عادي

«العيش بطريقة مختلفة».. نظرة جديدة إلى الاستدامة

15:13 مساء
قراءة دقيقتين
«العيش بطريقة مختلفة».. نظرة جديدة إلى الاستدامة
«العيش بطريقة مختلفة».. نظرة جديدة إلى الاستدامة
أبوظبي: «الخليج»
صدر عن مركز أبوظبي للغة العربية وضمن مشروع «كلمة» للترجمة كتاب: «العيش بطريقة مختلفة.. موجز في تاريخ الاستدامة»، من تأليف آنيته كيهنل، ونقله إلى العربية حسام شحادة وراجعه مصطفى السليمان.
يسلّط الكتاب الضوء على فكرة وجودنا الإنساني المهدّد بالخطر. وهي حقيقة لا جديدَ فيها. لطالما حذّرنا العلماءُ على مدى سنواتٍ طويلةٍ من اقترابِ الكارثة، إذا لم نغيّر من سلوكنا. لكن الشراهة، والجشع، والإسراف، ولهاثنا المستمر خلف المزيد من النموّ الاقتصادي وتكديس الثروة، جعلنا نستنفد مواردنا الطبيعية بشكل لم يسبق له مثيل وندمّرُ كوكبنا بأيدينا ونجعله غيرَ قابلٍ للعيش للأجيال القادمة.
لا شك في أن البشرية حقّقت خلال المئتي سنة الماضية إنجازات مبهرة، ولكن مفاهيمنا حولَ النمو الاقتصادي والتقدّم والازدهار وصلت الآن إلى طريقٍ مسدود. الجُسَيْمات البلاستيكية المُتناهِية الصّغَر تملأ البحر، ثاني أكسيد الكربون يَملأ الغلافَ الجوي، وتترتَّب على كل هذا وبشكلٍ لا رجوعَ فيه عواقبُ وخيمةٌ على كوكبنا بأكْمَلِه. لكن: إلى أي مدى؟ هل يمكننا تخيّل العيش في عالم يتجاوز الاستهلاك وتراكم رأس المال والمصلحة الذاتية وتحقيق أكبرَ قدر من الأرباح؟
ومن خلال الكتاب تُوضح المؤلفة المؤرّخة المتخصّصة في تاريخ العصور الوسطى أن المشاركةَ واتباع سلوكٍ يراعي الاستدامة، كانت مفتاحَ نجاحِ الإنسانِ العاقل. وتسرد لنا كيف يمكن لأمثلةٍ من الماضي أن تغيرَ مستقبلنا، حيث كان الناس أكثرَ دراية بقدرات كوكبنا مما نحن عليه اليوم. كما تُجيب عن تساؤلات مثل لماذا نرمي بالأشياء بعد عطب بسيط دون التفكير في إصلاحها؟ ولماذا نكدّس الأموال، إذا كانت تُدرّ لنا الربح من خلال مشاركتها مع الآخرين؟ وهل عاش الناس فعلاً قبل الرأسمالية في حالةٍ مزريةٍ من البؤس والحاجة؟
وتقودنا المؤرّخة في كتابها عبر رحلة إلى عوالم العصور الوسطى - المفترض أنها كانت مُظلمة – وتبيّن لنا ماذا يمكننا أن نتعلّم من الماضي لصالح مستقبلٍ بعيدٍ عن المصالحِ الذاتيةِ والسعي وراءَ الربح وتدمير الطبيعة، إذ تؤكّد أننا كنا نتصرّف بطريقةٍ مختلفةٍ في الماضي. فقد حدّد التفكيرُ الموفّر للموارد الطبيعية والمستدام وغير الهادف للربح السلوكَ البشري لعدةِ قرون. وتُبرهن على ذلك من خلال طرح أمثلةٍ متفرقةٍ تعتبرها نماذج مثاليةً تلهمنا لتغيير سلوكنا، من قبيل الاستخدام المشترك المنظّم لأراضي المراعي في جبال الألب وجبال البرانس. وتقدّم لنا في مثالٍ آخر ما فعله مهندسو عصر النهضة من إعادة تدوير مواد البناء. كما تسرد قصة اكتشاف الورق وكيف غزا الأسواقَ العالميةَ مُنتَجٌ صيني مُعاد تدويرُه ومصنوعٌ من أسمالٍ باليةٍ. بدون تلك الخرق البالية لما تمكّن موتسارت من كتابة أعماله الموسيقية الخالدة ولا تمكّنا من قراءة نقدِ العقل المَحضْ للفيلسوف كانط.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3pyan7xm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"