عادي
تمنحنا فسحة من الهدوء والسكينة

«الفنون الإسلامية» تنشر الإخاء بين البشر

23:11 مساء
قراءة 3 دقائق
عمل «الهندباء» للياباني ريوتارو موراماتسو

الشارقة: عثمان حسن
تظل الأعمال الفنية التي تستلهم فلسفة الفنون الإسلامية على قدر كبير من الأهمية، ولعل مفردات مثل الخير والحب والسلام والإخاء، هي من المفردات الراسخة التي تسعى الفلسفة الإسلامية لتجسيدها بين بني البشر، كما هو في عملي «الهندباء» للياباني ريوتارو موراماتسو، و«تجليات الروح» للكويتي جاسم النصرالله، في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية 25، فقد قارب كل منهما هذه المفاهيم كل بلغته الفنية والبصرية العالية.

في «الهندباء»، وهو عمل فني تفاعلي يستفيد من التقنيات الحديثة، صمم ريوتارو موراماتسو شبكة من أوراق الهندباء، المعروفة بكونها نباتات تنتمي إلى الفصيلة النجمية، والمشروع نفذه الفنان في عام 2022 في أماكن مختلفة في اليابان وسنغافورة وفرنسا، وها هو ينقله اليوم إلى إمارة الشارقة.

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الهندباء زهرة ترمز إلى التمني، وكان عام 2020 حين عاش العالم أجواء جائحة كورونا الكارثية عاماً صعباً بالنسبة لموراماتسو، وهو يرى أن ظلال هذه الفترة ما تزال إلى الآن، وأن الناس من كل الخلفيات يرغبون في عالم أفضل، طامحاً لأن تقرب المحن بين الناس لا أن تفرقهم، ومنذ بدء هذا المشروع زرعت الهندباء في أكثر من 50 مدينة في العالم.

عندما يقرب المشاهد أنفاسه من تركيب الهندباء، أو يلمس زهرة من أزهار هذه النبتة، في ذلك العمل الفني، تبدأ نثارات صغيرة جداً من الزهرة بالحركة، فتتطاير بعيداً في كل الأمكنة، هذه النثارات تهبط في النهاية على الأرض، مشكلة زهرات جديدة ترش الأجواء بالعطر والرائحة الجميلة، كناية عن الحب والخير والسلام، وبهذه الطريقة، يمكن لأي شخص الوصول إلى الهندباء ومن أي مكان في العالم، إذن هو تجهيز فني يشبه الشبكة التي تربط بين صلوات العالم أجمع، حيث يعتقد ريوتارو موراماتسو، أنه عندما يقرب شخص في باريس -على سبيل المثال- أنفاسه من زهرة الهندباء، فإن ريش الزهرة سيطفو في طوكيو وينتج زهرة جميلة جديدة، ومع إنشاء المزيد من هذا (الهيكل) أو (التجهيز الفني الرقمي) في مناطق كثيرة في العالم، فسوف يكون هناك المزيد من الأشخاص الذين يتشاركون هذه الأمنيات أو الصلوات من أجل نشر عبق المحبة والسلام بين الجميع، هنا، تتزامن المواقع الحقيقية للعمل سواء في باريس أو طوكيو أو الشارقة مع الأماكن الافتراضية للدعاء بلغة واحدة وأمنيات مشتركة.

*تجليات الروح

وفي عمل آخر يكرس حالة الهدوء والسكينة والسلام، نجد أنفسنا في «تجليات الروح» لجاسم النصرالله أمام تجربة بصرية خطية حيث كتب الفنان عبارة «وتجلت الروح في نور في جمال كالقمر»، من خلال تصميم مفاهيمي يعكس الفطرة السوية التي تقود صاحبها لمعرفة الهداية وإجلال خالقها. سوف ينخرط مشاهدو هذا العمل في تجربة للتفكر والغوص في أسرار الروح، فتتجلى مثل هذه المفاهيم في النفوس وتشرق في الأرواح.

بدأ جاسم تعلم فن الخط منذ الصغر، وفي مرحلة لاحقة ركز على مطابقة أشكال حروف خط الثلث على أسلوب الخطاط هاشم البغدادي، ليبدأ بعدها رحلة في تعلم هندسة قواعد خط الثلث والنسخ، وقد صمم جدارية دار الأوبرا الكويتية في مركز جابر الثقافي، كما قدم أعمالاً كثيرة تحاكي الحالة المعاصرة لروحانية وفلسفة الفنون الإسلامية سعياً منه لكي يحتل الخط العربي مصاف الفنون العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3a28wnxa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"