البطالة صناعة عقلية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كثير من الشباب على مستوى العالم أجمع يعانون البطالة. وغالباً ما يلوم الناس الظروف الخارجية لعدم تمكنهم من الحصول على عمل مناسب. لكن، لو نظرنا إلى الأمر من منظور حيادي، فسنلاحظ أن كثيراً ممن لا يجدون عملاً يملكون عقلية تحول بينهم وبين الحصول على مرادهم، فيلومون كل شيء ما عدا أنفسهم، في الوقت الذي عليهم فيه أن ينظروا في المرآة ليكتشفوا السبب الحقيقي وراء معاناتهم.
لا شك أننا لا ننكر أن البعض لا يجدون عملاً رغم سعيهم الدؤوب وخبراتهم الجيدة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم. لكنني هنا أتوجه إلى فئة من الباحثين عن العمل ممن لا يقف بينهم وبين الحصول على وظيفة سوى ذواتهم.
صحيح أن هناك تحديات كبيرة يواجهها الباحثون عن عمل ولكنها ليست مبرراً للتخاذل والسلبية. أما ما يحدث مع فئة من الأشخاص، فهو أنك ترى الواحد فيهم من دون أن يبذل جهده في البحث عن عمل يقول لك إنه لا أمل في السعي في ظل قلة الفرص، وإن ما لديه من خبرات لا تتناسب مع الكثير من الشركات، وإن الدنيا حظوظ ومعارف، ولو أنه كان يعرف فلاناً أو لديه شخص يدعمه أو يزكيه لكان يعمل الآن في أرقى الشركات. في الوقت الذي يجلس متكاسلاً يشتكي ليل نهار.
ما لا يدركه أمثال هؤلاء من الناس هو أن أفكارهم واستجابتهم للمواقف والتحديات هي السبب الرئيسي في عدم حصولهم على وظيفة. وحتى إذا تم استدعاء أحدهم إلى مقابلة وظيفية فإنه يخفق فيها لأنه يحمل أفكاراً ومشاعر سلبية مسبقة، فتتجلى أحاسيسه وما يفكر فيه على تقاسيم وجهه، ما يجعل الطرف المقابل يرفضه دون أن يعي ذلك حتى.
أحياناً، نكون قاب قوسين من نيل وظيفة، إلا أن عدم ثقتنا بأنفسنا وتوقعنا للأسوأ وخوفنا من الفشل يحول بيننا وبين إقناع مسؤول التوظيف بتعييننا.
إن التفكير الإيجابي رغم كل الظروف المحيطة، والتأكيد المستمر لأنك قادر على إيجاد فرصة عمل مناسبة مهما كانت التحديات، إلى جانب بذل كل جهد ممكن في سبيل هدفك، يجتذب إليك الفرص المناسبة التي تماثل توقعاتك وما تؤمن به. وهذا ما يسمى بالحظ، الذي هو ببساطة شديدة الاستعداد الجيد لاغتنام الفرص عندما تأتيك.
لهذا كله، يكمن الحل في تبني عقلية الشخص الناجح، الذي ينظر إلى الجوانب الإيجابية من الحياة، ويرى فرصة في كل تحدّ قائم، ويتوقع الخير دوماً، فيكون له ما يريد. فإذا أردت العثور على عمل يليق بك، اعمل دون كلل أو ملل، وابتسم في وجه العراقيل، وثق بنفسك وبأنك قادر على تجاوز الصعوبات، وستنجح لا محالة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2ky3ft8r

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"