عادي
140 مليار دولار مساهمة منظورة في ناتج 2031

شركات عالمية تستشرف تطور قطاع تقنية المعلومات في الإمارات

00:06 صباحا
قراءة 6 دقائق
الشركات التقنية العالمية تتوسع في الإمارات13
الشركات التقنية العالمية تتوسع في الإمارات12

دبي: حمدي سعد

يرفع قطاع تقنية المعلومات مساهمته في الناتج الإجمالي لدولة الإمارات إلى مستويات قياسية، عبر ضخ مزيد من الاستثمارات، والتوسع إلى أنحاء المنطقة وإفريقيا، مستفيداً من مسيرة التحول الرقمي التي تشهدها الدولة، منذ عقود.

وقال مسؤولو شركات عالمية وإقليمية ل«الخليج»: إن توجهات الاقتصاد المعرفي واستشراف المستقبل في الإمارات، وفر لها بيئة مثالية للتواجد والعمل على أرض الدولة، وتطوير أعمالها لمواكبة هذه التوجهات الاستراتيجية للدولة، فيما باتت وجهة إقليمية وعالمية للاستثمار، وموطناً لتوسع شركات التقنية، لاسيما الناشئة منها.

الصورة
1

أكد هؤلاء المسؤولون أن دول المنطقة باتت تنظر إلى تجربة الإمارات بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات مثالاً يحتذى، لاسيما المتعلقة بنشر شبكات اتصالات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والحوسبة السحابية والميتافيرس، وغيرها من تقنيات المستقبل.

20 % حصة 2031

وقال شكري عيد، مدير عام شركة «آي بي إم» في منطقة الخليج والمشرق العربي وباكستان: تتوقع دولة الإمارات زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في إجمالي الناتج إلى 140 مليار دولار، عام 2031، بحصة تمثل نحو 20% من إجمالي الناتج، مقارنة ب 38 مليار دولار، عام 2023، بنسبة 9.7% من الناتج المحلي الإجمالي، كما تسعى دبي أيضاً إلى تحقيق طموحها في أن تصبح العاصمة العالمية للاقتصاد الرقمي.

وأضاف عيد، تعمل دولة الإمارات على بناء البنية التحتية الرقمية الأكثر تطوراً في العالم، لذا فإن الاقتصاد الرقمي في الإمارات ينطوي على إمكانات لا حدود لها.

وأوضح أن الإمارات برزت مركزاً عالمياً لاستقطاب المستثمرين، وأفضل المواهب في قطاع التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم.

وتابع عيد: تلتزم حكومة الإمارات بخلق بيئة مواتية لتطوير تقنيات متقدمة، تمنح البلاد مكانة مثالية لتحقيق الريادة في هذا القطاع في المنطقة، مع وجود وزارة مخصصة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تقوم بتحفيز الابتكار، من خلال تسريع اعتماد التكنولوجيا المتقدمة لترقية الأنظمة والحلول، وتعزيز الإنتاجية، وبناء مزايا تنافسية في مجالات جديدة.

وأضاف، أسست «آي بي إم» أول حضور لها في الإمارات، منذ عقود، ولعبت دوراً أساسياً في دفع التحول الرقمي في الدولة، ومؤخراً، تعاونت الشركة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لإنشاء مركز التميز في بمدينة «مصدر» لتطوير وتشجيع تبنّي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتطوير مهارات رقمية محلية، واستقطاب كبار الباحثين، الذين سيسهمون في تنفيذ الاستراتيجية الإماراتية للذكاء الاصطناعي 2031، كما أسست الشركة عام 2022 الفريق الهندسي، لتطوير أعمال العملاء في دولة الإمارات، ضمن 4 دول لتوفير حلول الشركة التقنية للعملاء.

تسهيل الشراكات

وقال طه خليفة، المدير الإقليمي لمبيعات حوسبة العملاء في شركة «إنتل»: تعمل الشركة على تطوير حلول برمجيات الذكاء الاصطناعي، بما ينسجم مع استراتيجية التحول الرقمي في دولة الإمارات، وتسهيل عقد الشراكات الاستراتيجية، واعتماد الحلول الرقمية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مع توفير منصة لمشاركة أحدث التوجهات التقنية.

وأضاف لقد أدى التعاون مع المجتمع الأكاديمي المحلي في الدولة إلى تنمية مهارات مجموعة من المواهب، للعمل على تطوير المنتجات والتقنيات المستقبلية، كما تقوم الشركة باستقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي والمواهب التقنية من المكاتب العالمية، إلى دبي، ما يعزز مكانتها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا.

وترك مركز «إنتل للابتكار» و«مركز البحث والتطوير» في دبي، تأثيراً كبيراً في مشهد تكنولوجيا المعلومات في الإمارات، وتسريع وتيرة تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون الأكاديمي، والمساهمة في التحول الرقمي في الدولة، كما عزز مكانة دبي في قطاع التكنولوجيا.

وأطلقت «إنتل» مجموعة من المشاريع الاستراتيجية، التي تنسجم مع رؤية حكومة دولة الإمارات 2030، الخاصة بالتحول الرقمي، بما يشمل مبادرات بناء الإمكانات، ونشر الوعي الرقمي مثل برنامج الابتكار، بالإضافة إلى التعاون مع أبرز الهيئات الحكومية في مجال التحول الرقمي، والاستفادة من أحدث الحلول وابتكارات الشركة، فضلاً عن إقامة شراكات مع القطاعات الرئيسية.

وأوضح خليفة، تقدّم «إنتل» تقنيات حديثة تعزز التقدم العالمي وتطور عمليات تصميم وتصنيع أشباه الموصلات، للمساعدة على التغلب على التحديات الكبرى، التي يواجهها العملاء، ومن خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحوسبة السحابية والشبكات والأجهزة الطرفية ومختلف الأجهزة الحاسوبية الأخرى.

ويساعد النمو السريع في مجال التحول الرقمي على زيادة الكفاءة، وتبسيط العمليات، وتحسين آلية تقديم الحلول المبتكرة والخدمات، وتلعب التكنولوجيا دوراً أساسياً في تعزيز نمو الشركات بالتأكيد.

كما تساعد التكنولوجيا على تبسيط المهام، وتقليل الوقت اللازم لإنجازها، وتحسين مستوى الدقة والكفاءة، ما يمكّن الشركات من التركيز على العمل الاستراتيجي الذي يساهم في النمو.

وتابع خليفة: تعمل التكنولوجيا أيضاً على تسهيل تطوير الحلول المبتكرة، وتبسيط عمليات الشركة، ما يساعد الشركات على الحفاظ على قدرتها التنافسية، كما تتيح التكنولوجيا استخدام البيانات لاتخاذ قرارات مدروسة وفعالة، تعطي نتائج أفضل على مستوى الشركة.

تحقيق الطموحات

وقال عبدالإله نجاري، العضو المنتدب لدى شركة سيسكو لمنطقة الخليج: قطعت الإمارات شوطاً كبيراً في مسيرتها التقنية، حيث قامت ببناء اقتصاد رقمي قوي مدفوعاً بتفاني الدولة الثابت في تعزيز ثقافة الابتكار بمختلف القطاعات، وتعمل الشركة منذ أكثر من 25 عاماً مع عملائنا وشركائنا في الدولة، وتسهم برسم مستقبل تدعمه التقنيات المتطورة، ولتساعد الدولة في تحقيق رؤيتها الطموحة.

ازدهار القطاع

وقال طارق الحسيني مدير المبيعات الإقليمي في شركة «ويسترن ديجيتال»: تسعى الإمارات بنشاط نحو عصر التحول الرقمي، لتكون مركزاً عالمياً مبتكراً لتخزين البيانات، وسيشهد المستقبل نمواً هائلاً في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وأكد الحسيني أنه ونظراً للدفع الدائم للإمارات نحو تحقيق المستقبل بسرعة، من المؤكد أن سوق التكنولوجيا متجه نحو النمو السريع كما هو متوقع. ومع أهداف تحقيقها مركزاً للتكنولوجيا والرقمية في طور التحقيق، يمكن القول بثقة، إن السوق في الإمارات في حالة ازدهار، والعملاء متحمسون للمستقبل.

وفي سياق صناعة تخزين البيانات في الإمارات، يوجد توسع هائل لتصبح حلول مراكز البيانات شديدة الطلب من المؤسسات والشركات بمختلف الأحجام، خاصة في ما يتعلق بالطلب نحو التحول الرقمي، وسيستمر هذا الاتجاه مع زيادة اعتماد التكنولوجيا مع مرور الوقت.

فوائد كبيرة

فيما قال رامي كشلي نائب الرئيس الإقليمي الأول لشركة «سوفت وير إيه جي»: لقد كانت الإمارات دائماً في طليعة الدول السبّاقة نحو تبني التكنولوجيا، حيث اتجهت منذ سنوات نحو تبني «الاستثمار في التكنولوجيا»، لتهيئة البيئات والأسس المناسبة، للبقاء في حالة استعداد تام، للتكيف مع الاكتشافات التكنولوجية، وإدارتها، واعتمادها في المستقبل، بدءاً من الذكاء الاصطناعي والتكامل التحولي اللذين يساهمان في تغيير قواعد الحياة.

وأضاف كلشي، أن قطاع التقنية المحلي يسير بكامل طاقته متجاوزاً الأهداف السابقة المتمثلة في التحول من التعاملات الورقية إلى الرقمية من خلال اعتماد الأتمتة ما حقق فوائد كبيرة.

وتابع: من خلال اعتماد أسس جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والانتقال إلى السحابة في الإمارات، فإن هناك تركيزاً كبيراً جداً على تجارب العملاء، من أجل ابتكار الموجة التالية من النتائج القائمة على القيمة، من خلال تجارب العملاء المحسنة التي توفرها المؤسسات، الحكومية وغير الحكومية، التي تأسست وفق تكامل تحولي قوي.

استثمارات قوية

وأكد سامر محمد المدير الإقليمي لشركة «ياسمينة»: إن لدى الإمارات رؤية واضحة، لتصبح واحدة من الدول الرائدة في قطاع تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى المبادرات المبتكرة التي جعلت الدولة تتمتع بمرافق وفيرة ومميزة ذات مستوى عالمي، مع موقعها الجغرافي، لتسهم في نمو الشركات التقنية وتوسعها.

وقال محمد: إن دولة الإمارات استثمرت بقوة في بناء الاقتصاد المعرفي، ووفقاً لتقرير حديث صدر عن مجموعة بوسطن الاستشارية، فإنه من المتوقع أن تخصص الدولة ما يقارب 20 مليار دولار لقطاع التكنولوجيا الرقمية، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ويشمل ذلك قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الناشئة، مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل والروبوتات.

وأضاف نشهد توجهاً كبيراً يتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، في المنازل والمكاتب إلى جانب الأدوات التي من شأنها تعزيز الكفاءة والراحة.

توفير البُنى التحتية

وقال علي حسن الرئيس، التنفيذي لشركة «ايفست»: تعكف الإمارات منذ عقود على تطوير الاستخدامات الفعالة للذكاء الاصطناعي، في مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا المالية «فينتك»، من خلال تبني استراتيجيات مبتكرة، ومشاريع كبيرة، وتوفير البُنى التّحتية اللازمة لذلك، من خلال سعي الدولة إلى تقنين تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخلق بيئة مشجعة للشركات والشركاء.

وأضاف، تستثمر الإمارات بسخاء في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي (ميتافيرس).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/nhafcmef

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"