحلة من العمر كان يحلم بتقديم فنون أدائية تجمع بين الكوميديا والمرح والمضمون الهادف ليتبع خطى شارلي شابلن، العرض يتكون من فصلين كل منهما يحمل مجموعة من المشاهد والقصص المتنوعة التي تحمل أفكاراً وقصصاً مختلفة تخاطب مشاعر الجماهير، ويؤدي العرض 7 فنانين يؤدون دور المهرجين، كل أعضاء فريق العمل لا يزيدون على 15 شخصاً ما بين 7 عارضين والباقي من الفنيين خلف الأضواء».

وأضاف: «العرض يخلو من أي ديالوج أو كلام، وإنما يعتمد على لغة الجسد، والتفاعل بالإيماءات والتعبير بالوجه بين الفنانين والجمهور، لذلك نحن لا نعتمد على عمل تدريبات أو بروفات كثيرة قبل تقديم العرض، لأنه يعتمد في الأساس على التفاعل المباشر والعفوي مع الجمهور، وبدون الجمهور لا يوجد بروفة، بينما البروفات تقتصر على الفنيين مثل الإضاءة والديكور وغيرها لضبط المؤثرات السمعية والبصرية فقط».

وأشار إلى أن العمل الفني يتضمن كثيراً من المفاجآت للجمهور، مثل سقوط الجليد على الجمهور مباشرة في قاعة العرض، إلى جانب زيادة التواصل والتفاعل بين خشبة المسرح والحضور عن طريق شد انتباه الجميع بحركات بهلوانية مباغتة لتحقيق تفاعل فوري وعلاقة مباشرة بيننا تزيد من المتعة والتواصل مثل، كرات ضخمة خفيفة يتم قذها بين الجمهور والعارضين لخلق حالة من التوحد الكامل، ولذلك فهذا العرض من الصعب لأي أحد أن يدخله وينساه فهو يستفز المشاعر والأحاسيس الطفولية الدفينة والرغبة في المرح واللهو وتعيد الجمهور لحالة من العفوية والبراءة، فالجمهور شريك أساسي بالعمل، فالإبهار يبدأ من قاعة المسرح، وليس من خشبة المسرح فقط، فبمجرد دخولك إلى القاعة تجد نفسك في عالم سحري متكامل تصحبك إليه الإضاءة والموسيقى والصوت حتى يبدأ الديالوج الصامت بين العارضين والحضور.

ويقول برادفورد وست أحد أبطال العرض الذي يشارك في العرض منذ 17 عاماً، عن فلسفة العرض: «العرض يحمل فلسفة مهمة في الحياة، ويوصلها بطريقة بسيطة ومرحة عن طريق التفاعل مع الجمهور، والفلسفة هي كيف يستطيع الإنسان أن يستعيد فطرته السليمة ليتغلب على ضغوط الحياة وظروفها الطاحنة والأحداث التي تهزم براءته مثل الحروب والضغوط والديون والتزامات العمل وهي الأشياء التي تجعله لا يعرف كيف يجب عليه أن يعيش الحياة ببساطة وعفوية ومرح مع استثمار الوقت فيما يفيد، العرض يتكون من 15 مشهداً، وكل فرد في الجمهور يستقبل رسائل حسب احتياجاته وظروفه ومعظم الرسائل تصل بطريقة غير مباشرة».

وأضاف: «هذه المرة الأولى التي أزور فيها دبي وسعيد جداً بحالة الدفء والطقس المشمس والتقدم الثقافي والحضاري الذي يسود المدينة، وعلى الرغم من أن العرض يتضمن مشهداً لسقوط الثلج، فإن الثلج في دبي يبدو دافئاً ومحملاً بالطاقة الإيجابية التي تنتقل للجمهور وتجسد لهم ذكريات مؤسس العرض سلافا في روسيا، حيث كان يتم الاحتفال دائماً بنزول الجليد، فهو يمثل تبادل ثقافات وخبرات بين الشرق والغرب».

فانيا بولينن من داخل قاعة دبي أوبرا
برادفورد وست
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8jvut5e7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"