صورة عن المستقبل

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

عادة ما تنتشر التوقعات والتكهنات مع بداية كل عام في محاولة من البعض لاستغلال حالة الترقب التي يعيشها الناس واختلاطها بالأمنيات والمشاعر وهم يقفون على باب عام جديد، وكأنهم سيعيشون مرحلة جديدة من حياتهم تحمل معها الكثير من الغموض والأحداث.. لكن التكهن شيء وحسن قراءة الأحداث وفق المعطيات السياسية والاقتصادية وبعيون أهل الاختصاص شيء آخر، كلام يمكنك أن تثق فيه لأنه عملي وعلمي ومنطقي ومدروس، يخرج من أفواه شخصيات لها باع وخبرة طويلة في المجالين السياسي والاقتصادي وتتحمل مسؤولية كل كلمة تتفوه بها، بل نحتاج جميعاً ونحن على أبواب عام يحمل أثقال العام الذي سبقه وترسبات الأعوام الماضية، وأحوال أمنية غير مستقرة في عدة دول عربية وأزمات اقتصادية تلف العالم بأسره.. نحتاج إلى جرعة من تلك الآراء والأفكار كي نفهم أكثر ونحسن بدورنا قراءة المرحلة التي نعيشها حالياً والمرحلة المقبلة.
المنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلقت أعماله في دبي أمس تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بعنوان «حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً ٢٠٢٤»، وبمشاركة «نخبة من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم وخبراء استراتيجيين، وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد»، يقدم لنا أكثر من رؤية وأكثر من حقيقة ومعلومة وأكثر من نظرة إلى أحوال العالم العربي أولاً، والعالم ثانياً، خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أننا نمر بأوقات حرجة، الكل يترقب ما الذي سيحدث في هذه المنطقة التي تعيش فوق صفيح ساخن منذ سنوات، وقد انفجر بركان غزة ليختتم عام ٢٠٢٣ بكثير من الألم، ومازالت الحمم تتدفق في كل اتجاه.
وكما قال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء بالإمارات، رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي في كلمته الافتتاحية أمس، فإن هناك ٣ تحولات مهمة قد تشكل ملامح المنطقة والعالم في المرحلة المقبلة وهي «القضية الفلسطينية وبروز دول الخليج كقوة اقتصادية مؤثرة، وتصاعد وتيرة الاستقطاب محلياً ودولياً».. معتبراً أن ٢٠٢٤ هو عام حاسم حيث «يتوجه خلاله أكثر من ٤ مليارات شخص إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في أكثر من ٧٥ دولة».
مهم ما نسمعه وما نقرأه، وطبيعي أن يكون هناك ما يخيفنا لكن أهمية المنتدى ووجود هؤلاء المفكرين والمتحدثين يرسم أمامنا ملامح المرحلة المقبلة، ويوضح صورة المنطقة في المستقبل القريب والبعيد، كي نكون على استعداد للتعامل مع ما هو آتٍ لعلنا نتمكن من الاستعداد له وفهم توجهات السياسة العالمية وخباياها قدر المستطاع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4pkb8npm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"