عادي
35 % زيادة في المساحة المزروعة بالأشجار

7 مبادرات لزراعة «القرم» بأبوظبي لتخفيف آثار تغيّر المناخ

00:22 صباحا
قراءة 5 دقائق

أبوظبي: شيخة النقبي

أطلقت هيئة البيئة أبوظبي 7 مبادرات لزراعة أشجار القرم في الإمارة خلال عام 2023، حيث تعد أشجار القرم من النظم البيئية الساحلية الحيوية التي توفر فوائد بيئية واقتصادية، فهي تساعد على التخفيف من آثار تغيّر المناخ، عن طريق امتصاص غازات الدفيئة وتخزين الكربون، كما أن لها دروراً مهماً في أبوظبي، حيث تدعم التنوع البيولوجي، وتحمي الموائل المجاورة لها مثل أحواض الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية، وتحسن جودة المياه، وتعزز السياحة البيئية، واهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بحماية البيئة البحرية والساحلية، وكان أول من أطلق برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم على سواحل إمارة أبوظبي.

خلال اللقاء الذي جمع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي، والأمير وليام، ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، في متنزّه قرم الجبيل في أبوظبي، أطلقت مبادرة القرم أبوظبي الهادفة إلى تعزيز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في الحفاظ على أشجار القرم، ويشرف على تنفيذ المبادرة هيئة البيئة أبوظبي، بالتعاون مع «جمعية علوم الحيوان» في لندن، لتصبح منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها، وإنشاء مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي، ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات.

تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة- أبوظبي، وفي إطار استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي ومبادرة القرم أبوظبي واستضافة دولة الإمارات لمؤتمر «COP28»، من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، في مدينة إكسبو دبي، أعلنت الهيئة إطلاق مبادرة «غرس الإمارات» لزراعة أشجار القرم لزوار المؤتمر.

زيادة

يشار إلى أن إمارة أبوظبي تحتضن 85% من مساحة أشجار القرم في دولة الإمارات، وفي جزء من استراتيجيتها، تعمل الهيئة على دراسة هذه الموائل الساحلية المهمة والمحافظة عليها، وقد شهدت أبوظبي زيادة في مساحة أشجار القرم على مدى العقود الماضية بسبب برامج إعادة التأهيل وزارعة أشجار القرم.

ومنذ إنشائها واصلت هيئة البيئة في أبوظبي الجهود عبر تنفيذ الكثير من برامج التشجير، بالتعاون مع شركائها المعنيين، التي شملت زراعة أشجار القرم وأثمرت زراعة 40 مليون شجرة قرم خلال ال 10 سنوات الماضية، في جزر ومناطق مختلفة، منها السعديات والجبيل وياس والحديريات وأبو الأبيض والظنة.

قوانين

ساعدت هذه البرامج على زيادة مناطق أشجار القرم بمقدار 64 كيلومتراً مربعاً، بالتوازي مع تطبيق قوانين الحماية الصارمة، حيث ازدادت مساحة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطى 35%، واليوم تصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلومتراً مربعاً بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.

الكربون الأزرق

يشار إلى أن هيئة البيئة أطلقت مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق الذي أسهم في دراسة أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي، بعزل الكربون، وأهمية موائل الكربون الأزرق والنظم البيئية، كشفت نتائج الدراسة عن أن أشجار القرم في أبوظبي تحتوي على 98 طناً من الكربون لكل هكتار، أي ما يعادل 1.7 مليون طن لمساحة 17,500 هكتار من أشجار القرم في أبوظبي. وفي عام 2020، نفّذت «الدراسة التجريبية السنوية لعزل الكربون بأشجار القرم» لتقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم، التي كشفت قدرتها على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنوياً، وهذا يعادل 8750 طناً أي ما يوازي استهلاك الطاقة في 1000 منزل سنوياً.

اتفاقية

ووقَّعت «بيئة أبوظبي» اتفاقية مع شركة جزيرة الجبيل للاستثمار، لتعزيز جهودهما المشتركة في الحفاظ على النُظم البيئية البحرية والساحلية، ومناطق أشجار القرم، وتهدف إلى إنشاء مركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل وتشغيله، ما يُسهم في الوصول إلى نتائج ملموسة لأبحاث النّظم الإيكولوجية والساحلية لأشجار القرم وسُبُل استعادتها، والحفاظ عليها، واستدامتها مستقبلاً.

ووفقاً للاتفاقية، ستتولّى الهيئة قيادة تطوير خطة العمل المُتعلّقة بمركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل، وتصميم وتنفيذ مبادرة القرم- أبوظبي، وتوفير الإشراف العِلمي لجميع الأنشطة المتصلة بزراعة أشجار القرم في إمارة أبوظبي، وتحديد الأولويات، وخطة العمل المرتبطة بالفعاليات التعليمية والتوعوية في إطار هذه المبادرة.

توفير الخبرة

وستتولّى الهيئة مسؤولية تأسيس شراكات لدعم أبحاث القرم على النطاقَيْن المحلي والعالمي، وتوفير الخبرة والإشراف الإداري لتنفيذ خطة عمل مبادرة القرم- أبوظبي، والتنسيق مع الشركاء من الهيئات الاتحادية والشركاء العالميين لتنفيذ خطة عمل المبادرة، ودعم ابتكارات الحفاظ على أشجار القرم، واستعادتها لحالتها الطبيعية بالتعاون المحلي والدولي.

وستُشرِف الهيئة على إدارة المشتل ومركز الزوّار اللذين ستنشِئهما شركة جزيرة الجبيل للاستثمار في مركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل، وستُنشِئ الشركة أيضاً مركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل، بالتنسيق مع هيئة البيئة- أبوظبي، وستدعم مبادرات زراعة أشجار القرم، واستضافة الجولات التعليمية والزيارات والفعاليات الميدانية.

إرشادات

ونفذت الهيئة بالتعاون مع شركة «ديندرا» العالمية المتخصصة في التكنولوجيا البيئية وبالشراكة مع «القابضة» (ADQ)، مشروع تطوير تقنيات مبتكرة لإعادة تأهيل أشجار القرم، ويندرج المشروع تحت مظلة مبادرة القرم- أبوظبي، الداعمة لاستراتيجية هيئة البيئة- أبوظبي للتغيّر المناخي لإمارة أبوظبي.

وبموجب هذا التعاون، توفّر الهيئة إرشادات مبنية على البيانات عبر خبرائها المتخصصين في زراعة أشجار القرم الذين نفّذوا مشاريع كثيرة لإعادة تأهيل أشجار القرم دمجت التكنولوجيا والمعرفة التقليدية بالبيئة المحلية، وتوفير خريطة الموائل التي طوّرتها الهيئة وتشمل جميع أنحاء الإمارة لدعم جهود إعادة التأهيل.

الطائرات المسيّرة

ومن جهة أخرى توفِّر «ديندرا» التكنولوجيا المتطورة والخدمات عبر تقنية الاستشعار عن بُعد، اعتماداً على الطائرات المسيّرة (الطائرات من دون طيار) في نهج يعتمد على البيانات بهدف تحسين عملية إعادة التأهيل وتحسين النتائج، وبعد التقييم وزراعة المنطقة، سيُجرى رصد جوي ومسوحات ميدانية للتعرّف إلى معدلات الإنبات بشكل أفضل، ومراقبة نجاح عمليات استعادة النظم البيئية. ويشمل التعاون أيضاً إجراء مسوح إضافية، عن طريق تقنية الاستشعار عن بُعد، لتعزيز معرفة الهيئة بأشجار القرم، ومواقعها، والمواقع المحتمَلة التي تحتاج إلى إعادة التأهيل، وإضافة طبقة إضافية من البيانات باستخدام التقنيات المتقدمة، ويشمل ذلك مراقبة 20 ألف هكتار من الأراضي عبر الطائرات المسيّرة المزودة بأجهزة استشعار فائقة الدقة (RGB) للحصول على بيانات متعددة الأطياف.

غابة الاتحاد

وأطلقت الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات، بالتعاون مع هيئة البيئة برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» لتقدم لضيوفها والشركات المتعاملة معها وشركائها فرصة تبني أشجار القرم بهدف خفض بصمتهم الكربونية.

وتماشياً مع مبادرة القرم- أبوظبي، يأتي برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» لدعم مشاريع حماية أشجار القرم في الدولة وتطوير مصارف الكربون والموارد الطبيعية لنزع الكربون من الغلاف الجوي بناء على شعار الشركة «من أبوظبي لأجل العالم».

إنجي

عقدت الهيئة شراكة مع شركة المرافق العالمية إنجي (ENGIE) لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع المسؤولية البيئية والمجتمعية للحفاظ على أشجار القرم في إمارة أبوظبي، وقد استخدمت تقنية الطائرات بدون طيار للمساعدة على مراقبة وتأهيل مناطق من موائل القرم في أبوظبي، بتقييم صحة أشجار القرم بالقرب من محطة «إنجي ENGIE» بمنطقة المرفأ في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، قبل البدء في زراعة آلاف من النباتات الجديدة ومراقبة نموها على مدار العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4r6affrm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"