عادي

إعجاز سباعي في القرآن

23:16 مساء
قراءة 3 دقائق

ما من يوم يمر إلا وتتجلى حكمة الخالق جل وعلا، في حقائق كونية مبهرة، منها وجود نظام رقمي يشمل جميع كلمات القرآن وآياته وسوره. ويعتمد هذا النظام على الرقم سبعة، الأكثر تميزاً في القرآن الكريم، فتلك التناسقات السباعية مسألة تستحق التفكير والتأمل، وقال سبحانه وتعالى: «الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير» الطلاق: الآية 12). وهذا يدل على أهمية هذا الرقم، وتكرر سبعة في القصص القرآني يشهد على وحدانية الله سبحانه تعالى. كما أن للرقم سبعة حظاً وافراً في الأحاديث النبوية الشريفة. ولا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا، بل نجد له حضوراً في الآخرة.

يحدثنا القرآن الكريم عن سبع سماوات، وسبعة أبواب للجحيم، وسبع ليال عجاف مرت بها مصر أيام نبوة يوسف، عليه السلام، وسبع ليال سخرت فيها الريح المهلكة على قوم عاد، وسبعين رجلاً جمعهم موسى لميقاته مع الله، وسلسلة في جهنم طولها سبعون ذراعاً، ويقول الله تعالى للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام: «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم»، ويقول إن الله خلق العالم في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع.

ويذكر عبدالدائم الكحيل في كتاب «موسوعة الإعجاز الرقمي» أن «كتاب الله، عز وجل، يتحدى أرباب البلاغة في زمن نزوله، فيعترفون بعجزهم عن الإتيان بمثله، ويدركون أن هذه البلاغة لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها، لذلك تجلت معجزة القرآن الكريم في هذا العصر بشكلها البلاغي؛ لتناسب عصر البلاغة والشعر والأدب؛ وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام. وكان للقرآن السبق في الحديث عن حقائق علمية وكونية، لم يكن لأحد علم بها وقت نزول القرآن الكريم، وهنا تتجلى معجزة القرآن بشكلها العلمي؛ لتناسب التطور العلمي في العصر الحديث، وربما نسمع من وقت لآخر إسلام أحد الغربيين؛ بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله، عز وجل، واليوم نحن نعيش عصراً جديداً يمكن تسميته بعصر التكنولوجيا الرقمية، نتساءل: بما أن الله تعالى قد نظم كل شيء في هذا الكون بنظام محكم، فهل نظم كل شيء في كتابه بنظام محكم؟ فإن آيات القرآن وسوره وكلماته وحروفه قد نظمها الله تعالى بنظام يقوم على الرقم سبعة؛ كدليل على أن هذا القرآن صادر من رب السماوات السبع، فإنه بحر القرآن العظيم، الذي قال عنه حبيبنا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، «ولا تنقضي عجائبه» رواه الترمذي».

ويضيف: «يتميز كتاب الله تعالى بأنه كتاب محكم، فكل آية من آياته تتميز ببلاغة كلماتها، ودقة معانيها وقوة أسلوبها، إضافة إلى ذلك هنالك أحكام مذهلة في تكرار الكلمات والحروف، لتكون برهاناً مادياً ملموساً لأولئك الماديين على أن القرآن هو كتاب هداية؛ وأن الهداية تتخذ أسباباً، والبحث في ذلك نوع من أسباب التثبيت، فقد تكون لغة الأرقام أحياناً أشد تأثيراً، وأكثر إفصاحاً من لغة الكلام.

ولكن يجب الانتباه إلى أن الآية التي تظن أنها لا تتوافق مع الرقم سبعة، يجب أن تبحث عن الآية التي قبلها أو بعدها والمرتبطة بها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4hxzcb3c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"