عادي

شهر الصيام مدرسة لإعداد العباد

23:42 مساء
قراءة 3 دقائق

كتب الحقّ تبارك وتعالى الصّيام على الأمم السابقة، فهو عبادة قديمة قدم الرسالات السماوية، وبلغ الصيام مرتبة راقية في الإسلام، فهو الركن الرابع من أركان الدين الحنيف، وفرصة لازدياد قوة إرادة وعزيمة المؤمن، على ضبط النفس وتحصينها من اتباع الشهوات والوقوع في المعاصي والمحرمات.

يقول د. مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن والعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، إن الصيام من أعظم الفرائض التي لابد للمسلم أن يأخذ حظه من ثمراتها، وللارتقاء إلى درجة الصالحين الذين أثّر فيهم صيام الخصوص، فيجب على المسلم التحلي بأخلاقيات شهر الصيام والالتزام بآدابه وسلوكياته ومنها:

{ أولاً: إذا رأى المسلم هلال شهر رمضان يدعو بالمأثور من الدعاء، فعن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير». رواه الترمذي.

{ ثانياً: استحضار نية الصوم خالصة ابتغاء مرضاة المولى عز وجل، وليست بهدف الرياء والسمعة بين الناس، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

{ ثالثاً: الحرص على تناول وجبة السحور، وهي في آخر الليل أو ما يعرف بوقت السّحَر، وهو مستحب بإجماع أهل العلم، ولا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تسحّروا فإن في السحور بركة» أخرجه البخاري، ويستحب تأخير السحور.

{ رابعاً: كف السمع والبصر واللسان والرجلين واليدين وسائر الجوارح عن الآثام، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (سورة النور – الآية 30). وهذا على العموم ومن باب أولى إن كان الإنسان يصوم رمضان، فالحرص هنا أشد على الالتزام بأوامر الله ونواهيه.

ويقول أهل العلم لا خير في صيام رجل انهمك في المعاصي، وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن لم يَدَعْ قول الزّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه» (رواه البخاري)، كما ورد أيضاً عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يَدَع الخَنَا والكَذِبَ فلا حاجة للّه في أن يَدَع طعامَه وشَرابَه» (رواه الطبراني).

{ خامساً: يستحب للصائم استعمال السواك فهو مرضاة للرب، فعن عامر بن ربيعة قال: «رأيتُ النّبي صلى الله عليه وسلم يستاكُ وهو صائم ما لا أُحصى أو أعدُّ» (رواه البخاري).

{ سادساً: تجنب إضاعة الوقت في اللهو والمزاح والكسل عن الطاعات والعبادات، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبل أن يُغفَرَ له، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَه أبواهُ الكِبَر فلم يُدْخِلاهُ الجنة) رواه الترمذي.

{ سابعاً: التزود من الالتزام بالعبادات وأداء الفرائض والصلاة على أوقاتها، والإكثار من أداء صلاة التراويح للتقرب إلى الله عز وجل، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى قال: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» رواه البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري ومسلم).

{ ثامناً: الإكثار من فعل الخيرات والصدقات والحسان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيجده صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» أخرجه البخاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jppf84ma

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"