إعداد: مصطفى الزعبي
لا يزال تغير المناخ يؤثر بشكل كبير في مختلف جوانب حياتنا، وآخر ضحية هي سوق الزيتون اليوناني. حيث تواجه أشجار الزيتون، التي كانت رمزاً للثقافة والاقتصاد اليوناني لعدة قرون، تحديات غير مسبوقة بسبب الأنماط المناخية المتغيرة ما أضر بالمحصول. مع توقع تراجع الإنتاج بنسبة 53% من إنتاج العام الماضي ( 340 ألف طن)، لتسجل 150 ألف طن.
وتعتمد أشجار الزيتون في اليونان على فترة الشتاء الباردة لضمان حصاد ناجح. ومع ذلك، مع ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجوية غير المتوقعة الناجمة عن تغير المناخ، تكافح أشجار الزيتون من أجل التكيف.
ويؤدي فصل الشتاء الأكثر دفئاً إلى تعطيل دورة النمو الطبيعي لأشجار الزيتون، مما يؤثر في قدرتها على إنتاج محصول وفير. إن قلة درجات الحرارة الباردة تمنع الأشجار من الدخول في مرحلة السبات، وهو أمر بالغ الأهمية لصحتها وإنتاجيتها بشكل عام، ونتيجة لذلك، تصبح أشجار الزيتون أكثر عرضة للأمراض والآفات وانخفاض إنتاج الزيتون.
ولا يشكل تأثير تغير المناخ في محصول الزيتون اليوناني مصدر قلق للمزارعين والاقتصاد المحلي فحسب، بل أيضاً لسوق زيت الزيتون العالمي. تعد اليونان واحدة من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، وأي انخفاض في إنتاجها يمكن أن تكون له آثار كبيرة في الصناعة.
وتُبذل الجهود للتخفيف من آثار تغير المناخ على محصول الزيتون. يتبنى المزارعون تقنيات جديدة لحماية أشجارهم وتحسين قدرتها على الصمود. ويشمل ذلك تنفيذ أنظمة الري، واستخدام شبكات الظل لتنظيم درجة الحرارة، وتجربة أنواع مختلفة من أشجار الزيتون الأكثر تحملاً للمناخات الأكثر دفئاً.
ومع ذلك، فإن هذه التدابير لا يمكن أن توفر سوى راحة مؤقتة. ويكمن الحل على المدى الطويل في معالجة السبب الجذري للمشكلة تغير المناخ. ومن الأهمية بمكان أن تتخذ الحكومات والمنظمات والأفراد إجراءات جماعية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الممارسات المستدامة.
ومن خلال تضافر الجهود، يمكن ضمان بقاء وازدهار محصول الزيتون اليوناني للأجيال القادمة.
ووفقاً لغرفة التجارة الإقليمية في اليونان، 330 ألف فدان من أشجار الزيتون، تنتج ما متوسطه 120 ألفاً إلى 150 ألف طن من زيتون المائدة الصالح للأكل سنوياً.
وتنشط 150 شركة يونانية في تصنيع وتسويق الزيتون، وتصدر 90 % من المنتجات.
