الاستدامة الأسرية

00:06 صباحا

الأسرة هي اللبِنة الأساسية في تكوين المجتمعات، وتُناط بها مسؤولية تربية الأبناء وتهذيبهم وتوجيههم لما فيه صلاحهم، وإعدادهم لتحمّل المهام والواجبات المكلفين بها.
وتعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله، إذْ ينشأ ويتربى الفرد فيها، وفيها تتشكل سلوكياته، وتصقل أخلاقه ومهاراته، وتمثل الاستدامة الأسرية نشاطاً متواصلاً يهدف إلى الارتقاء بنوعية حياة أفراد الأسرة في الحاضر والمستقبل.
وتولي دولة الإمارات مكانة مهمة وذات أولوية خاصة للأسرة، لدورها الأساسي في بناء مجتمع متطور ومبتكر، وفي الوقت نفسه محافظ على مبادئه وقيمه الدينية والأخلاقية والإنسانية، حيث تشكل الأسرة أحد أهم مستهدفات مئوية الإمارات 2071، الأمر الذي من شأنه تحقيق تطلعات أفراد المجتمع نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة في وطن يعتبر نموذجاً رائداً في التنمية، ويضع الإنسان في مقدمة أولوياته. 
والأسرة نظام  قائم على أساس من المودة والرحمة والمعاملة بالمعروف، ويشمل مفهوم الأسرة الزوجين، وأولادهما من الذكور والإناث، والأجداد، والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وما تفرّع منهم.
وللحفاظ على استمرارية العلاقات الايجابية بين أفراد الأسرة وديمومتها، هناك مفاتيح مهمة لها جميل الأثر في تماسك الأسر وترابطها، ومن ذلك: التعامل مع وقت الاجتماع العائلي على أنه واجب، لا يمكن إهماله أو التخلف عنه، حيث يُحدث فرقاً كبيراً في قوة التواصل، والتآلف، واللُحمة، والشعور بالاهتمام والاحترام. أيضاً من المهم تحسين طرائق الحوار بين أفراد الأسرة، وتعلم أساليب إدارة الانفعالات، لما له من أثر في استكمال الحوار واستمراريته. 
ويأتي منح الاهتمام كأهم العوامل التي تساعد أفراد الأسرة على مشاركة بعضهم بعضاً، وإظهار اهتمام كل طرف بالطرف الآخر. ولا يختلف اثنان على أهمية الاستماع والإنصات للطرف الآخر، وإظهار التعاطف معه، حيث يشيع جواً من التآلف والتفهم الذي يشجع المتحدث على مواصلة الحوار والنقاش مع الطرف الآخر.   كما يمكن لأطراف العلاقة الأسرية طلب الاستشارة أو النصح من الطرف الآخر القادر على تقديمها في حال استعصى عليهم أمر، ما يقوي الروابط بينهم. أيضاً يجب على جميع أفراد الأسرة تعلم التسامح وغض النظر عن بعض الزلات. 
ولا بد من البعد عن إلقاء اللوم، فإلقاء اللوم هو من أبرز عوامل هدم الحياة الأسرية والقضاء عليها، وبدلاً من ذلك يجب على كل طرف التركيز على إصلاح نفسه، فهو أسهل بالتأكيد من محاولة تغيير الآخرين.
ولحماية الأسرة من الانحلال والتفكك لا بد من قيام وسائل الإعلام المسموعة منها والمرئية والمقروءة إضافة إلى مؤسسات المجتمع المختلفة بالتوعية بأهمية الأسرة ودورها العظيم في صلاح الأبناء والحفاظ على تماسك المجتمع وقوته.
جامعة كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzcdhfe

عن الكاتب

دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة
أستاذ مساعد في جامعة كلباء، حاصلة على دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة، لديها خبرة تمتد 17 عاماً في تعليم وتدريب أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة العقلية واضطراب التوحد.
حصلت على عدد من جوائز التميز مستوى الدولة، منها: (جائزة خليفة التربوية، جائزة حمدان للتميز التربوي ، جائزة الشارقة للتميز التربوي، جائزة الناموس للتميز التربوي، جائزة مدامة للاستدامة البيئية، جائزة الفجيرة للإستدامة البيئية)، ولديها عدد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"