عادي

القصة الكاملة لدوري السوبر الأوروبي.. وأسباب الخلاف بين«ويفا» وكبار الأندية

18:20 مساء
قراءة 5 دقائق

القاهرة: محمد سلطان

قضت محكمة العدل الأوروبية بعدم قانونية الإجراءات التي اتخذها الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم، بشأن منع تأسيس بطولة دوري السوبر الأوروبي«السوبر ليج».

وأكدت المحكمة أن اشتراط «فيفا» و«ويفا» الحصول على موافقتهما قبل تنفيذ أي مشروع رياضي يخص الأندية، أمر يتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي.

ما هو دوري السوبر الأوروبي؟

أعلن 12 نادياً أوروبياً في إبريل 2021 إطلاق بطولة مجمعة تحمل اسم «دوري السوبر الأوروبي»، مع اختيار فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، لرئاسة الهيئة المنظمة للمسابقة الجديدة.

الأندية المؤسسة هي مانشستر سيتي، ليفربول، مانشستر يونايتد، أرسنال، تشسيلسي، توتنهام ممثلين لإنجلترا، وبرشلونة وريال مدريد وأتليتكو مدريد ممثلين لإسبانيا، إلى جانب يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان ممثلين لإيطاليا.

وأكد فلورنتينو بيريز عدم توجيه الدعوة إلى أندية ألمانيا وفرنسا والبرتغال للانضمام إلى الأندية المؤسسة للبطولة، مشيراً إلى أن «دوري السوبر الأوروبي» سيسعى لضم 3 فرق أخرى، وسط أنباء عن ترشيح 3 من بين الرباعي باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، بوروسيا دورتموند وبورتو، لكن المسؤولين بتلك الأندية أعلنوا رفضهم الانضمام إلى المسابقة.

الحلم الأمريكي

قد لا تكون الولايات المتحدة من الدول البارزة في عالم كرة القدم، إلا أن الاستثمارات الأمريكية أصبحت مؤثرة في أوروبا، إذ إن فلورنتينو بيريز رئيس «دوري السوبر الأوروبي» له 4 نواب، أولهم الإيطالي أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس إلى جانب 3 أمريكيين، وهم ستان كرونكي مالك نادي أرسنال، جون هنري مالك نادي ليفربول وجويل جليزر مالك نادي مانشستر يونايتد.

كما أن التقارير الإعلامية أشارت إلى أن «دوري السوبر الأوروبي» سيشهد ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار لمساعدة الأندية على التعافي من خسائرها المالية عقب جائحة كورونا، وسيأتي نصف هذا المبلغ من بنك جي بي مورجان تشيس الأمريكي.

موقف «فيفا» و«ويفا»

جاء الرد صارماً بعد إصدار«فيفا» و«ويفا» الاتحادات المحلية الثلاثة؛ الإنجليزي والإسباني والإيطالي بياناً مشترك أكدوا خلاله رفض تنظيم البطولة الجديدة، والتهديد بمعاقبة الأندية المشاركة وحظر مشاركتها في البطولات الأوروبية والدولية.

أدى الرفض الرسمي للاتحاد إلى انسحاب 10 أندية مؤسسة من بطولة «دوري السوبر الأوروبي» حيث تبقى ريال مدريد وبرشلونة اللذان تمسكا بحقهما في لعب المسابقة الجديدة التي ستدر عليهما دخلاً مادياً كبيراً.

وانسحبت الأندية الاثنا عشر من رابطة الأندية الأوروبية، فيما استقال أندريا أنييلي، رئيس نادي يوفنتوس ونائب رئيس دوري السوبر الأوروبي من مناصبه الأخرى؛ رئاسة الرابطة وعضوية اللجنة التنفيذية في ويفا.

وفي ظل التصريحات المتبادلة بين الأطراف المختلفة، خرج الاتحاد الإنجليزي ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ببيان أكدا خلاله رفضهما التام للمسابقة الجديدة، مؤكدين في الوقت ذاته عدم وجود النية لمعاقبة الأندية الستة المؤسسة محلياً.

وواصل «فيفا» ضغطه، إذ قال رئيسه جياني إنفانتينو في كلمة أمام مؤتمر«ويفا» السنوي عام 2021 «إذا اختار البعض السير في طريقهم الخاص، فعليهم تحمل العواقب، فهم مسؤولون عن اختيارهم، لا يمكنك أن تكون قدماً في الداخل وأخرى في الخارج، يجب أن يكون هذا واضحًا تمامًا».

واستمرت المعركة، بإعلان الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإيطالي والحكومة الإسبانية رفضهم التام لبطولة «دوري السوبر الأوروبي» وتأييد «فيفا» و«ويفا» في قرارهما.

فلورنتينو بيريز يتحدى

كان فلورنتينو بيريز واثقاً من مشروعية إقامة البطولة وانتصاره في المعركة القانونية للدفاع عن مشروعه الذي سيغير كرة القدم الأوروبية، ووقف أمام الجمعية العمومية لنادي ريال مدريد ليؤكد أن إطلاق «دوري السوبر الأوروبي» حق مشروع سيمنح عائدات مادية سخية تساعد في تطوير النادي.

وجاء قرار محكمة العدل الأوروبية بعدم قانونية الإجراءات التي اتخذها الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم، بشأن منع تأسيس «دوري السوبر الأوروبي»، بمثابة إشارة إلى انطلاق الجولة الثانية من معركة الحفاظ على المشروع الرياضي الأضخم.

رد الفعل على قرار محكمة العدل الأوروبية

يمكن اختصار ردود الفعل الأولى على الحكم الصادر من محكمة العدل الأوروبية في 3 محاور رئيسية، الأول هو بيان «ويفا» الذي أكد ثقته بالتزامه الكامل بالقوانين الأوروبية بشأن قواعده الجديدة المتعلقة بالمسابقات المنافسة على غرار «دوري السوبر الأوروبي».

ولفت «ويفا» إلى أن هذا الحكم لا يعني الموافقة أو الاعتراف بشرعية صحة «دوري السوبر الأوروبي» لكنه يلقي الضوء على النقص الموجود في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو ما تم علاجه بالقوانين المنظمة الجديدة الصادرة في يونيو 2022.

وشدد «ويفا» على مواصلة القتال بمساندة الاتحادات المحلية والبطولات والأندية والمشجعين واللاعبين والمدربين ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والحكومات والشركاء لمنع تنظيم «دوري السوبر الأوروبي»

وأعلنت رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا أنه لا يمكن إعادة إطلاق مشروع «دوري السوبر الأوروبي» مجدداً، وأنها ستواصل القتال من أجل ضمان ذلك.

أما الحكومة البريطانية فكانت أكثر وضوحاً؛ فقد أعلن متحدث باسمها الاتجاه لطرح تشريع قانوني جديد يمنع الأندية من المشاركة في أي بطولة يتم تنظيمها دون موافقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حتى لو كانت قانونية من وجهة نظر محكمة العدل الأوروبية.

ومن المنتظر أن يمنح القانوني الجديد الصلاحيات للهيئة التنظيمية بسحب ترخيص الأندية البريطانية التي تقرر المشاركة في مسابقات غير مصرح بها من «ويفا» وعلى رأسها «دوري السوبر الأوروبي».

تصعيد جديد

أعلنت شركة A22 التي ستتولى تنظيم «دوري السوبر الأوروبي» عن تصعيد جديد من خلال إطلاق 4 بطولات، 3 منهم للرجال وأخرى للسيدات.

أصبح «دوري السوبر الأوروبي» في شكله الجديد مقسم إلى 3 درجات هي «ستار»، «جولد»، «بلو»، تضم أول فئتين 16 فريقاً في كل بطولة، والثانية 32 فريقاً أوروبياً.

تُلعب البطولات بنظام المجموعات، تضم كل مجموعة 8 فرق بما يضمن خوض كل نادي لـ14 مباراة على الأقل، وبنهاية مرحلة المجموعات يبدأ دور الثمانية وصولاً إلى النهائي.

ويضم نظام «دوري السوبر الأوروبي» الهبوط والصعود للأندية من الدرجات الثلاث، على أن يكون التأهل لدوري «بلو» بناءً على أداء الفرق في بطولات الدوري المحلية.

وأشارت الشركة إلى أن مباريات «دوري السوبر الأوروبي» ستُلعب في منتصف الأسبوع دون تعارض مع جدول مباريات الدوريات المحلية، في تأكيد على أن البديل الجديد لبطولات «ويفا» للأندية؛ دوري أبطال أوروبا، الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر.

أما النسخة النسائية فتنقسم إلى درجتين فقط «ستار» و«جولد»، تضم كل منهما 16 فريقاً، وبنفس نظام منافسات الرجال.

وأكدت الشركة أن مشروع «دوري السوبر الأوروبي» الجديد سيمنح الجمهور حق مشاهدة المباريات مجاناً عبر البث التليفزيوني، وسيكون بتنظيم من الأندية وليس من الاتحاد، كما سيمنح جميع الفرق فرص لعب عدد أكبر من المباريات، ما يعني عائداً مادياً أكبر.

وصرح بيرند رايشارت الرئيس التنفيذي لشركة A22 Sports Management «هدفنا واضح؛ العمل مع الأندية وأصحاب المصلحة الآخرين لإنشاء أفضل مسابقة يحبها المشجعون في أوروبا وحول العالم. وفي الوقت نفسه، يجب علينا إنشاء نظام بيئي أكثر استدامة لكرة القدم، بما في ذلك منافسات الرجال والسيدات، لإطلاق العنان للإمكانيات الكاملة لكرة القدم الأوروبية للأندية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/fzcfcap2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"