عادي
تقرير لـ«إنترناشيونال إس أو إس»: الأزمات تحدّ من رفاه الموظّفين 2024

هل أنت منهم؟.. إنهاك الموظّفين ينعكس على الشركات

17:45 مساء
قراءة 4 دقائق
هل أنت منهم؟.. إنهاك الموظّفين ينعكس على الشركات
دبي: «الخليج»

يُتوقّع أن يستمر تأثير الأزمة العالمية في عام 2024، حيث تواجه المؤسسات عواقب الأحداث المناخية القاسية والمستمرة، وتصاعد عدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم، ما يؤدي إلى مستويات مُقلقة من الإنهاك لدى الموظفين.

ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن «إنترناشيونال إس أو إس» تحت عنوان «تقرير توقّعات المخاطر لعام 2024»، يتوقع 80% من كبار المتخصصين في إدارة المخاطر حول العالم ممن شملهم الاستطلاع، أن ينعكس إنهاك الموظّفين بشكل ملموس على الشركات في العام المقبل. ومع ذلك، يشعر 41% منهم بأنّ مؤسساتهم مستعدة للتعامل مع هذه المسألة. ويقدم التقرير نظرةً مفصّلة للتحديات الرئيسية، التي يجب على المؤسسات مواجهتها في عام 2024، بما في ذلك أزمة المناخ، وإمكانات الذكاء الاصطناعي، والتوقعات المتغيرة للموظفين، والاضطرابات العالمية.
وقالت سالي لويلين، مدير شؤون الأمن العالمي في «إنترناشيونال إس أو إس»: نتوقّع في عام 2024، أن المؤسسات ستواجه العديد من المخاطر، في ظلّ استمرار حالة عدم الاستقرار في تشكيل معالم المشهد الأمني العالمي، فعلى سبيل المثال، لا تزال فِرق إدارة الأزمات تعمل بشكل متواصل منذ بدء جائحة «كوفيد».

وأضافت: يُعدّ اتخاذ موقف استباقي بشأن إدارة المخاطر أمراً ضرورياً، حيث يتوقّع عدد كبير من المشاركين في الاستبيان تصاعُد التحديات التي تواجه الشركات عام 2024. ويُساعد التعاون مع المؤسسات الأخرى أو الخبراء المؤسسات على فهم المخاطر التي يُرجّح أن تواجهها، إلى جانب تأثيراتها اللاحقة، سواء كانت تأثيرات من الدرجة الثانية أو الثالثة، استناداً إلى عوامل مثل النطاق الجغرافي أو القطاع أو أنماط السفر. وهنا يبرز دور التحذير المبكر في تمكين المؤسسات من الاستعداد بشكل استراتيجي للمخاطر المحتملة والحد من وطأتها.

  • أهم 5 توقّعات للعام 2024

     
  1. التعامل مع التحديات المستمرة – حصيلة الأزمات الدائمة
    خلال الأعوام القليلة الماضية، وما إن بدأت آثار الجائحة بالانحسار اندلع الصراع الروسي الأوكراني ليُطلق موجةً جديدةً من الاضطرابات في سلاسل الإمداد والخدمات عبر مختلف القطاعات. ومع التراكم المستمر لعوامل الضغط هذه يبدو خطر تعرّض الموظّفين للإنهاك أكبر من أي وقتٍ مضى. وسلّط التقرير الضوء على ارتفاع حاد في حالات الغياب المرتبطة بالتوتر في المؤسسات. ووفقاً للمشاركين الذين شملهم الاستطلاع، فإن المخاطر المتوقعة للأشهر الـ12 المقبلة وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يتوقع 65% من المشاركين استمرار تنامي المخاطر العالمية في عام 2024.
     
  2. أزمة المناخ – تفاقُم حدَّة التغيّر المناخي

    ارتفعت درجات الحرارة العالمية بوتيرة غير مسبوقة في الخمسين عاماً الماضية، مقارنةً بالفترات المماثلة خلال الألفي عام الماضية، ما يؤكد جدّية مخاطر المناخ بالنسبة للشركات حول العالم. وأبلغت واحدة من كل أربع مؤسّسات عن تأثيرات تشغيلية ناجمة عن الأحداث المرتبطة بالتغيّر المناخي. ويُشار إلى أن الظواهر الجوية القاسية احتلت المرتبة الثانية من بين فئات المخاطر الأكثر انتشاراً، ضمن آلاف التنبيهات الصادرة عن «إنترناشيونال إس أو إس» في عام 2023.
    وفي هذا الصدد، أفاد نصف من استُطلِعت آراؤهم فقط بأنهم قد أدخلوا تغير المناخ ضمن خططهم الصحية والأمنية، ما يؤكد مدى ضعف العديد من المؤسسات. ومما لا شكَّ فيه أن هذه المشكلة لن تزول، حيث ترى قرابة ثلاثة أرباع الشركات أن العوامل الجوية القاسية ستشكل تحدياً لموظفيها وعملياتها في العام المقبل.
    إلى ذلك، تشهد بيئة المخاطر الصحية تغيراتٍ في ضوء تغيُّر الطقس والمناخ في العديد من المناطق. وقالت الدكتورة أيرين لاي، المدير الطبي العالمي في «إنترناشيونال إس أو إس»: قد تصبح العديد من العوامل الجوية القاسية التي شهدناها في عام 2023 أمراً شائعاً في العام المقبل. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يصبح الحر الشديد في أوروبا ظاهرةً معتادة، مع احتمال حدوث موجات حر أكثر شدة في أعقاب الموجة الأولى «سيربيروس» خلال هذا العام.
     
  3. تفاقم حالة عدم الاستقرار حول العالم

    تدور ثاني أكبر المخاوف الأمنية التي حددها المشاركون في استطلاع هذا العام حول التوترات الجيوسياسية، حيث أعرب ثلاثة من أصل كل أربعة مشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن مؤسساتهم ستواجه تأثيرات كبيرة في السنة المقبلة. جدير بالذكر أن التوترات في الشرق الأوسط، إضافة إلى الصراع المستمر في أوكرانيا، تساهم في هذا المناخ غير المستقر عالمياً. وتعتبر الاضطرابات المدنية والاجتماعية، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي، ثاني أكبر المخاوف بالنسبة للمؤسسات. وتُظهر الطبيعة غير المتوقعة لهذه الأحداث ضرورة اعتماد الشركات تدابير أمنية فعالة، والتعامل بشكل استباقي مع التحديات الناشئة نتيجة الواقع الجيوسياسي العالمي المتغير.
     
  4. الذكاء الاصطناعي – المخاطر والفرص

    يمتلك الذكاء الاصطناعي آفاقاً هائلة لإحداث ثورة صناعية جديدة، إلا أنَّ ذلك يُفاقم حالياً تعقيدات المهمة الحيوية المتمثلة في فرز المعلومات الموثوقة من المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة بالنسبة للشركات. وأفاد أكثر من اثنين من أصل كل خمسة مشاركين في دراسة «توقعات المخاطر» بأنهم قلقون بشأن تأثير المعلومات الطبية الخاطئة والمضللة على قواهم العاملة. وترتفع هذه النسبة إلى ثلاثة من أصل خمسة على صعيد المعلومات السياسية غير الدقيقة، وتتفاقم تعقيدات الموقف مع توجُّه الولايات المتحدة الأمريكية نحو عامٍ انتخابي بالغ الأهمية.
     
  5. عقد العمل الجديد

    أفادت 75% من المؤسسات التي شملها الاستطلاع عن تنامي توقعات الموظفين حيال «واجب الرعاية»، وتتحمل نسبةٌ مماثلة من الشركات واجباتٍ كانت تعتبر سابقاً مسؤوليات حكومية، بما في ذلك ثلثي الشركات التي تعتمد توسيع المسؤوليات لدعم أسر العمال عند الحاجة. ويؤكد ذلك انتهاء عصر الاكتفاء بتقديم الخدمات الصحية المهنية الأساسية للحالات المرتبطة بالعمل. ورغم الأهمية المحورية لخدمات الصحة المهنية، إلا أنَّها تتطلب التعزيز من خلال التدخلات والدعم المتنوع لحماية ورعاية الموظفين على الصعيد العالمي. وقد يؤدي الفشل في تحقيق ذلك إلى دفع الموظفين المبدعين والمخلصين والمنتجين، وهم عنصر هام في نجاح الأعمال، إلى البحث عن ظروفٍ أفضل لدى جهات عمل أخرى، ما يؤثر على قدرة المؤسسات على التطور والازدهار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mv25d3hk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"