جميعنا معنيّون بـ «اتفاق الإمارات»

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

من يتصفح «كوب 28»، تلفته هذه الجملة: «لقد مرت 7 سنوات منذ اتفاق باريس، ويتبقى الآن 7 سنوات أخرى لتحقيق الأهداف المناخية الحاسمة لعام 2030»؛ عبارة تشير إلى أننا اليوم نقف في منتصف الطريق، في منطقة وسطية تستلزم تحركاً كبيراً وسريعاً وحقيقياً كي يكون للعالم غد مشرق، وللأطفال مستقبل آمن، وتستعيد الأرض حيوية بيئتها وطبيعتها ونقاء هوائها واستقرار مناخها. 
الكلام ليس شاعرياً، والاتفاقات ليست أحلاماً ووعوداً، إذ لم يعد أمام العالم سوى مواجهة الواقع بكل مرارته، والتحرك بشكل فعلي وفعال قبل أن يفوت الأوان وتصبح العودة إلى الوراء وإلى زمن الاسترخاء والعيش بأمان والاستمتاع بالصحة الجيدة والتغنّي بالطبيعة والأرض بكل ثرواتها مستحيلاً!. 
أمس اختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28» أعماله في مدينة «إكسبو» في دبي، وقد أقر ممثلو 197 دولة، بجانب الاتحاد الأوروبي، خطة عمل مناخية طموحة من أجل الحفاظ على «إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية»؛ الخطة تعرف باسم «اتفاق الإمارات» للمناخ وتتضمن دعوة للأطراف من أجل تحقيق «انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من كافة مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته»، مع ترك المجال لكل دولة لتحديد الطرق المناسبة والمتوائمة مع طبيعتها. 
ما معنى «تحقيق الحياد المناخي»؟ من المهم أن نستوعب جميعاً معنى المصطلحات التي يستخدمها أهل الاختصاص، لأن الجميع معني بالمناخ والاستدامة والمستقبل وتحسين كفاءة الطاقة.. والحياد المناخي يعني «العيش بطريقة لا ينتج عنها صافي انبعاثات الغازات الدفيئة»، والعمل على الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، حتى يتمكن العالم من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
قد لا نكون، كأشخاص عاديين، معنيين بكل تفاصيل نصوص الاتفاقيات التي تقرها وتلتزم بها الدول، لكننا اليوم وبكل تأكيد معنيون جميعاً بكل ما يعيق تحقيق صلاح أحوال الأرض والمناخ والمستقبل، معنيون ومن واجبنا أن نفهم ما توصلت إليه الدول المجتمعة في «كوب 28» وما نص عليه اتفاق الإمارات، كي نستعد للعيش وفق المفاهيم الجديدة والخطط المستقبلية، ولكي نطبق تلك المفاهيم والأفكار في حياتنا ونعلمها لأبنائنا، وتصبح أسلوب حياة البشر، لأن المناخ وكوكب الأرض والأزمات الحالية لا تميز بين بلد وآخر ولا بين شرق وغرب وشمال وجنوب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2b84ufte

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"